أثار إعلان تعيين الأمير محمد بن سلمان وليا للعهد فى المملكة العربية السعودية اهتماما كبيرا فى وسائل الإعلام العالمية، التى أشاد معظمها بالأمير الشاب الطموح، وبالخطوة التى رأوا أنها فى سبيل إدخال المملكة إلى العصر الحديث.
قالت وكالة أسوشيتدبرس الأمريكية إن محمد بن سلمان شاب مغامر وطموح، وكان صعوده لأروقة السلطة فى السعودية سريع بشكل مفاجئ، وتحدثت الوكالة عن الأمير الذى سيطر على سياسة الدفاع للمملكة فى عمر الواحد والثلاثين، وإشرافه على الإصلاح الاقتصادى الهائل بدعم من والده. ورأت أن تعيينه وليا للعهد عزز مكانته كقوة رائدة فى التحركات الكبرى التى قامت بها السعودية، وربما تحدد السياسة السعودية على مدار عقود قادمة، وهو يعتبر جرئ ومغامر طموح.
ونقلت الوكالة عن خالد بطارفى، الكاتب والأستاذ بجامعة الملك فيصل تأييده لقرار مجلس البيعة بجعل بن سلمان وليا للعهد، وقال إن الموقف الحالى يتطلب الكثير من الجهود واتخاذ قرار سريع وشجاعة، والجيل القديم ربما لا يكون سريعا بما يكفى ولديه السرعة المطلوبة لتنفيذ التحول.. وتابع قائلا إن البلاد بحاجة لدماء جديدة وجيل جديد لأنه التغييرات المطلوبة كبيرة.
بينما تحدثت صحيفة "نيويورك تايمز" عن تأييد الرئيس دونالد ترامب لولى العهد السعودى الجديد، وقال إن الرئيس الأمريكى يراه حليفا مهما فى جهوده لتعزيز التحالف المسلم لسنى فى الخليج العربى. فالأمير السعودى الذى يشغل أيضا منصب وزير الدفاع يفضل المواجهة مع إيران وهو ما يتفق مع موقف ترامب المعادى لطهران.. وكذلك فإن بن سلمان مفضل لصهر ترامب جاريد كوشنر.
وحول الأمر نفسه، قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" إن التغيير فى تسلسل القيادة فى السعودية له هدف واحد وهو إدخال البلاد إلى العصر الحديث، مشيرة إلى أنها خطوة تعنى أن البلاد ستصبح أكثر نشاطا، واعتبرت الصحيفة تولى بن سلمان ولاية العهد رهان على أنه يستطيع إجراء تحول مالى واقتصادى جذرى فى المملكة التى تصارع للحفاظ على القوة السياسية والاقتصادية من خلال ثروتها النفطية.
ونشرت صحيفة التليجراف تقريرا عن الأمير محمد بن سلمان، قالت كاتبته شارلوت ليزللى إنها التقت ولى العهد السعودى الجديد الذى وصفته بأنه ثورى. وروت الكاتبة لقائها بالأمير الشاب الذى قالت عنه إنه ملىء بالطاقة وصاحب نظرة مستقبلية، وشرحت كيف كان يوقف المترجم مرارا ليصحح بعض التعبيرات التى تعتبر أكثر ملائمة للحوار، وأوضحت أنها عندما زارت المملكة لمست التطور الذى تشهده بصورة متسارعة.
وعلق معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى على هذه التطورات، وقال فيه إن تعين محمد بن سلمان وليا للعهد يجب أن يؤكد على تحسن علاقة العمل مع واشنطن فى أعقاب الضغوط التى تعرضت لها خلال إدارة أوباما، وعلى رأسها إيران والاتفاق النووى. لكن التقرير أشار إلى أنه نظل هناك خلافات حادة بين المواقف الأمريكية والسعودية حول قضايا منها اليمن، وقطر على ما يبدو أيضا، مشيرا إلى أن العلاقات المستقبلية بين البلدين لن تكون متسقة بالضرورة.