"محدش بيعمل شغله.. محدش عنده ضمير محدش عاوز يتعلم من التجارب المريرة محدش عاوز يتعظ من الأخطاء والكوارث والمصائب.. كارثة تتلو كارثة ومصيبة تتبع مصيبة ولا حياة لمن تنادى".. عقار الأزاريطة نوذجا، وكأن عروس البحر المتوسط "حد دعا عليها"، منذ فترة ليست بالبعيدة أغرقتها مياه الأمطار وتسببت فى كوارث عديدة، بالإضافة إلى انهيار الكثير من العقارات بها لمخالفتها، ما يدل على غياب الرقابة والمتابعة، "ده لو افترضنا أنها موجودة من الأساس".
عقار الأزاريطة جار الحى ومع ذلك "مخالف"
تقول المهندسة سمر شلبى نقيب المهندسين بالإسكندرية، إن عقار الأزاريطة المائل حصل على ترخيص بناء لـ3 أدوار فقط، إلا أنه وصل لـ14 طابقا فى غياب تام لدور الرقابة والمتابعة.. "المصيبة أن العمارة تقع خلف مبنى حى وسط الإسكندرية"، فى دليل واضح لعدم الأداء الوظيفى لرئيس هذا الحى، أين هو من مخالفة هذا العقار وإذا لم يرَ عقارا مخالفا بجوار الحى، فماذا هو صانع مع باقى عقارات الحى وشوارعها وحواريها، إلى متى سنظل هكذا لا نتحرك إلا إذا وقعت مصيبة، إلى متى سنغض الطرف عن سارقى الحقوق بالمخالفة حينا، وبالسكوت عن الفساد حينا أخرى، وبتعريض حياة الناس للموت وبالصمت على المخالفين بعد الحصول على رشوة أحيانا أكثر وأكثر.
فى منزلى هبوط
محافظ الجيزة قرر ولم يفِ.. أعتقده تحرك حتى يقال عنه نشيط، أعتقده تابع الأزمة يومين حتى يقال إنه مخلص لوطنه، أو ليبدو وكأنه يحب عمله على غير الحقيقة، هبوط أرضى حصل فى منطقتى السكنية، حضر المحافظ، تفقد بعض المنازل الآيلة للسقوط، قرر تشكيل لجنة هندسية لمعرفة سبب الهبوط الأرضى، وأمر بعمل جسات للأرض لمعالجتها حتى يتوقف هذا الهبوط، قرر إخلاء 3 منازل من السكان وإزالة هذه المنازل، قرر صرف 2000 جنيه – بعد فصال ومناقشات كبيرة معه – لـ9 أسر لتأجير مكان مناسب للعيش فيه حتى إزالة المنازل، كما قرر صرف 500 جنيه لكل أسرة لدفعها للإيجار شهريا.
المحافظ عمل مداخلة تليفونية لأحد البرامج التليفزيونية على إحدى الفضائيات، كنت أحد الضيوف، وكان واسع الصدر جدا وقابلنا فى مكتبه بالمحافظة.. "كل ده حصل" ولكن، أين المحافظ الآن "مش موجود.. مش عارفين نقابله".. أين تقرير اللجنة الهندسية التى شكلها لمعرفة سبب الهبوط.. أين معالجة الأرض حتى يتوقف الهبوط.. لماذا لم تتم إزالة المنازل حتى الآن؟ .. أسئلة كثيرة بدون إجابات.
رئيس الحى سامى الخواجة، "كان بيرد على التليفون طول وقت الأزمة، لكنه أيضا مبيحبش شغله"، رئيس الحى "نفض" لموضوع الإزالة، كما أنه جامل صاحب مدرسة الحداد الخاصة، وكسر بلاط الإنترلوك فى الشارع لتركيب سلك نت، كان مقررا تركيبه أمام المدرسة إلا أنه كسر الشارع الذى تكلف 30 ألف جنيه تقريبا ليجامل مدير المدرسة.. كسر الشارع وتركه فى الوقت الذى كان يستطيع ودون تكلفة أن يأمر العمال بإعادة البلاط كما كان .. "ليه ده كله بيحصل لأن مفيش ضمير .. لأن محدش بيحب شغله لأننا مبنتعلمش من التجارب والأخطاء التى ينتج عنها كوارث ومصائب وقتلى ومصابين، كل ده بيحصل عشان مفيش رقابة حقيقية تقول ده غلط وده مكملش ليه.. وده مخالف وده مينفعش".
رئيس جهاز المتابعة الميدانية بمحافظة الجيزة لا يتابع ولا يراقب
وبمناسبة "المتابعة والرقابة"، أرسلت عبر الواتس عدة رسائل للأستاذ أيمن عتريس رئيس جهاز المتابعة الميدانية بمحافظة الجيزة، كانت: "أستاذ أيمن السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أنا مصطفى فرغلى صحفى باليوم السابع .. لو حضرتك تفتكر الهبوط الأرضى فى شارع مدرسة الحداد الخاصة بجوار شارع المسابك بالوراق .. مفيش تقرير طلع يقول لنا سبب الهبوط .. الأرض لم تعالج بعد.. ما أدى إلى استمرار الهبوط .. أنا بيتى حصل فيه ميل للأمام.. فى فرق بينى وبين البيت اللى كان لازق فى بيتى تقريبا 20 سم .. رئيس الحى بلغنى إن الناس تهد على حسابها .. طب ازاى ؟ كده إحنا بنعرض 50 أسرة للخطر.. البيوت ممكن تقع فى أى لحظة .. أرجو الاهتمام .. أمر تانى .. الحى كسر الشارع بتاعنا بحجة توصيل سلك نت .. البلاط الإنترلوك اتشال طب متركبوه تانى ده مكلف الدولة تقريبا 20 ألف جنيه .. ليه ندمر الشارع كده أما ممكن نركبه قبل ما يتسرق مثلا.. هبعت لحضرتك صور للشارع بعد ما اتكسر".. وأرسلت صور الشارع بعد التكسير.. للأسف أستاذ أيمن مردش بكلمة حتى".
"سكان شارع مدرسة الحداد وصلاح بشير بالوراق ينامون كل يوم ولا ينتظرون أن يصبح عليهم صبح"، بهده الجملة بدأت هبة أحمد البوخى "أحد السكان" حديثها لـ"اليوم السابع"، وأضافت : "باسمع بودانى صوت الطوب والحصى بيقع بالليل وبخاف على ولادى بخاف البيوت تقع"، متسائلة: "فين المحافظ فين الحكومة.. فين تقرير اللجنة الهندسية.. هيزيلوا البيوت امته.. ولا مستنين تقع علينا؟".
والتقط منها خيط الحديث أحمد على قائلا : "الأرض هبطت تانى وكل يوم بتهبط، لا عرفنا سبب الهبوط إيه ولا المحافظ عمل حاجة من اللى وعد بيها، فين الجسات اللى قال عليها ، فين حقن الأرض ، الهبوط ده هيفضل مستمر لحد ما البيوت هتقع أو تميل علينا زى عقار الأزاريطة".
وقالت عزة "أحد السكان" : "قالوا هيزيلوا بيتنا من 3 شهور ولا زالوا ولا عملوا ، المحافظ طلع فى التليفزيون كان طيب وكلامه حلو هو فين دلوقتى، هيزيلوا البيوت امته عشان نشوف هنعمل ايه بدل ما احنا متشردين كده، احنا ارزوقية رزقنا يوم بيوم مش عارفين ناكل ولا نشرب ولا نعمل حاجة.. عاوزاهم يهدوا بقا ويخلصونا قبل ما البيوت تقع على عيل ماشى ولا على الناس وهما نايمين".
من المسئول عن عودة الضمير إلى المسئولين .. هل يؤمنون بالله حقا .. هل يعلمون أنهم سيحاسبون عن أفعالهم، بل عن عدم أفعالهم التى كانوا مكلفين بفعلها.. جملة قالها مصطفى عبد الجواد ولم يعقب بعدها بكلمة.
"محافظ الجيزة أنت عارف إنك هتقف أمام الله؟؟ عارف إنه هيحاسبك عن قراراتك اللى رجعت فيها واللى بتعرض أكثر من 50 اسرة للموت؟؟".. ارجو الإسراع فى إزالة المنازل الحاصلة على قرار إزالة منك شخصيا قبل فوات الأون.. وحقن الأرض أو معالجتها كيف ترون حتى يتوقف الهبوط الذى سيتسبب يوما فى سقوط المنازل علينا".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة