كانت الدعاية والشائعات جزءا من الحرب على مر التاريخ، وأخذت شكلا جديدا مع عصر الاتصالات، وآخر مثال ما كشفته التقارير والشهادات والاعترافات عن ضلوع قطريين فى إثارة الحرب الدعائية بين الإمارات والسعودية عن طريق إنشاء مواقع وحسابات على فيس بوك وتويتر تبدو أنها من السعودية تشتم الإمارات أو بالإمارات وتشتم السعودية، حيث اعترف «على حمد» بشراء 5 بطاقات هواتف إماراتية وعاد إلى السعودية ثم إلى الدوحة، وسلم البطاقات الإماراتية لجهاز أمن الدولة القطرى، وتم استخدامها فى إنشاء حسابات وهمية على مواقع التواصل الاجتماعى تويتر وفيس بوك ومنها مواقع «بوعسكور» و«قناص الشمال»، وكانت تبث شائعات وتنشر أخبارا مضروبة وإساءات للإمارات، وفى المقابل تم استخدام الكروت السعودية التى حصل عليها عند سفره للسعودية للإساءة للمملكة.
اللعبة معروفة لمن لديهم بعض الخبرات فى عالم التواصل، لكن بالنسبة لكثيرين من الصعب التفرقة بين المعارضة وبين الدعاية أو بين الشائعات والحقائق، والاعترافات التى ظهرت وبعض التقارير كشفت عن وجود شبكة واسعة من الحسابات المزيفة فى الدول التى تعاديها قطر تمارس نفس اللعبة، وفى مصر هناك مواقع تمولها قطر بشكل علنى، وأخرى تمولها عن طريق مكاتب حقوقية أو منظمات بحثية، فضلا عن حسابات معلنة مدفوعة الأجر.
ومعروف أن المواقع والحسابات الممولة كانت تلعب دورا فى صالح تنظيمات إرهابية أو سياسية، بهدف توجيه التحولات العربية باتجاهات غير تلك التى كان يدفع لها الجمهور.
وإذا ربطنا ما أعلنه القطرى على حمد فى اعترافه عن كتائب التزييف الإلكترونى مع ما أعلنه مراسل الجزيرة السابق محمد فهمى وغيره، نكتشف أن الجزيرة تجاوزت كونها قناة منحازة إلى أن تكون إحدى أدوات اتصال ونقل شفرات لتنظيمات مسلحة فى سوريا والعراق أو حتى فى سيناء. وهناك مؤشرات ودلائل على قيام القناة بهذا الدور، عندما كانت تعرض فيديوهات مباشرة تنقل بيانات ووجهات نظر «بيت المقدس» والتنظيمات الإرهابية، بل إنها كانت تعرض أفلاما أنتجتها خصيصا ضد القوات المسلحة المصرية.
الجزيرة كانت تتبنى وجهات نظر وتسميات التنظيمات الإرهابية، حيث يطلقون على تنظيم داعش الأكثر دموية اسم «الدولة» بينما تعتبر القوات العراقية ميليشيات، وكلها وقائع تشير الى أن القناة تجاوزت حتى الانحياز السياسى أو المهنى إلى كونها أصبحت منصة إعلامية للتنظيمات الإرهابية داعش والنصرة.
بالطبع كانت هناك دول وأجهزة تقوم بنفس الدور، لكن قطر لعبت مع أطراف متناقضة من دون أن تمتلك إمكانات ولهذا تكشفت أوراقها.