ترأس السفير عمرو أبو العطا مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة فى نيويورك بوصفه رئيس لجنة مكافحة الإرهاب بمجلس الأمن مع رئيسى لجنة عقوبات داعش والقاعدة ولجنة عقوبات ليبيا الاجتماع المشترك المفتوح الذى عُقد اليلة الماضية بمشاركة جميع الدول أعضاء الأمم المتحدة بمقر الأمم المتحدة فى نيويورك حول "تحديات مكافحة الإرهاب فى ليبيا.
وعقد الاجتماع بمبادرة مصرية وشارك فيه السفير طارق القونى مساعد وزير الخارجية للشئون العربية الذى أشار فى بيان مصر إلى الدعم الذى تحصل عليه الجماعات والتنظيمات الإرهابية فى ليبيا من قطر تحديدا ودولة أخرى فى المنطقة.. مستعرضاً أوجه الدعم الذى قدمته قطر للإرهاب فى ليبيا.
وأشار السفير طارق القونى فى بيان مصر إلى تأثير الإرهاب على الوضع فى ليبيا.. مشددا على أن ليبيا أصبحت ملاذاً آمناً للإرهاب .. وأكد أنه توجد روابط بين الجماعات والتنظيمات الإرهابية فى ليبيا وأنها تعمل تحت مظلة وتستقى أفكارها من الأيديولوجيات المتطرفة للإخوان المسلمين.
وأضاف أن مصر واجهت عمليات إرهابية مصدرها ليبيا بما فى ذلك تلك التى تعرض لها عدد من الاقباط بصعيد مصر خلال شهر مايو 2017.. مشيراً إلى ما أعلنه المتحدث الرسمى باسم القوات المسلحة من تدمير القوات المسلحة صباح امس لعدد 12 من السيارات المحملة بالأسلحة وذلك بعد تسللها إلى مصر من الحدود الغربية مع ليبيا.
وشدد القونى على أن مصر تطالب بضرورة تطبيق عدد من التدابير بشأن الوضع فى ليبيا أولها ضرورة التوصل إلى مصالحة سياسية فى البلاد .. موضحا الجهود التى تقوم بها مصر فى هذا الصدد، ..وثانيها ضرورة تكثيف بعثة الأمم المتحدة للدعم فى ليبيا UNSMIL لجهودها لمراقبة وتنفيذ الاتفاق السياسى. . وثالثها ضرورة قيام مجلس الامن ولجانه ذات الصلة بتوثيق الانتهاكات المتكررة من جانب بعض الدول وبصفة خاصة قطر للعقوبات المفروضة على ليبيا وبشكل أخص عن طريق تسليح وتمويل تلك الدول للجماعات والتنظيمات الإرهابية فى ليبيا والتصرف إزاء تلك الانتهاكات من جانب هذه الدول.. ورابعها الحاجة إلى تعزيز التعاون والتنسيق بين لجنة عقوبات ليبيا ولجنة عقوبات داعش والقاعدة .. وأخيراً ضرورة رفع حظر السلاح المفروض على الجيش الوطنى الليبى وهو الحظر الذى يقوض من قدرة الجيش الليبى على مكافحة الارهاب.
وأشار مندوب مصر لدى الامم المتحدة رئيس الاجتماع السفير عمرو أبو العطا فى مستهل الاجتماع إلى أن الإرهاب يشكل أحد أهم التحديات المؤثرة على تحقيق الاستقرار فى ليبيا وأن التأثير السلبى للإرهاب فى ليبيا يمتد إلى دول الجوار والمنطقة بأسرها.
وأضاف أن خطورة الإرهاب تتزايد فى ليبيا خاصة مع دعوة "أبو بكر البغدادي" زعيم تنظيم داعش المقاتلين الإرهابيين الأجانب الراغبين فى الانضمام إلى داعش إلى التوجه إلى ليبيا بدلاً من سوريا والعراق.
ومن جانبه أكد وفد ليبيا فى بيانه على أن حالة عدم الاستقرار التى تشهدها ليبيا توفر بيئة حاضنه للجماعات الإرهابية وانه لابد من قيام المجتمع الدولى بعدد من التدابير تشمل دعم قدرة الأجهزة الليبية وموافاتها باحتياجاتها من السلاح التى تمكنها من مكافحة الإرهاب وفقاً لقرار مجلس الأمن رقم 2214 وموافاتها بمعدات لمراقبة الحدود والمنافذ وتتبع المقاتلين الإرهابيين الأجانب وتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2178 لمنع وصول المقاتلين الإرهابيين الأجانب إلى ليبيا ومنع وصول الأسلحة إلى الجماعات الإرهابية وزيادة التنسيق فيما بين ليبيا والدول الأخرى خاصة دول الجوار الليبى لمتابعة تجارة الأسلحة واعداد تقارير تبين بلد المنشأ وارقامها التسلسلية ومصدر الأسلحة ووجهتها فضلاً عن وضع الدول رقابة صارمة على القنوات الفضائية التى تدعو إلى ثقافة العنف والكراهية والإرهاب والعمل على اغلاق هذه القنوات وملاحقة من يقوم بتمويل وتسهيل عملها وقيام الدول التى تُبث منها تلك القنوات باتخاذ إجراءات صارمة فى هذا الصدد.
وادعى ممثل قطر أن تهديد الإرهاب يشغل بلاده التى تحرص على المشاركة فى جهود القضاء عليه.. كما ادعى أن تقارير فرق الخبراء المختلفة لا تشير إلى تورط قطر فى أى خرق لقرارات مجلس الأمن أو أى أنشطة تهدد استقرار ليبيا..وأوضح أن ما ذكره يعتبر كافياً للرد على "الادعاءات" الواردة فى مداخلة مصر والتى ذكر أنها تأتى فى "سياق الحملة الإعلامية التى تهاجم قطر والتى تستند إلى ميليشيات تعمل خارج الشرعية.. كما اشار إلى أن ذلك يأتى فى "سياق الحملة المغرضة ضد قطر والتى تتجلى فى الحصار غير القانونى المفروض عليها".
وأضاف أن بلاده "تأسف أن يستغل وفد مصر الاجتماع للإساءة إلى قطر".
وعلى إثر مداخلة وفد قطر والتى كانت متوقعة إلى حد كبير قام الوفد المصرى بتعميم قائمة على المشاركين فى الاجتماع تعكس الانتهاكات القطرية المختلفة فى ليبيا وفقا لما ورد رسمياً فى تقارير فرق خبراء الأمم المتحدة.. مؤكدا أن مصر لم تزج باسم قطر فى هذا النقاش بل أن قطر من خلال أنشطتها وكونها الممول الرئيسى للإرهاب فى ليبيا هى التى ورطت نفسها فى ذلك.. وأكد أن الدور الذى تقوم به مصر يعمل على تحقيق الاستقرار فى ليبيا وهو معروف للجميع.. مشيرا إلى أن التحرك من جانب وفد مصر هو الذى افحم وفد قطر والذى لم يقم بالرد على وفد مصر.
جدير بالذكر أن الرئاسة المصرية للجنة مكافحة الإرهاب حرصت على تنظيم هذا الاجتماع لإلقاء الضوء على تحديات مكافحة الإرهاب فى ليبيا والتأكيد على ضرورة تعزيز التعاون والتنسيق بين لجان مجلس الامن ذات الصلة بمكافحة الإرهاب وفضح ممارسات قطر والدول الأخرى التى تدعم الإرهاب فى ليبيا.. وقد كان الاجتماع فرصة جيدة لقيام مصر بإبراز موقفها إزاء الوضع فى ليبيا.
وجاءت مشاركة السفير مساعد وزير الخارجية للشئون العربية فى الاجتماع كدليل على اهتمام مصر البالغ بالموضوع واعتبار مصر للوضع فى ليبيا وتحقيق الاستقرار فيها كأولوية قصوى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة