باتت الأسلحة السيبرانية تشكل التهديد الأكبر للحكومات حول العالم حتى تلك الدول الأكثر تطورا مثل الولايات المتحدة وبريطانيا، التى أصبحت تنظر إلى الهجمات الإلكترونية باعتبارها أكثر خطرا من الأسلحة التقليدية.
وقبل شهرين كبد فيروس الفدية الخبيثة، الذى طال أكثر من 100 دولة حول العالم، الشركات والحكومات خسائر طائلة إذ أصاب أكثر من 200 ألف نظام، مطالبا كل نظام بدفع 300 دولار فى شكل عملة إلكترونية (بت كوين) لفك التشفير عن الملفات التى قرصنها فيروس "وانا كراى"، وقد استيقظ العالم اليوم الأربعاء، على هجوم استهدف شركات كبرى ومصارف وبنى تحتية فى روسيا وأوكرانيا وانتقلت إلى غرب أوروبا ومنها إلى الولايات المتحدة.
وبينما لم يتضح بعد المسئول عن الهجوم الأخير، فإنه ربما يكون الأكثر تعقيدا فى سلسلة من الهجمات التى تستخدم عشرات من أدوات القرصنة التى سرقت من وكالة الأمن القومى الأمريكية وتم تسريبها عبر الإنترنت فى أبريل الماضى من قبل مجموعة تسمى وسطاء الظل.
ومع استناد الهجمات الأخيرة الأكبر فى التاريخ على برمجيات الخبيثة طورتها وكالة الأمن القومى لاستخدامها ضد خصومها، فإن الأمر بات قضية حساسة بالنسبة للولايات المتحدة، ومنذ الصيف الماضى، بدأت مجموعة تطلق على نفسها اسم "وسطاء الظل" فى نشر أدوات البرمجيات المسروقة من مخزون حكومة الولايات المتحدة من أسلحة القرصنة الخاصة بها.
وبحسب صحيفة نيويورك تايمز قال باحثون فى شركة سيمانتيك لأمن المعلومات الإلكترونية إن الهجوم الجديد استخدم نفس أداة القرصنة "إترنال بلو" التى استخدمت فى هجوم "وانا كراى"، فضلا عن طريقتين أخريين لتعزيز انتشاره.
ولم تعترف وكالة الأمن القومى NSA بأدواتها المستخدمة فى هجمات وانا كراى أو غيرها من الهجمات، ولكن المتخصصين فى أمن الكمبيوتر يطالبون الوكالة بمساعدة بقية العالم على الدفاع عن الأسلحة التى أنشأتها، ومن بينهم شركة إدت IDT، وهn مجموعة مقرها نيوارك تعرضت لهجوم منفصل فn أبريل الماضى استخدمت أدوات قرصنة مسروقة من الوكالة.
وقال جولان بن أونى، كبير موظفى المعلومات العالمية فى IDT، إن وكالة الأمن القومى الأمريكية تحتاج للقيام بدور قيادى فى العمل عن كثب مع بائعى منصاب أنظمة الأمن والتشغيل مثل آبل ومايكروسوفت لمعالجة الطاعون الذى أطلقته للعنان"، وحذر المسئولين الفيدراليين من إحتمال وقوع هجمات أكثر خطورة فى المستقبل القريب.
ومع تزايد خطورة هذه الهجمات، حذرت بريطانيا من أنها على استعداد للرد على مثل هذه الهجمات بالغارات الجوية وربما إرسال قوات، خاصة أنها كانت الأكثر تضررا فى هجوم "وانا كراى" الذى تسبب فى شلل نظام الرعاية الصحية البريطانى، وقدرت التصريحات الرسمية الخسائر الأولية، وقتها بعشرات ملايين الجنيهات الإسترلينية. وتم توجيه أصابع الاتهام فى أعقاب الهجوم السابق، مايو الماضى، إلى كوريا الشمالية.
وبحسب صحيفة الديلى تليجراف، البريطانية، فإن وزير الدفاع البريطانى، مايكل فلين، اقترح أن تطلق بريطانيا ضربات جوية كرد على أى هجوم سيبرالى مستقبلى، إذ حذر من أن استهداف الأنظمة البريطانية يستدعى الرد من الجو أو الأرض أو البحر أو الفضاء الإلكترونى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة