على الرغم من توقيع شركات المحمول الثلاث لرخص خدمات الهاتف الثابت فى منتصف أكتوبر الماضى إلى جانب رخص الجيل الرابع للمحمول، إلا أن الخدمة التى تم سداد المقابل المادى لها من جانب الشركات الثلاث "اورنج وفودافون واتصالات"، لم يتم إطلاقها بشكل رسمى وتجارى للجمهور.
ويرجع ذلك لأسباب تتعلق بتركيز جهود مشغلى الاتصالات الثلاث بشكل أكبر على تقديم خدمات الجيل الرابع للمحمول فى ملف معقد استغرق حوالى 8 أشهر، وذلك عبر مناقشات مكثفة وإبرام اتفاقيات تجارية لتقديم الخدمة التى يرجح اطلاقها بشكل رسمى للجمهور فى غضون شهرين.
فيما أرجعت مصادر بشركات المحمول تأخر تقديم الخدمة بأنها ليست أولوية لديهم فى الوقت الحالى مقارنة بالجيل الرابع للمحمول، كما تحتاج الى استثمارات من نوع مختلف، ولكنهم أكدوا أهميتها فى تمكين الشركات من تقديم خدمات متكاملة حتى لا يكون هناك ميزة لشركة عن الأخرى فى الخدمات المقدمة للعملاء.
و تقديم شركات المحمول الثلاث لرخص خدمات الهاتف الثابت من شأنه إنهاء إحتكار الشركة المصرية للاتصالات للخدمة، و التى قد تستفيد منها أيضا حيث سيعتمد مشغلى الاتصالات الثلاث على شبكتها لتقديم الخدمة و التى قد تستلزم ضخ مزيد من الاستثمارات لتحسين وتحديث البنية التحتية الخاصة بها.
ويزداد الطلب على خدمات الهاتف الثابت فى مصر وسط اقبال شديد من جانب المستخدمين على الإشتراك بخدمات نقل البيانات، ولكن الكثيرين فى بعض المناطق وخاصة البعيدة قد يصعب عليهم ذلك لوجود خطوط هوائية أو لوجود كثافة كبيرة داخل السنترال فضلا عن عدم وصول سرعات ADSL كاملة للمستخدمين، ذلك فى حين انفقت المصرية للاتصالات نحو 6 مليارات جنيه لتحديث خدمات البنية التحتية لديها عبر مد كابلات الألياف الضوئية بديلا عن النحاس.
وأصدرت الحكومة ثلاث رخص للهاتف الثابت فى أكتوبر الماضى بلغت قيمة الرخصة الواحدة نحو 11.262 مليون دولار وفقا لما أعلنه الجهاز القومى لتنظيم الاتصالات أنذاك، ويساهم تقديم شركات المحمول لخدمات الهاتف الثابت فى تحسين جودة مستوى الخدمة من تنافس جميع الشركات خاصة فيما يتعلق بخدمات نقل البيانات، كما حدث بخدمات الهاتف المحمول.
وأشار آخر تقرير لوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، الى إرتفاع مشتركى الهاتف الثابت فى مصر إلى 6.38 مليون مشترك فى يناير 2017 مقارنة بـ 6.12 مليون مشترك فى ديسمبر 2016، بعد أن كان قد تراجع العام الماضى ليقترب من 5 ملايين خط، مما يشير إلى الإقبال الكبير على خدمات نقل البيانات.
و يأتى مشتركو الهاتف الثابت وفقا لنوع الاشتراك، 2% عدد المشتركين حكومى و9% عدد المشتركين تجارى، و98% عدد المشتركين منازل.
وبدأت خدمات الهاتف الثابت فى مصر عام 1854 عبر الشركة المصرية للاتصالات والتى كان أسمها انذاك الشركة الشرقية للتليفونات والتلغراف" ثم "مصلحة التليفونات والتلغراف" ثم "الهيئة القومية للاتصالات السلكية واللاسلكية، و في عام 2001 أنشئت المصرية للاتصالات شركة تى إي داتا المخصصة لتزويد خدمة الإنترنت و التى تقدم أكبر معدل لنقل البيانات فى مصر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة