قبل 24 ساعة من انطلاق ماراثون امتحانات الثانوية العامة، وبعدما أيقنت وزارة التربية والتعليم بنسبة كبيرة بأن ما تكرر العام الماضى من تسريب للامتحانات لن يعود أو يحدث هذا العام لتولى جهة سيادية الطباعة ووضع الأسئلة، اتخذت الوزارة عدة إجراءات وضوابط غير مسبوقة للتصدى ومحاصرة ظاهرة الغش الإلكترونى المتمثلة فى تصوير ورقة الأسئلة عقب بدء لجنة الامتحانات وتشييرها على صفحات الغش الإلكترونى.
قال الدكتور رضا حجازى، رئيس قطاع التعليم العام بوزارة التربية والتعليم، إن الوزارة انتهت من تجهيز غرفة عمليات الامتحانات، حيث تم تشكيها من فريق يضم أعضاء من إطار التطوير التكنولوجى بالوزارة لتتبع صفحات الغش وإبلاغ الجهات الأمنية بها، إضافة إلى أعضاء من الإدارة المركزية للأمن وأيضا الإدارة العامة للامتحانات ورئيس عام الامتحانات ونائبه خالد عبد الحكم للتواصل المباشر مع الميدان ورؤساء اللجان ومديرى المديريات.
وأضاف رئيس عام الامتحانات فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن غرفة العمليات بدأت عملها أمس الجمعة حيث يتك الإطمئنان من رؤساء اللجان على تجهيز اللجان وكشوف المناداة ومراجعة أخر التجهيزات قبل انطلاق الامتحانات الأحد.
وفى سياق متصل يرصد" اليوم السابع" آليات وأدوات وزارة التربية والتعليم للتصدى ومحاصرة صفحات الغش الالكترونى، حيث استقرت الوزارة على ما يقرب من 10 طرق وآلية رئيسية لمنع تصوير ورقة الأسئلة وتشييرها على صفحات الغش، حيث لجأت وزارة التربية والتعليم لأول مرة هذا العام إلى الاستعانة بشركة فالكون للأمن لتأمين لجان الشغب والمصنفة بـ" 75 لجنة سير، موزعة على بعض المحافظات، فيما قال شريف خالد، رئيس شركة فالكون، إن الشركة سوف تؤمن 75 لجنة بامتحانات الثانوية العامة، رافضًا الإفصاح عن خطة التأمين، وعدد الأفراد الذين يشاركون فى التأمين.
وفى سياق متصل كشفت مصادر مسئولة بوزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى، إن الوزارة سوف تستعين بـ75 بوابة إلكترونية فى لجان الشغب حتى يتم تفتيش الطلاب أثناء دخولهم، موضحة أن تفتيش الطلاب باستخدام البوابة الإلكترونية سوف يستغرق وقتًا وجهدًا، وأيضًا سوف يعطل دخول الطلاب مقارنة باستخدام العصا الإلكترونية التى تستخدم كل عام.
أما العصا الإلكترونية فهى وسيلة الوزارة، الوحيدة لتفتيش الطلاب بحثا عن أى وسيلة الكترونية، من تليفونات وسماعات بلوتوث وساعات وفيزا كارد، حيث أكد الدكتور رضا حجازى، إنه سوف يتم تزويد أعداد العصا المستخدمة فى تفتيش الطلاب، حيث تصل فى بعض اللجان من 5 إلى 7 أجهزة، مشيرا إلى أنه تم تكليف رؤساء اللجان وأعضاء الأمن بمراجعة الأجهزة قبل انطلاق الامتحانات الأحد المقبل للتأكد من تشغليها، قائلا: هى أحدى الآليات التى تساعد الوزارة على تحقيق الانضباط اللازم باللجان.
واتخذت وزارة التربية والتعليم فى سبيل تحقيق الانضباط والسيطرة على الغش، خطوة مهمة، حيث قررت استبعاد كل من تم توقيع جزاء عليه فى السنوات السابقة سواء كان ملاحظا أو رئيس لجنة أو عضو أمن، كما تم اختيار رؤساء لجان الشعب بشكل دقيق، كما تم استبعاد بعض لجان الشغب وتغييرها لإحكام السيطرة على اللجان، فيما قال الدكتور رضا حجازى، إن الوزارة قررت توزيع الملاحظين والمراقبين بشكل الكترونى دون تدخل أى عنصر بشرى واحتيار اشخاص بعينهم للمراقبة فى لجان الشغب لتحقيق الانضباط.
ولضمان عدم تصوير الأسئلة، أصدرت وزارة التربية والتعليم تعليمات بعدم السماح لأى فرد مشارك فى أعمال الامتحانات بحيازة التليفون المحمول داخل اللجنة سواء مراقب أو رئيس لجنة أو ملاحظ، أكد الدكتور رضا حجازى، إن الوزارة لأول مرة تمنع وتجرم حيازة التليفون المحمول بالنسبة للمراقب والملاحظ داخل لجنة الامتحانات، مؤكدا أن حيازة التليفون يعرض الطالب والملاحظ للعقوبة، مشددا على أن الهدف من تلك الاجراءات هو ضبط منظومة الامتحانات، كما قررت الوزارة تغليظ عقوبة حيازة التليفون المحمول.
فيما أعلنت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى تكثيف أعضاء الأمن سواء من رجال الشرطة أو الأمن الإدارى داخل اللجنة، حيث يتم الاستعانة بـ" 6777 عضو أمن فى اللجان، لتفتيش الطلاب والمرور على اللجان قبل دخول الطلاب للتأكد من عدم وجود أى وسيلة غش فى الأدراج باللجنة ، كما يتم تخصيص 5 أعضاء فى كل لجنة مع قابلية هذا الرقم للزيادة.
يضع مسئولو امتحانات الثانوية العامة بالوزارة أمل كبير على الكراسة الامتحانية" البوكليت" فى نجاح الامتحانات ومنع الغش، حيث أعلنت الوزارة، أن البوكليت صنع خصيصا للحد من الغش وليس لتطوير منظومة الامتحانات، فعقب أحداث العام الماضى التى شهدتها الامتحانات لجأت الوزارة إلى دمج كراستى الإسئلة والإجابة معا وسميت بالبوكليت" مؤكدة أن ألية وضع الامتحان والنماذج الأربعة التى يتم توزيعها داخل اللجان طريقة سوف تحد من تصوير الامتحان، حيث كان الطالب الغشاش فى السنوات السابقة يصور ورقة الأسئلة التى كانت لا تتخطى سوى الورقتين وبالتالى كان من السهل خروج الامتحان بأكمله على صفحات الغش أما الآن فأقل كراسة امتحانية تصل إلى 10 صفحات وبالتالى إذا قام أحد الطلاب بتصوير ورقة واحده فسوف يتمكن من خروج نسبة وعدد قليل من الأسئلة والجزئيات مقارنة بالسنوات السابقة.
كما قررت وزارة التربية والتعليم، إلغاء الألية القديمة لطباعة الامتحانات والمطبعة السرية بعد أحداث العام الماضى من تسريب وخلافة، حيث تم إسناد مهمة الطباعة والتصوير والتظريف وصندقة ووضع الأسئلة لإحدى الجهات السيادية فى الدولة لضمان السرية التامة فى وضع الامتحانات أو تظريفها، إضافة إلى وضع 4 نماذج أسئلة يتم الإستعانة بأخدهم لطباعته دون معرفة أى النماذج التى يتم توزيعها على الطلاب بعد طباعته.
وضعت وزارة التربية والتعليم بالتنسيق مع الجهات الأمنية، خطة محكمة لنقل وتظرف أسئلة امتحانات الثانوية العامة وبوكليت الامتحان بدأت بتكليف المديريات التعليمية بتصنيع صناديق حديدية توضع بداخلها صناديق كارتون وكيس معتم بداخله أوراق الاسئلة، حيث تعد تلك الطريقة لأول مرة يتم اللجوء إليها للتناسب مع حجم كراسة الامتحان، حيث أكد الدكتور رصا حجازى، إن الصندوق الحديدى لنقل الأسئلة معلق بقفل خارجة يفتح بمحضر رسمى بمعرفة رئيس اللجنة وعضو لجنة الإدارة وفرد الأمن، مؤكدا أن الأسئلة تخرج من مراكز توزيع الأسئلة مؤمنة بشكل كاف حتى وصلها إلى يد الطالب باللجنة.
وأكد الدكتور رضا حجازى، أن الوزارة لغت دور رئيس لجنة الامتحانات الخاص بتوزيع الأسئلة داخل مظاريف بلجنة الامتحانات، حيث أن الطريقة الجديدة وضع كل 20 كراسة إجابة فى مظروف مغلق ولا يفتح إلا بمعرفة الملاحظين داخل اللجنة أمام الطالب، لضمان أكبر قدر من السرية، كما أن مظروف الأسئلة سوف يفتح داخل اللجنة بمحضر رسمى يوقع عليه الملاحظين ومراقب الدور
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة