قال المتحدث باسم مجلس النواب الليبى، عبد الله بليحق، إن ليبيا تأمل أن يكون هناك موقف واضح من المجتمع الدولى تجاه ما اقترفته قطر فى ليبيا خاصة، مؤكدا أن ليبيا تضررت من الدور القطرى منذ عام 2011 عبر تبنيها لشخصيات إرهابية وصنع إرهابيين بطراز جديد بامتلاكهم الأموال والميليشيات المسلحة التى كانت سببا رئيسيا فى عدم عودة هيبة الدولة ومؤسساتها بسبب الأسلحة التى بيد الميليشيات المسلحة، وعلى رأسهم الإرهابى عبد الحكيم بلحاج وعلى وإسماعيل الصلابى.
وأكد المتحدث باسم مجلس النواب الليبى، فى تصريحات خاصة لليوم السابع من ليبيا، اليوم الأربعاء، أن عبد الحكيم بلحاج المدعوم من قطر يمتلك شركة طيران الأجنحة التى تقوم بأعمال تمس الأمن القومى العربى والليبى، موضحا أن الشخصيات المحسوبة على النظام القطرى ومنهم إسماعيل وعلى الصلابى المتواجدان فى قطر يمثلان تهديدا على الأمن القومى الليبى، متهما قطر بدعم الجماعات الإرهابية فى مدينة بنغازى والتى تقاتل الجيش الليبى، مؤكدا العثور على ذخائر وأسلحة قطرية بيد الإرهابيين فى بنغازى.
وأشاد بليحق بالدور المصرى فى دعم الجيش الليبى فى حربه ضد الإرهابيين فى ليبيا منذ فترة، مشيرا إلى مشاركة سلاح الجو المصرى فى استهداف أهداف ومواقع تابعة للإرهابيين فى درنة، مؤكدا أن دور مصر يعول عليه كثيرا فى دعم الأمن والاستقرار فى ليبيا، معربا عن أمله فى دعم دولى للدور الإيجابى المصرى على عكس عدد من الدول التى عرقلت إرساء الأمن والاستقرار فى ليبيا.
من جانبه ثمن عضو مجلس النواب الليبى، إدريس المغربى، دور مصر فى الوقوف إلى جانب الشعب الليبى، مؤكدا أن هذا الدور ليس غريبا على مصر وشعبها العظيم، موضحا أن مصر هى قلب الأمة العربية النابض، متهما قطر بحياكة مخطط ضد مصر وشعبها وذلك بدعم الدوحة للتنظيمات الإرهابية فى ليبيا.
وأكد المغربى فى تصريحات خاصة لليوم السابع اليوم الأربعاء، أن قطر دعمت الجماعات الإرهابية فى ليبيا ولاسيما مدينة بنغازى التى فقدت ما يقرب من 6 آلاف شهيد على يد جماعات الإسلام السياسى التى تدعمها قطر بالمال والسلاح، متهما الدوحة بالوقوف خلف مجزرة براك الشاطئ فى جنوب ليبيا ودعم هجوم الميليشيات المسلحة على منطقة الهلال النفطى، ما أدى لمقتل وإصابة العشرات من أبناء الجيش الليبى.
وفضح مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير عمرو أبو العطا، ممارسات قطر الإرهابية ومؤامراتها تجاه دول المنطقة، مؤكدا أن الدوحة من الممولين الرئيسيين للإرهاب داخل العديد من الدول العربية وغير العربية، وفى مقدمتها ليبيا.
وترأس أبو العطا، بصفته رئيس لجنة مكافحة الإرهاب بمجلس الأمن مع رئيسى لجنة عقوبات داعش والقاعدة ولجنة عقوبات ليبيا، الاجتماع المشترك المفتوح الذى عُقد مساء، الثلاثاء، بمشاركة جميع الدول أعضاء الأمم المتحدة بمقر الأمم المتحدة فى نيويورك حول "تحديات مكافحة الإرهاب فى ليبيا".
وعقد الاجتماع بمبادرة مصرية وشارك فيه السفير طارق القونى، مساعد وزير الخارجية للشئون العربية، الذى أشار فى بيان مصر إلى الدعم الذى تحصل عليه الجماعات والتنظيمات الإرهابية فى ليبيا من قطر تحديدا ودولة أخرى فى المنطقة، مستعرضاً أوجه الدعم الذى قدمته قطر للإرهاب فى ليبيا.
وحذر السفير طارق القونى فى بيان مصر من تأثير الإرهاب على الوضع فى ليبيا، مشددا على أن ليبيا أصبحت ملاذاً آمناً للإرهاب، مؤكدا وجود روابط بين الجماعات والتنظيمات الإرهابية فى ليبيا وأنها تعمل تحت مظلة وتستقى أفكارها من الأيديولوجيات المتطرفة للإخوان.
وأضاف أن مصر واجهت عمليات إرهابية مصدرها ليبيا بما فى ذلك تلك، التى تعرض لها عدد من الأقباط بصعيد مصر خلال شهر مايو 2017، مشيراً إلى ما أعلنه المتحدث الرسمى باسم القوات المسلحة العقيد تامر الرفاعى من تدمير القوات المسلحة صباح، الثلاثاء، لعدد 12 من السيارات المحملة بالأسلحة، وذلك بعد تسللها إلى مصر من الحدود الغربية مع ليبيا.
وشدد القونى على أن مصر تطالب بضرورة تطبيق عدد من التدابير بشأن الوضع فى ليبيا أولها ضرورة التوصل إلى مصالحة سياسية فى البلاد، موضحا الجهود التى تقوم بها مصر فى هذا الصدد، وثانيها ضرورة تكثيف بعثة الأمم المتحدة للدعم فى ليبيا لجهودها لمراقبة وتنفيذ الاتفاق السياسى، وثالثها ضرورة قيام مجلس الأمن ولجانه ذات الصلة بتوثيق الانتهاكات المتكررة من جانب بعض الدول وبصفة خاصة قطر للعقوبات المفروضة على ليبيا وبشكل أخص عن طريق تسليح وتمويل تلك الدول للجماعات والتنظيمات الإرهابية فى ليبيا والتصرف إزاء تلك الانتهاكات من جانب هذه الدول، ورابعها الحاجة إلى تعزيز التعاون والتنسيق بين لجنة عقوبات ليبيا ولجنة عقوبات داعش والقاعدة، إضافة لضرورة رفع حظر السلاح المفروض على الجيش الوطنى الليبى وهو الحظر الذى يقوض من قدرة الجيش الليبى على مكافحة الإرهاب.
وأشار مندوب مصر لدى الأمم المتحدة رئيس الاجتماع السفير عمرو أبو العطا فى مستهل الاجتماع إلى أن الإرهاب يشكل أحد أهم التحديات المؤثرة على تحقيق الاستقرار فى ليبيا، أن التأثير السلبى للإرهاب فى ليبيا يمتد إلى دول الجوار والمنطقة بأسرها.
وأضاف أن خطورة الإرهاب تتزايد فى ليبيا خاصة مع دعوة "أبو بكر البغدادى" زعيم تنظيم داعش المقاتلين الإرهابيين الأجانب الراغبين فى الانضمام إلى داعش للتوجه نحو ليبيا بدلاً من سوريا والعراق.
بدوره ادعى ممثل قطر أن تهديد الإرهاب يشغل بلاده التى تحرص على المشاركة فى جهود القضاء عليه، زاعما أن تقارير فرق الخبراء المختلفة لا تشير إلى تورط قطر فى أى خرق لقرارات مجلس الأمن أو أى أنشطة تهدد استقرار ليبيا.
وزعم المندوب القطرى فى جلسة مجلس الأمن أن "الادعاءات" الواردة فى مداخلة مصر تأتى فى سياق الحملة الإعلامية التى تهاجم قطر، والتى تستند إلى ميليشيات تعمل خارج الشرعية، مدعيا أن ذلك يأتى فى إطار الحملة المغرضة ضد قطر، التى تتجلى فى الحصار غير القانونى المفروض عليها. وأضاف أن بلاده "تأسف أن يستغل وفد مصر الاجتماع للإساءة إلى قطر".
ووجه الوفد المصرى لطمة دبلوماسية على وجه وفد قطر بتعميم قائمة على المشاركين فى الاجتماع تعكس الانتهاكات القطرية المختلفة فى ليبيا، وفقا لما ورد رسمياً فى تقارير فرق خبراء الأمم المتحدة.
وأكد الوفد المصرى أن القاهرة لم يزج باسم قطر فى هذا النقاش بل أن قطر من خلال أنشطتها وكونها الممول الرئيسى للإرهاب فى ليبيا هى التى ورطت نفسها فى ذلك، مؤكدا أن الدور الذى تقوم به مصر يعمل على تحقيق الاستقرار فى ليبيا وهو معروف للجميع، مشيرا إلى أن التحرك من جانب وفد مصر هو الذى أفحم وفد قطر، والذى لم يقم بالرد على وفد مصر.
ومن جانبه أكد وفد ليبيا فى بيانه على أن حالة عدم الاستقرار التى تشهدها ليبيا توفر بيئة حاضنة للجماعات الإرهابية، وأنه لا بد من قيام المجتمع الدولى بعدد من التدابير تشمل دعم قدرة الأجهزة الليبية وموافاتها باحتياجاتها من السلاح التى تمكنها من مكافحة الإرهاب، وفقاً لقرار مجلس الأمن رقم 2214، وموافاتها بمعدات لمراقبة الحدود والمنافذ وتتبع المقاتلين الإرهابيين الأجانب وتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2178 لمنع وصول المقاتلين الإرهابيين الأجانب إلى ليبيا ومنع وصول الأسلحة إلى الجماعات الإرهابية وزيادة التنسيق فيما بين ليبيا والدول الأخرى، خاصة دول الجوار الليبى لمتابعة تجارة الأسلحة، وإعداد تقارير تبين بلد المنشأ وأرقامها التسلسلية ومصدر الأسلحة ووجهتها، فضلا عن وضع الدول رقابة صارمة على القنوات الفضائية التى تدعو إلى ثقافة العنف والكراهية والإرهاب، والعمل على إغلاق هذه القنوات وملاحقة من يقوم بتمويل وتسهيل عملها وقيام الدول التى تُبث منها تلك القنوات باتخاذ إجراءات قانونية ضدها.
وحرصت على تنظيم هذا الاجتماع لإلقاء الضوء على تحديات مكافحة الإرهاب فى ليبيا والتأكيد على ضرورة تعزيز التعاون والتنسيق بين لجان مجلس الأمن، ذات الصلة بمكافحة الإرهاب وفضح ممارسات قطر والدول الأخرى التى تدعم الإرهاب فى ليبيا.. وقد كان الاجتماع فرصة جيدة لقيام مصر بإبراز موقفها إزاء الوضع فى ليبيا.
وجاءت مشاركة السفير مساعد وزير الخارجية للشئون العربية فى الاجتماع، كدليل على اهتمام مصر البالغ بالموضوع، واعتبار مصر للوضع فى ليبيا وتحقيق الاستقرار فيها كأولوية قصوى.