أكد الدكتور خالد فهمى وزير البيئة، أنه تم الانتهاء من الحصر الميدانى للشواطئ التى يوجد بها انتشار لقنديل البحر، مشيراً إلى أنه جار حالياً تحليلها من قبل اللجنة المشكلة، وسيتم إعلان التفاصيل فى بيان رسمى خلال الساعات القادمة.
وأضاف فهمى فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" أن كثافة قناديل البحر على الشواطئ تختلف من عام إلى آخر لأسباب متعددة أهمها التغيرات المناخية وازدياد درجة الحرارة عن معدلاتها الطبيعية حيث تكثر القناديل ويكثر غذاؤها فى درجات الحرارة المرتفعة.
وأكدت وزارة البيئة أن النوع المتسبب فى هذه الظاهرة من الأنواع المسجلة فى البحر المتوسط منذ عقود، وعلى مستوى إقليم البحر المتوسط.
من ناحية أخرى حاولت بعض الجهات الترويج بأن توسعة قناة السويس هى السبب فى ظاهرة القناديل لأغراض سياسية بعكس الحقيقة المعروفة بأن القناديل منتشرة فى جميع البحار والمحيطات على مستوى العالم وأنها منتشرة فى البحر المتوسط منذ أواخر السبعينات.
فيما أكدت وزارة البيئة على صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى الفيس بوك أنه تم مراجعة الدراسة البيئية المقدمة من هيئة قناة السويس بصفتها الجهة الإدارية المعتمدة للمشروع والتى تم اعدادها بواسطة دار الهندسة بعد مناقصة عالمية شارك فى اعدادها البنك الدولى والعديد من الشركات العالمية لضمان الوصول إلى أفضل العروض بكل شفافية.
وأضافت الوزارة أنه تمت مراجعة الدراسة بواسطة فريق علمى متخصص من داخل وخارج جهاز شئون البيئة والذى ضم عدد من أساتذة البيئة بالجامعات المصرية وتبين أن تأثير المشروع على نوعية المياه وعلى التنوع البيولوجى بالبحرين الأحمر والمتوسط لا يكاد يذكر.
ودعت الوزارة المواطنين الراغبين فى الحصول على تفاصيل بخصوص الدراسة من الناحية البيئية التواصل مع الإدارة المركزية لتقييم التأثير البيئى بجهاز شئون البيئة، أما من الناحية الفنية فيمكن الرجوع إلى الجهة الإدارية المختصة والتى قامت بتقديم الدراسة بعد إعدادها بواسطة دار الهندسة وهى هيئة قناة السويس، لافتة إلى أن هناك العديد من الأبحاث التى قدمها باحثون مصريون تؤكد الحقائق التى تم سردها وهو عدم تأثير توسعة قناة السويس على أعداد القناديل.
ونشرت وزارة البيئة مشروع بحثى لـ سليم كفافى، أحد خريجى كلية العلوم بالجامعة الأمريكية بالقاهرة تخصص علوم بحار حول تأثير الفصائل الغازية من البحر الأبيض المتوسط على البحر الأحمر، والذى أكد أنه منذ افتتاح قناة السويس عام ١٨٦٩ تم اكتشاف ما يزيد عن ٣٠٠ فصيلة بحرية من البحر الأحمر فى حوض الشام (مصر – فلسطين – لبنان - سوريا)، من بين هذه الفصائل قنديل البحر الجوال هذه الفصيلة موطنها الأصلى هو المحيط الهندى و تم اكتشافها فى البحر المتوسط فى سبعينيات القرن الماضى، لافتاً إلى أن قناة السويس الجديدة لم تلعب دور فى زيادة أعداد هذه القناديل هذا العام، لأن قناديل البحر ليست مخلوقات مهاجرة، إنما هى مخلوقات هائمة تحركها تيارات المياه.
وأضاف أن التجارب العلميه أثبتت أن نسبة اختلاط المياه بين البحر الأحمر والبحر المتوسط حوالى 0.4٪ مما يدل أن طيارات المياه ضعيفة جداً وليست السبب وراء نقل بيض الأسماك و القناديل للبحر المتوسط.
وأشار إلى أنه يوجد جدل بين العلماء عن أسباب انتقال فصائل البحر الأحمر للبحر الأبيض، و لكن يميل نحو سفن الشحن، حيث يوجد فى السفن خزانات تملئها من مياه البحر كى تعادل اتزان السفينة فى المياه، وأن المعايير الدولية تنص بأنه يجب تطهير هذه المياه من الكائنات المجهرية العائشة بها قبل ضخها خارج السفينة مرة أخرى حتى لا يتم إطلاق فصائل غازية فى غير موطنها الأصلى، ولكن للأسف عادهً ما تتجاهل شركات الشحن عمليه التعقيم لارتفاع تكلفتها.
وأوضح أن السبب فى ارتفاع أعداد القناديل هذا العام فى البحر المتوسط هو ارتفاع درجة الحرارة وانخفاض أعداد الحيوانات التى تتغذى عليها (السلاحف البحرية) بسبب الصيد الجائر، والاحتباس الحرارى الذى تسبب فى ارتفاع درجة حرارة البحار و المحيطات على مدار القرن الماضى (منذ الثورة الصناعية).
ولفت إلى أن مصر شهدت شتاء قصير هذا العام مما تسبب فى ارتفاع درجة حرارة البحر مبكراً وهو يوفر بيئة صالحة للتكاثر حيث يزيد الأكل و بالتالى نشهد ما نسميه بإزهار لقناديل البحر.
وأوضح أنه عندما تلدغ فى منطقة ولا ترى قناديل حولك، فهو لا يعنى أنها تترك مواد سامة حولها، إنما هى لدغات من قبل قناديل صغيرة، من الصعب رؤيتهم بالعين المجردة فى هذا السن، حيث يوجد فى جسم قناديل البحر ما يشبه الرمح، تستخدمه عندما تلمس فريستها.
وينصح أنه إذا تم لدغك من قنديل البحر فعليك استخدم مياه دافئة فوق المنطقة المصابة، ثم تقوم بوضع خل ويمكن استخدام كريم كورتيزون لتخفيف الألم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة