تعتزم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أن تناقش تغيير المناخ، والتجارة الحرة، والهجرة فى جدول أعمال قمة مجموعة العشرين فى المدينة الألمانية هامبورج، وتتوقع الصحيفة البريطانية "ذا جارديان" أن اختيار مثل تلك المواضيع سيضعها فى تصادم مع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب.
وأوضحت الصحيفة أن الصدام فى السياسات بين ميركل وترامب لا مفر منه بعد أن قررت الأولى أن تناقش بعض المواضيع الرئيسية فى قمة العشرين مثل الهجرة غير الشرعية، تغيير المناخ، والتجارة الحرة، والتى هى محل خلاف بين الإدارتين الألمانية والأمريكية.
وأكد ترامب مرارا وتكرارا على نيته لعزل الولايات المتحدة عن مجموعة القيم التى كانت تتبعها الإدارات الأمريكية على مرور العقود ويتبعها الغرب بشكل عام، من حيث أن الغرب لطالما اتبع سياسات التجارة الحرة وفتح الأبواب للمهاجرين واللاجئين والتحيز للسياسات المعنية بالبيئة والمناخ، وجاء ترامب ليضرب بكل تلك القيم عرض الحائط تحت شعار "أمريكا اولاً!"، مما استدعى القادة الأوروبيين بالأخص أن يميلوا إلى الانعزال عن الإدراة الأمريكية الجديدة تحت ترامب.
وقررت الولايات المتحدة أن تتبع سياسات انعزالية وغلق الأبواب عليها حتى تنهض باقتصادها أكثر وتجعله أقوى، فى حين تأكيد ميركل لسياسات الأسواق المفتوحة والتجارة الحرة. وكانت ميركل صريحة فى مباحثاتها مع رجال الأعمال الألمان هذا الأسبوع عن إيمانها بالأسواق المفتوحة، التى تتعدى الحدود وتعتمد على التجارة الحرة والمنافسة العادلة، وصرحت أثناء اجتماعها معهم أنها ستحاول "بذل مجهود كبير للوصول إلى اتفاق واسع النطاق حول حرية التجارة فى قمة هامبورج"، وأضافت، "أنه بالنسبة إلى الإدارة الأمريكية الجديدة، فهى ليست من السهل التفاعل معها، وإننا بحاجة لبذل مجهود".
وفى ظل الخلاف القائم بالفعل بين قادة أوروبا والإدارة الأمريكية؛ فأن قادة أوروبا ليسوا الوحيدين الذين يعيدون تقييم علاقتهم مع الولايات المتحدة، حيث صرحت كريستيا فريلاند، وزيرة الخارجية الكندية، فى البرلمان الأسبوع الماضى بأن الولايات المتحدة فى ظل إدارتها الجديدة "قد أثارت تساؤلات عديدة حول إمكانيتها فى الاستمرار فى قيادة العالم"، مشيرة إلى أن كندا مثلها مثل باقى الدول "لها الحق فى تحديد مسارها الواضح والسيادى".
فيما ذكرت حكومة الأرجنتين، وهى إحدى الأعضاء بمجموعة العشرين، معلقة على سياسات إدارة ترامب الانعزالية، أن "الأرجنتين حاولت العزلة من قبل، ولكنها لا تجدى".
وعلى مستوى أوسع، ستكون قمة مجموعة العشرين أول اختبار لما إذا كان بإمكان زعماء أوروبا الهروب من ظل أمريكا، أو أنهم يريدون بالفعل الهروب من العباءة الأمريكية.
وفيما يتعلق بتغير المناخ، انسحبت أمريكا مؤخرا من اتفاقية باريس للتغير المناخى وثارت سياساتها ومزاعمها الكثير من الجدل، فى حين استعداد ألمانيا لاستضافة حليفين تحتاجهما ألمانيا بخصوص الموضوع، وهما رئيس الوزراء الهندى نارندرا مودى، ورئيس مجلس الدولة الصينى لى كه تشيانج.
من جانبه حذر الأمين العام للأمم المتحدة، انطونيو جوتيريس، وفد ترامب من أن الولايات المتحدة ستفصح عن الكثير من القضايا التى تواجه المجتمع الدولى وسيتم استبدالها كزعيم عالمى.
كما علقت الصحيفة على أن الصين هى أكبر مصدر للانبعاث ثانى أكسيد الكربون، والهند تأتى فى المرتبة الثالثة، وإذا تابعت الولايات المتحدة رفضها لاتفاقية باريس، فستنهار العملية برمتها.
فيما أصرت ألمانيا على لسان سيجمار جابريل، وزير خارجيتها، على أنها "لا تسعى إلى التصادم مع الحكومة الأمريكية حول المواضيع المختارة، وإن السياسات اليمينية عامة ستقابل بمظاهرات شعبوية عديدة".
وتجمع قمة مجموعة العشرين أكبر الاقتصاديات في العالم، التى تمثل 85% من الناتج المحلى الإجمالى العالمى، ومن المرجح أن يكون جدول أعمال ميركل المختار من شأنه أن يزيد من العزلة الأمريكية إلى أقصى حد، بينما يحاول التقليل إلى أدنى حد من الانقسام بين الآخرين، ومن المقرر أن تقام القمة بين 7-8 يوليو القادم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة