أكرم القصاص - علا الشافعي

إسلام الغزولى

30 يونيو وكتابة التاريخ

الجمعة، 23 يونيو 2017 02:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إن تناول أى حدث تاريخى كبير بعد مرور بضع سنوات، أمر شديد الصعوبة خصوصا إذا كانت بعض زواياه لم تتكشف بعد، ولاشك أن ثورة 30 يونيو تعد منعطفا تاريخيا هاما فى عمر الدولة المصرية ومازالت أحداثها وأثارها ممتدة من ناحية، ومن ناحية أخرى فمازال أعداؤها يتربصون بالشعب المصرى، ويعاقبونه على اختياره الحاسم نحو الزج بهم إلى مزبلة التاريخ، لكن مع ذلك يمكن قراءة الكثير من منجزات ثورة يونيو وبيان 3 يوليو، ويمكن لأى باحث تاريخى أو مهتم بالشأن المصرى أن يلمس آثار هذا الحراك بشكل واضح، ولكى ندرك بعضا منها لابد أن نعود للحظات يونيو ، وأسباب موجة الغضب التى أطاحت بالجماعة الإرهابية المشبوهة.  
 
يحاول البعض تصوير الأمر بطريقة مختزلة، أن الشعب لم يتحمل أزمات الطاقة وانقطاعات الكهرباء ، وهى أمور كانت تنم عن ضعف وعجز الجماعة وفشلها عن إدارة بلد بحجم مصر ، رغم أن تلك الجماعة طالما ما ادعت أنها الأكثر خبرة وتنظيما بين البدائل المطروحة على الشعب المصرى، لكن فى الخلفية كان الهاجس الأكبر والأهم تجاه ميول الجماعة، وتواطؤها مع العناصر الإرهابية المشبوهة، والدول صاحبة المصالح فى تخريب وتقسيم المنطقة بأثرها وعلى رأسها الدولة المصرية باعتبارها الركيزة الأكبر لدول المنطقة الباقية.
 
كان المواطن المصرى البسيط يشعر بالحصار والتهديد، والخيانة، كان المجتمع المصرى يضحك مثل الكوميديا السوداء على تصريحات وتصرفات المخلوع محمد مرسى وزبانيته، لكنهم يشعرون بأنهم مغدورين فى كل مرة يتقاعس عن ملاحقة الجناة وقتلة الجنود، ويتحول هذا الضحك يوما بعد يوم إلى كرها للجماعة الإرهابية.
 
كل منا فى مكانه كان يشعر بأن الجماعة الإرهابية تسعى سعيا حثيثا للتمكين والسيطرة والدفع بكوادرها، التمكين بغرض تفتيت أى تكتلات أخرى صلبة يمكن للشعب الاتكاء عليها يوما فى الإطاحة بالإرهابية ، بما فى ذلك مؤسسات الدولة المصرية واحدة تلو الأخرى، والأهم من ذلك التحركات المشبوهة للجماعة الإرهابية التى أخرجت مليشياتها من باطن الأرض، بغرض تمكينها من مفاصل الدولة، واستبدال أجهزة الامن المصرية جيشا وشرطة بهذه الميليشيات المغرضة.
 
يظن البعض أن المواطن المصرى غير معنى سوى بقوت يومه، لكن هذا الأمر غير حقيقى بالمرة، فالمواطن المصرى مهموم بالإصلاح ، يعى جيدا الفارق بين من يسعى إلى التخريب والسرقة وإحلال جماعته ، وبين من يحاول الإصلاح والتنمية وهى عملية صعبة طويلة وتحتاج إلى جهد وصبر.
 
لحظة 30 يونيو ما هى إلا استباق دفاعى من الشعب المصرى ضد التخريب والدمار الذى كانت جماعة الإخوان الإرهابية تنتويه وتخطط له، واختار الشعب المصرى الحركة بعد أن عادت الجماعة الإرهابية كل أضلع ومؤسسات الدولة التى يثق بها الشعب المصرى، من قضاء، وشرطة، وإعلام، وقوات مسلحة، كانت تلك الجماعة الإرهابية تتعامل مع الكافة بمنتهى الغطرسة والقسوة  وتصم أذنها لكل هذه الطوائف التى تحاول التصدى لمحاولات تلك الجماعة الإرهابية فى اختطاف الدولة المصرية.
 
صحيح أن أهالينا فى الريف والصعيد والمناطق النائية ليسو خبراء سياسيين ولا هم أهلا للأعيب السياسية، لكنهم مع ذلك معنيون بحماية وصيانة هذا الوطن، مهمومون بالتصدى لكل محاولات التربص به وخيانته.
 
كان هذا السبب وحده كفيلا بتحريك طوائف من المجتمع لم يسبق لها المشاركة فى أى حدث سياسى ولا حتى ثورة يناير، كان الهدف استرجاع الدولة المصرية وحمايتها، تلك هى القصة، شعب جسور ينتفض لحماية وطنه.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة