- "الجلابية والعباءة" زى رجال أسيوط.. و"الشقة والملس" زى النساء بالقرى والمراكز
- الجلابية البلدى زى أهل الشرقية تحصد الجوائز الدولية
- اندثار الزى الواحاتى بالوادى الجديد وتحوله إلى مقتنيات فى متحف التراث الشعبى وأزياء لعروض فرق الفنون الشعبية
- الزى التقليدى لبدو مطروح أناقة وتراث بين الحاضر والماضي
الزى الشعبى من أهم الموروثات التى توارثتها الأجيال جيلاً بين الآخر، ورغم مرور مئات السنين ففى محافظات الصعيد لا تزال تتمسك المرأة بالزى المحتشم الذى يشمل الملس فى أسيوط والحبرة والجبة فى الأقصر والجرجار فى أسوان فعلى اختلاف الثقافات والفئات العمرية والشرائح الاجتماعية يتمسك السيدات بالحشمة والوقار فى لباسهن، ولا يختلف الأمر فى المحافظات الحدودية كالبحر الأحمر ومطروح فما زالت تلك المحافظات تتمسك بالزى الشعبى التقليدى خاصة فى حلايب وشلاتين أو الزى البدوى بمطروح.
السواكنى الزى الرسمى لحلايب وشلاتين
تقول زينب عبد التواب من أهالى مركز منفلوط إن "الملس" يعد واحدًا من أهم الأزياء الشعبية التى ترتديها النسوة فى قرى محافظات أسيوط، وهو عبارة عن ثوب فضفاض على شكل عباءة لا يمكن تغيير لونه من اللون الأسود إلى أى لون آخر على الإطلاق مهما كان عمر السيدة التى ترتديه كما أن النسوة يلبسنه دون النظر إلى الحالة الاجتماعية وهو يعبر عن الحشمة والاحترام، ويمكن إدخال بعض الحلى الخفيفة إليه عن طريق التطريز بالأيدى بل إن هناك أشخاص أصبح مصدر رزقهم الوحيد هو تفصيل الملس أو بيعه للسيدات، وذلك بالإضافة إلى أن الجلابية البلدي هى الزى الرسمى للرجال سواء بالمراكز أو بالقرى أو بالمدينة نفسها.
ويقول عزت مجاهد، من أهالى مركز أبوتيج: "تختلف تصميمات الجلابية البلدى باختلاف احتياج الشخص لها، فهناك عدة تفصيلات يقوم بعملها الترزى المخصص للجلابية البلدى سواء كانت جلابية بلدى عادية، أو قفطان، أو إسكندرانى، ويتراوح سعر المتر فى أقمشة القفطان مابين 200 الـ300 جنيه، وفى الوقت نفسه لا يتقاضى الترزى المخصص لتفصيله أقل من 500 جنيه فى أغلب الأحوال أما الأنواع الأخرى من الجلاليب فلا تتعدى الـ400 جنيه من القماش للتفصيل، ولا يصنف لبس الجلابية بأسيوط طبقًا للحالة المادية للشخص أو ظروفه الوظيفية فعلى الأغلب جميع الفئات العمرية والوظيفية بأسيوط يرتدون الجلابية.
وفى الأقصر رغم تطورات الزمن والتكنولوجيا والموضة والأزياء، إلا أن السواد الأعظم من السيدات والرجال، ما زالوا يحتفظون بعاداتهم وتقاليدهم فتظهر مختلف السيدات من القرى والنجوع بالمحافظة فى مشاهد يومية بزيهن الرسمى للتأكيد على الحفاظ على الموروث الشعبى والثقافى لهن، وكذلك الرجال بمختلف أنحاء المدن والقرى للمحافظة.
ويعتبر الزى الرسمى للرجال فى الأقصر عبارة عن الجلباب البلدى الذى يتم تفصيله بصورة فضفاضة تناسب الجسد لصاحبه، ويتم ارتداء ملبس خفيف أسفلها يسمى "تقشيطة" لإضفاء المزيد من المهابة والجمال على الجلباب، والعمة تكسو الرأس للرجال وغالبًا ما يضعون على أكتافهم قفطان يتغير حجمه، وهو ما زال حتى الآن ملبس الكبار والصغار من الشباب والرجال فى مختلف قرى ومدن الأقصر.
أما سيدات المحافظة فيرتدين فى كل مراحل اليوم بصورة كبيرة للغاية ملبس متوارث منذ مئات السنين، يطلق عليه أسماء مختلفة منها "الحبرة والجبة والقناع"، وهى مختلفة الأشكال والألوان حسب رغبة السيدة، فمنها ما يكون عبارة عن جزأين باللون الأسود الأعلى بلا أكمام والأسفل بأكمام للحصول على الحشمة والوقار، ونوع آخر عبارة عن عباءة سوداء اللون فضفاضة يعلوها جزء آخر بلا أية خياطة يوضع على منطقة الكتف وينزل حتى وسط الجسد ليغطيه بالكامل.
وتقول زينب كعابيش ابنة محافظة الأقصر، فتؤكد أن الزى النسائى يختلف حسب طبيعة القرية وملابس نساؤها، فهناك سيدات يقبلن على عمليات تفصيل الحبرة والجبة والقناع، ومع تطور الزمن أصبحت أغلب النساء والفتيات يقمن بارتداء "العباءة" ولكن السيدات الكبار فى السن مازلن يحتفظن بالملابس القديمة حتى يومنا هذا.
ويضيف إبراهيم محمد خليل ابن مدينة إسنا، إن الجلباب البلدى هو الأساس والزى الرسمى لأبناء القرى والنجوع فى محافظة الأقصر، مؤكدًا أنه يتم تصنيعه لدى الترزى الرجالى الذى يتقن تلك المهنة منذ عشرات السنين.
ويضيف إبراهيم خليل ابن مدينة إسنا، أنه من أبرز أنواع الأقمشة التى يكثر عليها الطلب السلكة والسيتيا والقولت والكشمير وهى من أفخم الأنواع، ومن بعدهم تأتى الأقمشة الضعيفة، واختيارات الأقمشة تأتى على حسب إمكانيات كل شخص المادية، أما بالنسبة لأنواع وأسعار التفصيل فهى تتراوح ما بين 100 جنيه لـ300 جنيه حسب التطريز والشكل المطلوب، وعن شكل الجلابية فهناك أفرنجى نص لياقة وهناك لياقة كاملة تشبه لياقة القميص.
ومن أهم مميزات أهل الريف فى الشرقية، الحافظ على ارتداء الجلابية البلدى للرجال والفلاحى للسيدات التى تطورت وأصبحت عباءة حريمى حتى الشباب الجامعى والموظفين يحرصون على ارتداء الجلباب البلدى.
وتكون الجلابية من الصوف أو أنواع أخرى بحسب القدرة المادية، وغطاء الرأس يكون الطاقية هى أيضًا من الصوف وعليها الشال الأبيض أو شاملة وهى قطعة من الصوف تشبه الكوفية .
أما السيدات فنجد منهن فوق سن 45 سنة معظمهن ما زلن يرتدين الجلابية الفلاحى ومع التطور العصرى، سيطرت العباءة السوداء للسيدات على المشهد لكونها سهلة اللبس.
وأكد أحمد سامى وكيل وزارة الثقافة بالشرقية، لـ"اليوم السابع"، أن المحافظة حافظت على التراث الشعبى لها، من خلال فرقة الشرقية للفنون الشعبية التى حازت على العديد من الجوائز الدولية، ونالت إعجاب الملايين، مضيفا أن الفرقة تشارك فى كل المهرجانات الدولية والمناسبات الرسمية للبلاد وهم يتردون ملابس الجلابية البلدى التى تلاقى ترحابًا عالميًا بها، وحصدت الفرقة عشرات الجوائز الدولية فى المهرجانات التى شاركت فيها.
وتتميز محافظة البحر الأحمر، بعدة عادات وتقاليد مختلفة ويتكون زى أهالى حلايب وشلاتين "السواكنى" من أربع قطع الصديرى والجلبية والقميص أو كما يطلق عليه هناك "العراقة أو التقشيطة" والبنطلون الأبيض وكما يطلق عليه هنا "البوجا".
من جانبه قال أبو عبيدة البشارى من شباب الشلاتين إن السواكنى أو البجاوى نسبة إلى قبائل البجا هو الزى الرسمى لأهالى حلايب وشلاتين ربما تشترك فيه معهم بعض قبائل البدو فى مصر إلا أن هناك اختلافا كبيرا فى التفاصيل ، مضيفًا فى حديثه لـ"اليوم السابع" أن السواكنى أو زى قبائل حلايب وشلاتين مكلف لأن كل قطعة من القطع الأربعة من أقمشة مختلفة، مضيفًا فى التوقيت الحالى يصل سعر السواكنى الكامل من 600 إلى 800 جنيه حسب نوعية الأقمشة وأجرة الخياط .
من جانبه قال الشيخ على أبال من مشايخ المنطقة، إنه نادرًا ما تلاحظ أحد أبناء القبائل يرتدى حذاء فى حلايب وشلاتين بينما السائد هناك هو الصندل والشبشب غالبًا وهو ما يطلق عليه "الشبط".
وأضاف الشيخ على أبال أن العمة فى حلايب وشلاتين وهى عبارة عن شاش أبيض يتم لفه على الرأس حول طاقية بيضاء دائمًا ما تكون اختيارية بالنسبة للشباب إلا أنها شىء ثابت وأساسى للمشايخ وكبار السن .
وأكد أبال لـ"اليوم السابع" أن أغلب الأقمشة التى تستخدم فى زى حلايب وشلاتين، مستوردة من الخارج خاصة الصوف الذى يتم خياطة الصديرى منه مؤكدًا أن يوجد أكثر من خياط بالمنطقة لخياطة أجزاء الزى.
وفى الوادى الجديد أصبح الزى التقليدى الشعبى مجرد ذكريات ومقتنيات تم وضعها فى متحف التراث الشعبى واتجه جميع سكان المحافظة إلى الأزياء الحديثة باستثناء بعض الأماكن التى تزخر بالبدو القدامى ممن يعيشون على طباعهم القديمة ويرفضون تغييرها.
وقال سامى مشعال مسئول متحف التراث الشعبى بمحافظة الوادى الجديد فى تصريح خاص لــ"اليوم السابع" إن المتحف تم إنشاؤه عام 1984 ويضم مجموعة من الأزياء التقليدية التى اندثرت بعد تحول المجتمع الواحاتى إلى المدنية
وفى أسوان نجد "الجرجار" و"الكم كول" و"كدى" و"الشُقة" و"شبار" وهى أزياء لا يعرفها إلا أبناء النوبة الذين ارتادوها لسنوات طوال فى النوبة القديمة، وحافظ عليها البعض فى بعد التهجير.
زى شعبى بمحافظة أسوان
قال محمد صبحى، مرشد سياحى نوبى: "تنوعت الملابس التى اشتهر بها أبناء النوبة قديمًا وحافظ عليها البعض بعد التهجير تزامنًا مع بناء السد العالى، وتعددت سواء بالنسبة للرجال أو النساء أو الأطفال".
وأضاف صبحى لـ"اليوم السابع"، أن الرجال فى النوبة يشتهرون بالزى الـ"كدى" وهو عبارة عن جلابية بيضاء طويلة وعمامة بيضاء على الرأس ملفوفة بطريقة معينة تختلف عن العمامة الصعيدى.
وأوضح المرشد السياحى النوبى، أن النساء فى النوبة تشتهر بـ"الجرجار" وهو عبارة عن جلابية ملونة فوقها طبقة قماش سوداء شفافة تتدلى حتى تجر فى الأرض ولذلك سميت بهذا الاسم، وقيل إن طولها يسمح للمرأة بمسح آثار أقدامها فى السير حتى لا يتتبعها أحد، مضيفًا أن المرأة ترتدى أيضًا الـ"شبار" وهى الطرحة التى كانت تمتاز باللون الأسود قديمًا والآن أصبح منها الألوان.
وأشار إلى أن هناك ملابس أيضًا تشتهر بها النساء كبار السن وتسمى "الكم كول" وسميت بهذا الاسم لأنها ذات أكمام طويلة لا يرى منها كف الأيدى، وكان يشتهر بها أهالى "الكنوز" وأيضًا "دابود" فى النوبة القديمة، وأيضًا "الشقة" وهى طرحة تلبس على الرأس.
واستكمل محمد صبحى الحديث عن ملابس النوبة، قائلاً: "الأطفال فى النوبة يرتدون الزى المعروف باسم زى بكار، وهو عبارة عن جلابية بيضاء مخططة بالطول باللون الأزرق أو الأخضر أو هما معًا، وعليه الصديرى، علاوة على طاقية الرأس التى يملأها الزخرفة.
زى شعبى بمحافظة أسيوط
زى الاقصر
زى الاقصر
السواكنى الزى الرسمى لحلايب وشلاتين
فرقة الشرقية للفنون الشعيبة
فرقة الشرقية للفنون الشعيبة
اندثار الزى التقليدى بالوادى الجديد واصبح غير موجود سوى فى متحف التراث الشعبى
الزي التقليدي لبدو مطروح
الزي التقليدي لبدو مطروح
الزي التقليدي لبدو مطروح
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة