استمرارا للنهج القطرى الضارب بكل معانى العروبة عرض الحائط، وتغريدها الدائم خارج السرب مفضلة الجانب الفارسى عن محيطها العربى، بعث مدير اللجان الإلكترونية القطرية عبدالله العذبة والمعروف إعلاميا بالشخصية المتقلبة المتلونة، بتهديد إلى المملكة العربية السعودية من خلال رسالة خبيثة وتصريحات غير مسئولة بأن السعودية تواجهة تهديدا من الحشد الشعبى فى العراق شمالا ومن الحوثيين فى اليمن جنوبا.
وقال العذبة، فى تصريحات على قناة الفتنة القطرية "الجزيرة" القطرية، أن هذا الوقت ليس المناسب لتحقيق انتصارات على قطر، مدعيا أنه تم فبركة تصريحات أمير دولته تميم بن حمد آل ثانى.
الأمور بين قطر ودول الخليج، عادت إلى نقطة الصفر مجددا، بعد أن توقفت الاتصالات والوساطات لاحتواء الأمر ليس هذا فحسب بل أن الغضبة الخليجية ضد أمير قطر تميم بن حمد تتصاعد يوما بعد يوم دون هوادة، وهو ما يوحى إلى أن الأمور تسير من سئ لأسوأ وتضع علامات استفهام عديدة حول الأسباب الحقيقة لهذا الغضب السعودى والإماراتى من قطر.
مصادر خليجية مطلعة كشفت أن الكويت علقت بالفعل مساعيها لاحتواء الأزمة بين قطر ودول الخليج، لافته إلى أن هناك غضب خليجى متصاعد تجاه الدوحة مما أسمته بـ"التجاوزات الخطيرة" التى قام بها أمير قطر تميم بن حمد فى الآونة الأخيرة وبشكل خاص تجاه الرياض.
وقالت المصادر - المطلعة على ملف المحادثات الخليجية - أن السعودية والإمارات وضعت شروطا صارمة أمام أى وساطات مع الدوحة، لافته إلى أن الخلاف له أصول كبرى وكواليس بخلاف تلك التى ظهرت للعيان، منوها إلى أن تصريحات أمير قطر التى بثتها وكالة الأنباء القطرية والتى تطاول فيها على المملكة العربية السعودية والإمارات والكويت، فضلاً عن إشادته اللافتة بإيران وحديثه عن علاقة الدوحة بإسرائيل لم تكن سوى القشة التى فجرت الأزمة.
الأسباب الحقيقة التى أدت إلى تصاعد الغضب الخليجى من الدوحة – وفقا للمصادر – تعود إلى كشف مخطط قطرى لتجنيد شخصيات من بعض التنظيمات الإرهابية التى تدعمها الدوحة ماديا ولوجستيا لاغتيال شخصيات سعودية بارزة من العائلة المالكة، بعد أن شعرت قطر بأن هناك عملية تهميش لدورها فى العام الأخير والاعتماد على الرياض بشكل أساسى فى القضايا الإقليمية.
وشدد المصدر على أن الدوحة تزايد حنقها تجاه الرياض منذ وصول الرئيس الأمريكى دونالد ترامب والذى وضع محاربة التنظيمات الإرهابية فى المنطقة وتجفيف منابع تمويل الإرهاب كأول أهدافه، فيما خص ترامب السعودية بأول زياراته الخارجية وعقد بها قمة إسلامية لفتت أنظار العالم أجمع، وشعرت الدوحة وقتها أنها أصبحت المستهدف الأول من تلك التحالفات الدولية بعد أن أصبحت معروفة بدعمها للإرهاب.
وذكًر المصادر بأن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان تعرض منذ شهرين إلى محاولة اغتيال فى ماليزيا خلال جولته الآسيوية، وقالت وقتها الشرطة الماليزية أنه تم إحباط مخطط إرهابى كان موجها ضد العاهل السعودى كان وراءه 7 أشخاص ألقت السلطات القبض عليهم، وأن من بينهم يمنيين وعلى صلة بتنظيم داعش الإرهابى، هذا التنظيم الذى تردد كثيرا عن علاقة الدوحة به.
سحب الرياض للبساط من تحت أقدام الدوحة، التى تحالفت مع الإسلاميين والرئيس الأمريكيى السابق باراك أوباما لتنفيذ مخطط تقسيم الشرق الأوسط، أصبح أمرا واقعا، حيث قال الصحفى السعودى حسين شبكشى، فى مقاله بصحيفة الشرق الأوسط أن "قطر لديها الرغبة فى أن تحكم بالوكالة فتكون دولة صانعة للملوك والحكام، دولة تعتقد وتؤمن أنها بقوتها الناعمة كالمال الوفير والإعلام الموجه هى قادرة على "تغيير" الواقع على الأرض تحت شعارات "الثورة" و"الدين".
وأوضح الكاتب أن الدوحة لم تكتف بأحلامها أن تكون قبلة الثورة والربيع العربى والدين «الثوري»، بل توغلت أكثر لتزايد على مشروع التجديد لمحمد بن عبد الوهاب، فأقامت أكبر مساجدها وسمته باسمه، وكذلك أبدت رغبتها فى تزعم إحدى أهم قبائل الجزيرة العربية"، مشددا على أن كل ذلك لسحب بساط الثقل السعودى (وهى عقدة قديمة لديها) وساهمت فى أعمال درامية ووثائقية لتدعيم هذا التوجه لديها.
وكشف الكاتب عن أن أحد الباحثين المهتمين بالشأن القطرى كشف له عن أساليب استخدام قطر للقوى الناعمة وتأثيرها المتوقع فى العالم العربى، فقال أن قطر لديها مشروعها منذ "الانقلاب" الذى حصل فيها من الأمير الابن على والده هو انقلاب على الداخل القطرى والخارج الخليجى والعربى"، مضيفا قطر لا يوجد شىء برىء معها وفيها فهى تخلط السياسة بالدين والاقتصاد وكل أفعالها مسيسة.