يبدو أن بريطانيا تتجه بشكل أو آخر إلى تضييق الخناق على جماعة الإخوان، خاصة فى ظل العمليات الإرهابية الأخيرة التى شهدتها بريطانيا.. وسط دعوات عالمية بوقف أى تحركات تدعم الجماعات الإرهابية، وهو ما قد يدفع لندن خلال الأيام المقبلة لتقليل من تواجد الجماعة على أراضيها.
فى ظل هذه التحركات يبدو أن الإخوان يسعون لإيجاد بديل مناسب لهم يستضيف مكتب التنظيم الدولى للجماعة، وكذلك يضمن تواجد أكبر عدد من أعضاء التنظيم ، ويبدو أن بدائل الإخوان في هذا الأمر محدودة، إلا نظرا إلى تغير الموقف الدولى تجاه الجماعة خلال الفترة الأخيرة.
ماليزيا
ومن أبرز الدول التى تسعى الجماعة لجعلها بديل مناسب لها هو ماليزيا، فرغم ابتعاد الدولة الماليزية عن مصر، إلا أن التنظيم يجد أن الأجواء مهيئة للتواجد بكثافة على أراضيها، بل إن التنظيم الدولى خلال الأشهر الماضية، عقد مؤتمر موسع ضم عدد كبير من عناصره وفروعه فى ماليزيا للحوار مع شباب الإخوان، وهو المؤتمر الذى استمر لعدة أيام، كما أن بعض حلفاء الجماعة عقدوا اجتماعات فى كوالالمبور عقب عزل محمد مرسى مباشرة كان من ضمنهم أيمن نور وباسم خفاجى.
كما أن تواجد حزب إسلامى تابع للإخوان فى ماليزيا وهو حزب الإسلامى الماليزى، وترأس عبد الهادى أوانج، القيادى بالتنظيم الدولى للجماعة، رئاسة الحزب الإسلامى الماليزى وهو من يهيئ أجواء مناسبة للتواجدالجماعة وقياداتها بقوة داخل ماليزيا.
السودان
أيضا من بين الدول التى تتواجد فيها الجماعة بقوة هى السودان، وبالتحديد شمال السودان حيث تستغلها الجماعة كممر لها للهروب إلى تركيا، إلا أن البعض يفضل البقاء فى السودان، خاصة فى ظل وجود شعب كثيرة لشباب التنظيم هناك، ولعل الأزمة الأخيرة التى نشبت فى الجماعة بالخرطوم كشفت عن تواجد كثيف لهم فى السودان.
تركيا
ما زالت تركيا تعد الدولة ذات الملاذ الآمن للجماعة، خاصة أن الجماعة تحظى برعاية مباشرة من رجب طيب أردوغان، الرئيس التركى، وحزب العدالة والتنمية وهو الحزب الحاكم فى انقرة، لذلك تدشن الجماعة العديد من المراكز البحثية والقنوات الفضائية هناك.
كما أن التنظيم سعى خلال الفترة الماضية لنقل مقر مكتب تنظيمه الدولى من لندن إلى اسطنبول، فى ظل تنازع أجنحة الصراع داخل الإخوان على القيادة، وهو ما يدفع التنظيم للتفكر بشكل جدى نحو انتقال عناصره من لندن إلى تركيا، حال تعقدت الأمور فى بريطانيا بعد سلسلة الأعمال الإرهابية داخل أراضيها.
الزعفرانى: الجماعة ستواجه الشتات حال مغادرة قيادتها للندن
وحول بدائل الإخوان حال أقدمت لندن على طردهم، قال خالد الزعفرانى، الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، إن مسألة إقدام بريطانيا على طرد الإخوان، قد تستغرق وقتا طويلا، خاصة أن لندن ذات علاقات جيدة مع الجماعة، إلا أن الجماعة قد تلجأ لدول مجاورة من لندن، حال تضييق الخناق عليها، موضحا ان الإخوان حال غادرت لندن سيصابون بالشتات.
وأضاف الزعفرانى لـ"اليوم السابع" أن الجماعة ستبدأ فى التفكير فى الانتقال لألمانيا، خاصة أن الجماعة لديها نفوذ إعلامى كبير داخلها ،كما أن هناك عناصر إخوانية تمكث فى برلين مما يجعلها قد تلجأ إلى ألمانيا كمكان بديل مؤقت لحين النظر لأماكن أخرى.
أحمد بان: الجماعة تبلغ عن أشخاص وعناصر وتقدم خدمات لضمان بقائها فى لندن
وفى السياق ذاته، قال أحمد بان، الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، إن الجماعة تحاول البقاء فى لندن عبر تقديم خدمات كبيرة للحكومة البريطانية، بل إن عض قياداتها يقمون بالإبلاغ عن بعض العناصر التى تشتكى منها الحكومة البريطانية، لضمان البقاء فى لندن.
وأضاف الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، أن لا يوجد رؤية موحدة داخل الإخوان حول من سيكون بديل الجماعة حال غادروا لندن، خاصة أنه لا يوجد رأى موحد حول ما إذا كانت الجماعة قد تتجه لتركيا كدولة بديلة من عدمه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة