تتقدم الحكومة لمجلس النواب عقب إجازة عيد الفطر المبارك بمشروع قانون تعديل قانون المناقصات والمزايدات ضمن حزمة من مشاريع القوانين الرامية لتحسين مناخ ممارسة الأعمال وتشجيع القطاع الخاص على تكثيف استثماراته وأعماله.
وكشف عمرو الجارحى وزير المالية عن أهم التعديلات التى تضمنها مشروع القانون الذى ينص على إخضاع الصناديق الخاصة بالوحدات الإدارية لأحكام قانون المزايدات والمناقصات وهو ما يزيد من إحكام رقابة الدولة على جميع عمليات الإنفاق العام.
وقال الوزير، فى بيان اليوم، إنه لتبسيط الإجراءات الإدارية والتوسع فى تطبيق لامركزية القرار فقد تضمنت التعديلات إعادة النظر فى الحدود المالية الواردة بقانون المناقصات والمزايدات الحالى والتى تمثل حد أقصى لسلطة الإنفاق العام للمستويات الإدارية، بما يتماشى مع تطورات الوضع الاقتصادى وتيسيرا لأعمال الجهاز الإدارى للدولة وبما يحقق سرعة اتخاذ القرار وتنفيذ الأعمال.
وأضاف الجارحى أنه تشجيعا لمجتمع الأعمال على التعامل مع الحكومة فقد نصت التعديلات المقترحة خفض نسبة التأمين الابتدائى لتصبح 1.5% بحد أقصى من القيمة التقديرية للعملية محل الطرح مع زيادة مدة سداد التأمين النهائى، وأيضا تنظيم آليات رد التأمين فور انتهاء مدة الضمان وآليات حاكمة لتوقيتات استلام الجهات الحكومية للتوريدات والخدمات والأعمال المتعاقد عليها مع وضع آلية لاحتساب غرامات التأخير فى تنفيذ العقود بكل أنواعها بشكل أكثر إحكاما.
وأوضح الوزير أن التعديلات تضمنت أيضاً السماح للجهات بالتعاقد على الصفقات التى تتطلب السرعة فى اتخاذ القرار بحكم طبيعتها أو التقلبات فى أسعارها وكمياتها الاقتصادية أو التى تغطى مدى زمنى مستقبلى والعمليات المتعلقة بالمعاملات المُنجزة فى الأسواق المالية الدولية وعقود المشتقات المالية والمشتريات الآجلة والمستقبلية وما يرتبط بها، وفقاً للممارسات التجارية الدولية المطبقة حسبما تحدده السلطة المختصة بالجهة ويقره مجلس الوزراء بناء على عرض وزير المالية.
وأشار الوزير إلى أن تلك التيسيرات ستسهم فى خفض التكلفة الإدارية التى يتحملها مجتمع الأعمال فى التعاقدات الحكومية إلى جانب سرعة سداد مستحقات المتعاقدين مع الجهات الحكومية وبما يحقق أهداف تشجيع المنافسة ومصلحة كل الأطراف سواء الجهات الحكومية أو شركات ومؤسسات القطاع الخاص.
وأوضح وزير المالية أن التعديلات تشمل أيضا استحداث آلية تمكن الجهات الإدارية العامة من التعاقد على السلع الاستراتيجية أو ذات الطبيعة الخاصة من خلال البورصات السلعية المتخصصة وكذا تنفيذ المشروعات بنظام EPC+ Finance متضمن التمويل، وفقا للمعايير التى يحددها الوزير المختص ويوافق عليها وزير المالية، على أن يوافق مجلس الوزراء على تلك المشاريع، وهو ما سيساعد الجهات الإدارية على اقتناص الفرص الإيجابية وفقا لمؤشرات ودراسات السوق لتحقيق الصالح العام.
وأضاف الجارحى أن من أهم التعديلات أيضا استحداث آلية تمكن الجهات الإدارية من استئجار المنقولات بدلا من شرائها طبقا للجدوى الاقتصادية وهو ما يتماشى مع سياسة ترشيد الإنفاق العام وتقليل الضغط على الموازنة العامة إلى جانب وضع أساس تشريعى لأسلوب المناقصة على مرحلتين، ما يوفر حلولا غير تقليدية للتعاقد على الأعمال الاستشارية والمشاريع التكنولوجية المتطورة أو نظم الاتصالات والمعدات التقنية اأو المتعلقة بالبنية التحتية.
وقال إن التعديلات تستحدث أيضا أسلوب التعاقد من خلال اتفاقيات إطارية وهو ما يستهدف تعميم فكرة الشراء المجمع المعتمد على تجميع احتياجات الجهات العامة من نفس السلعة لطرحها فى مناقصة واحدة، على أن يتم التوريد بصورة غير مركزية أى لكل جهة على حدة وهو ما يساعد الدولة على تحقيق وفر مالى، إلى جانب تفعيل منظومة الشراء الإلكترونى، ما سيساعد على بناء قاعدة معلومات حقيقية تحدث تلقائيا لمشتريات الجهاز الإدارى للدولة بالإضافة إلى تحقيق مبادئ الشفافية وتوسيع قاعدة المنافسة فى التعاقدات الحكومية.
وحول جهود الدولة لتنمية المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر كشف الجارحى عن تضمن التعديلات جواز قصر التعاقد بطريق المناقصة المحلية، فيما لا تزيد قيمته على مليون جنيه على أصحاب المنشآت الصغيرة ومتناهية الصغر الذين يقع نشاطهم فى نطاق المحافظة، وإلزام الجهات الإدارية بإتاحة نسبة لا تقل عن 10% من احتياجاتها لأصحاب المنشآت الصغيرة أو متناهية الصغر وإعفاء المنشآت الصغيرة ومتناهية الصغر من سداد نصف التأمين المؤقت والنهائى إعمالا لأحكام قانون تفضيل المنتجات المصرية فى العقود الحكومية.
وأضاف أن التعديلات تضمنت مادة لتعزيز مبادئ الحوكمة والشفافية فى المناقصات والمزايدات الحكومية منها وضع ضوابط للتعاقد بالاتفاق المباشر واستبدال سلطة مجلس الوزراء برئيس مجلس الوزراء، فيما يخص التعاقد بالأمر المباشر.
وقال وزير المالية إنه ترشيدا للإنفاق العام سيتم وضع حدود لصرف الدفعات المقدمة فى المناقصات الحكومية، مما يشجع مجتمع الأعمال على اللجوء إلى المؤسسات المالية لتوفير التمويل اللازم لعملياتها بديلا عن الاعتماد على الدفعات المقدمة من الجهات الحكومية، مع توحيد معايير أسعار عقود مقاولات الأعمال من خلال وضع وزارة الإسكان قائمة بالبنود المتغيرة لأنماط المشاريع المختلفة.
وأضاف أنه ستتم الاستفادة من تلك القائمة فى تعديل قيم العقود التى كانت أحيانا تتجاوز نسبة 100% من قيمة التعاقد الأصلى، حيث سيتم النص على عدم جواز تجاوز تعديل قيمة العقد لنسبة 50% من العقد الأصلى واستحداث مادة لإجراءات دراسة السوق ووضع القيمة التقديرية للمشروعات محل الطرح على أسس سليمة لضمان عدم المبالغة فى القيمة التقديرية.
وأشار الجارحى إلى أن التعديلات استحدثت أيضا مادة لتقدير احتياجات الجهات العامة وحجم عقودها، لربط احتياجات هذه الجهات بخطط عملها وتوفير معلومات للموردين والمقاولين عن احتياجات الجهات الحكومية قبل الطرح لزيادة المنافسة.
واختتم وزير المالية تصريحاته بالكشف عن وضع مادة بالقانون المقترح لمحاربة الفساد من خلال عدم جواز التعاقد مع من صدر فى حقه حكم نهائى فى إحدى الجرائم المنصوص عليها بقانون العقوبات أو فى إحدى جرائم التهرب الضريبى أو الجمركى، مع تفعيل مدونة السلوك الوظيفى لإحكام الرقابة على المال العام ومكافحة الفساد وأيضا استحداث آليات لتدريب العاملين بالمشتريات وتنظيم إجازة ممارسة العمل بالمشتريات والتعاقدات الحكومية بالجهات الإدارية بما يسهم فى تحسين أداء العاملين بمهنة المشتريات الحكومية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة