سنوات طويلة من التوتر قضتها فنزويلا مع رئيسها الراحل هوجو شافيز، مؤيدوه قالوا إن الرجل خاض صراعا طاحنا مع الولايات المتحدة الأمريكية وبعض القوى الدولية، ورغم هذا نجح فى تقوية دعائم الاقتصاد والحفاظ على استقلال البلاد، والأهم التمتع بمقبولية وشعبية واسعة وسط الفنزويليين، بينما يرى معارضون أنه كان ديكتاتورا وساهم فى إغلاق المجال السياسى فى البلاد، ما قاد إلى تراجع اقتصادى واضح، المهم أن الفاتورة التى يرى المعارضون أن "شافيز" تسبب فيها، يدفع ثمنها الآن خلفه "مادورو".
حالة من التوتر والقلق تشهدها الدولة اللاتينية المهمة بعد تصعيد الأزمة السياسية، ووصول الأمر إلى هجوم طائرة هليكوبتر تابعة للشرطة الفنزويلية على مقر المحكمة العليا ووزارة الداخلية، مساء أمس الثلاثاء، بينما اتهم رئيس فنزويلا نيكولاس مادورو، المخابرات الأمريكية بمحاولة الانقلاب عليه بمساعدة المعارضة.
وقال مادورو: "فنزويلا غارقة فى العنف، وإذا دخلت البلاد فى الفوضى والعنف ستدمر الثورة البوليفارية"، مهددا المعارضة بأنه "فى حال استمر استخدام العنف والأسلحة لإيقاع البلاد فى تلك الفوضى، فإننا أيضا سندخل المعركة بأسلحتنا"، متهما الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بالتشجيع على العنف، قائلا: "نحن لن نستسلم وسنفعل كل ما يمكن فعله للحد من الأسلحة".
رئيس فنزويلا: سنقبض على المتورطين عاجلا.. وأقول لدونالد ترامب لديك مسؤولية
من حديثه عن الجبهة الداخلية انتقل الرئيس الفنزويلى إلى الولايات المتحدة، قائلا: "أقول لدونالد ترامب، لديك الكلمة، لديك مسؤولية، ووقف جنون المعارضة الفنزويلى العنيف"، مشددا على أنهم يسعون للانقلاب عليه بتشجيع من الحكومة الأمريكية، التى ترغب فى السيطرة على احتياطات فنزويلا الهائلة من النفط.
ووصف الرئيس نيكولاس مادورو، الواقعة بأنها "هجوم نفذه إرهابيون يسعون للانقلاب، وعاجلا وليس آجلا سنمسك بالطائرة ونلقى القبض على المسؤولين عن هذا الهجوم الإرهابى المسلح ضد مؤسسات الدولة، وكان من الممكن أن يتسببوا فى سقوط عشرات القتلى".
وزير الاتصالات الفنزويلى: الهجمات مخططة من المخابرات المركزية الأمريكية
وفى سياق متصل، قال وزير الاتصالات الفنزويلى، إرنستو فيليجاس، إن "هذه الهجمات مخططة من قبل الاستخبارات المركزية الأمريكية، فبيريز لديه صلة مع وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وسفارة واضنطن فى كراكاس، فضلا عن علاقاته بوزير الداخلية السابق، فى إشارة إلى ميجيل رودريجيز توريس"، مؤكدا أن القوات المسلحة وقوات أمن الدولة تنتشر فى الدولة من أجل القبض على "بيريز" ومساعديه فى ذلك الهجوم الإرهابى.
وعن تفاصيل الهجوم الذى شهدته البلاد أمس، قال مسؤولون إن الطائرة أطلقت 15 طلقة على وزارة الداخلية، إذ كان عشرات الأشخاص يحضرون مناسبة اجتماعية، كما أسقطت أربع قنابل على المحكمة، حيث كان القضاة مجتمعين.
الحكومة الفنزويلية: الطائرة المستخدمة فى الاعتداء سرقها طيار من شرطة التحقيقات
وقالت حكومة فنزويلا فى بيان صادر عنها، إن الهليكوبتر سرقها طيار من شرطة التحقيقات يدعى أوسكار بيريز، أعلن عن نفسه فى تمرد ضد "مادورو"، وظهر فى تسجيل مصور عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعى والصور الشهير "إنستجرام"، فى التوقيت نفسه تقريبا، وهو يقف أمام عدد من الرجال المسلحين الملثمين ويقول إن عملية جارية "لاستعادة الديمقراطية".
ويواجه الرئيس الفنزويلى نيكولاس مادورو احتجاجات من زعماء المعارضة منذ 3 أشهر، إذ وصفوه بأنه "ديكتاتور دمر الاقتصاد" الذى كان مزدهرا ذات يوم، وأسفرت الاحتجاجات عن مقتل 75 شخصا على الأقل، وإصابة مئات آخرين، إضافة إلى اعتقال مئات شاركوا فى الاحتجاجات المناهضة للحكومة منذ أبريل، بينما يطالب المتظاهرون بانتخابات عامة وإجراءات لتخفيف الأزمة الاقتصادية الطاحنة، والإفراج عن مئات المعتقلين من ناشطى المعارضة، واستقلالية الهيئة التشريعية الوطنية التى تسيطر عليها المعارضة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة