قبل أيام العيد بقليل نجد أمامنا عددا من التطورات والتحولات السياسية التى تطفو على السطح، ما يتوجب علينا حسن القراءة لأحداث محددة وتحركات قادمة ليست من التصريحات والوعود فقط ولكن بوصول عدد من القوات التركية إلى أرض «الدوحة».
وتواجد عدد كبير من الإيرانيين والإخوان وعدد آخر من الإرهابيين المطلوبين، والجميع نجدهم فى ضيافة هذا الأمير تميم حاكم قطر! مما لا يترك مجالا للشك أن هذا الوضع لا يمكن استمراره طويلا لأنه يشكل خطرا على ما تبقى من دول الخليج.
بعد قمة ترامب فى السعودية ووضوح التوجهات المطلوبة لمحاربة الإرهاب صعب العودة إلى الوراء والتردد والتخاذل عن استخدام قرار بكشف المستور وإعلان المقاطعة مع قطر التى بهذا التكتيك تم الكشف عن الكثير من الأمور وأصبح واضح لنا أن مهما كانت المناورات الأمريكية لا يبقى للعرب غير التخطيط والتنسيق والتنفيذ لبناء حالة من الاستقرار والأمن وضمان مصالحها المستقبلية.
أمام هذا التعنت القطرى والإصرار على تزييف الأمور والتدخل فى الشؤون الداخلية لعدد من الدول وخلق التوتر والقلق لأغلب الجيران.. وهنا الزمن أثبت قدرة الإدارة المصرية على استشعار المخاطر وكشف المؤامرات والتحالفات الإقليمية والتنظيمية التى تدعم هذا المنهج من الإرهاب، وهذا الفكر مغروس فى التربة القطرية منذ عشرات السنين، وبالتالى لا نستغرب أن نجد بصماته متمثلة فى أدوات السياسة القطرية ووسائلها، مهما تلونت أعذار قطر وحججها من خلال وزير خارجيتها الجديد على الساحة السياسية والذى يحاول برحلات مكوكية رسم دور الضحية.
دفعنا ذلك إلى التساؤل عن ما هذا الشىء الذى تراهن عليه قطر رغم كون جميع الحجج نهـائية ولا تقبل جـدلا أو نقاشا؟ إلا أن النظام القطرى يقـدم رأيا مخالفا للعرب متوافقا مع إيران، توضح كيف أرادوا أن تكون قطر قوية وغير متأثرة، وتارة يخدعنا بتبريرات يلامس بها عاطفة الشعوب، بحيث يقدم نفسه فى صورة الشهيد أمام المؤامرات العربية التى هو أساس المساهمين فى التورط فيها، حيث ساهم فى سقوط شهداء من جنود سعوديين وللإمارات فى اليمن وقلب الأوضاع مع الأتراك فى سوريا ومصر.
لذلك لن تكون عودة قطر إلى الحظيرة الخليجية قريبا أو سهلا أمام الخلافات التى تمزق وحدة الأمم، وسيكون الدعم الأمريكى لمصر ولولى العهد الجديد فى السعودية له معان مختلفة فى تحركات سريعة فى اليمن وليبيا وسوريا والعراق.
إن أقرب الدول إلى قطر والتى تتشارك معها فى الكثير من الجوانب الجغرافية والثقافية مثل المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين، عانت من آثار هذه السياسات والتدخلات من قبل الدوحة، ولم تتوقف قطر عن ذلك، فهل ستتوقف الأخيرة عن دعم الإرهاب وعدم الاستقرار وزعزعة الأمن؟ فشلت فتنة ومحاولات الإخوان فعادوا إلى جذورهم الأولى بالاستعانة بالسلاح والإرهاب، وها هو القرضاوى أحد قياداتهم كشف عن جانب ليس خفيا من شخصيته بأن يبرر الإرهاب بدلا من سماحة الإسلام، لكن مصر بل كل العرب والمسلمين تقف لهم بالمرصاد، فإن تلاعبت أمريكا بالبيع السلاح مع قطر أو تأخرت فى توضيح أهدافها القادمة من الحكم والحاكم فى قطر، فهذه مصر التى تملك مصداقية وتجربة وتصريحات نبهت فيها العالم من الإرهاب وانقلابه وتمدده إليهم، والتى وقفت رادعا يحمى المنطقة من السقوط بسبب أقزام مثل قطر وإيران وتركيا والإخوان، والتى لا يستطيع صاحب الدوحة أن يقرأ السطور الجديدة فى الإقليم وأن يفهم أن دوره انتهى وأن مصر أكبر وأعظم من أن يهاجمها حفنة من الأقزام.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة