من يستحوذ على أكبر بقاع ممكنة على أرض المعركة هو من يتحكم فعليا وهو صاحب النفوذ، هكذا تتنافس القوات الموالية للغرب والأخرى الموالية لإيران على إعادة إنشاء الطرق بغرب العراق فى المناطق المحررة من داعش.
صراع وتناحر من الجهتين لمد النفوذ على الأرض بين الولايات والمتحدة وإيران على الأرض العراقية، ووصل الصراع بينهم على النفوذ الى السبل المعتادة من قبل الاستعماريين القدامى؛ وهى النفوذ على الأرض والطرق، حسب التايمز الأمريكية.
غضب شيعى تجاه التواجد الأمريكى بالعراق
كانت قد حصلت شركة أمريكية على عقد من قبل رئيس الوزراء العراقى، حيدر العبادى، لإعادة بناء الطريق السريع من بغداد إلى الحدود الأردنية التى تربط الطريق الرئيسى إلى الحدود مع العاصمة الأردنية عمان، فيما أشارت التايمز الأمريكية إلى أن السياسيين من الطائفة الشيعية، الذين تربطهم علاقات وطيدة بإيران، يعارضون عرض الشركة الأمريكية، ولطالما يصرحون بأنهم "يرفضون استمرار الوجود الأمريكى بالعراق".
وأثار قيام شركة أمريكية بالسيطرة على إحدى الطرق الاستراتيجية غضب الطائفة الشيعية التى لها تاريخ من النشاط المناهض لوجود القوات الأمريكية بالعراق، وصرح قيس الخزعلى، الأمين العام لعصائب أهل الحق ومؤسس كتلة الصادقون، فى كلمته؛ "لماذا لم تتمكن الشركات العراقية من بناء الطريق؟"، وقال المتحدث باسم حركة عصائب أهل الحق إن شركات الأمن الأمريكية "تقوم بعمليات تجسس لصالح المخابرات الأمريكية"، وفقاً للصحيفة.
وصرح معين الكاظمى، وهو عضو فى حزب بدر، لصحيفة التايمز؛ "نحن نعارض هذا الطريق لأنها ستقدم ذريعة للأمريكيين للحفاظ على وجودهم العسكرى". علما أن هذا الطريق كانت تستخدمه داعش فى توصيل الإمدادات ونقل قواتها بين سوريا والعراق، وهى تسيطر عليه الآن القوات العراقية الشيعية.
كما أضاف كاظمى، "بما أننا نتحكم فى هذا الطريق، يمكننا ضمان استخدامه فى التبادل التجارى". وأضاف أن الطريق سيعيد إقامة علاقات مع سوريا وجنوب لبنان.
وقال هشام الهاشمى، أحد المحللين العراقيين البارزين، إن "إيران حريصة على تعزيز طريقها الخاص على حساب الطريق الذى تخطط لإنشائه الولايات المتحدة، حتى لا تضر مصالحها بالعراق". وأضاف "أن إيران حريصة على الحفاظ على الطريق من دمشق إلى بغداد وطهران مفتوحا".
فيما أشارت الصحيفة إلى أنه قد قامت القوات العراقية الشيعية بشق طريق خاص بها يمتد إلى الحدود الشمالية، مارا بطريق يؤدى إلى دمشق، العاصمة السورية، ويمتد إلى بلدة "بعقوبة" القريبة من الحدود الإيرانية، ويتلامس شرقا مع المعبر الحدودى مع مدينة أم الجاريس، سوريا.
خريطة توضيحية لمواقع النفوذ الأمريكى ومقابله الإيرانى بكل من العراق وسوريا
تأييد أردنى لطريق "بغداد - عمان"
كما أكدت الجريدة أن الملك عبد الله الثانى، ملك الأردن يؤيد وبشدة مشروع "من بغداد إلى عمان" حيث إن بلاده تواجه أزمة اقتصادية متفاقمة بسبب فقدان التجارة مع كل من سوريا والعراق؛ حيث انخفضت الصادرات الأردنية إلى العراق إلى النصف بعد أن توغلت داعش بكل من سوريا والعراق فى 2014.
واستطردت الصحيفة أن العقد الممنوح لشركة "أوليف جروب" الأمريكية، المختصة بالأمن والدعم اللوجيستى والبناء مع حكومة العبادى تتيح إعادة بناء الطرق، بما فى ذلك 36 جسراً تم بناؤهم بالفعل، لكنهم دمر العديد منهم بسبب العمليات العسكرية ضد داعش، كما أنه من المتفق عليه أن يعاد بناء المقاهى والأماكن الترفيهية مجرد ما يتم تأمين المنطقة، وأن الشركة ستحصل على أرباحها من خلال رسوم الإيجار.
وتابعت الصحيفة مشيرة إلى الهجمات التى تشنها داعش بين كل حين وآخر حول مدينة "رطبة" شرقاً القريبة من محافظة الآنبار؛ التى تمثل نقطة تمركز لداعش الإرهابية.
تخوض العراق معارك داهمة لاستعادة مدينة الموصل كاملة من قبضة داعش الإرهابية، وحررت العديد من المدن القريبة من "الموصل القديمة"، وتدور فى هذه الأثناء معارك بين القوات العراقية والتنظيم فى منطقة "الموصل القديمة"، بالجانب الغربى من المدينة، والتى بتحريرها المرتقب تكون الحكومة استعادت كامل مدينة الموصل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة