دندراوى الهوارى

بريطانيا وقطر.. إن ربك لبالمرصاد!

الإثنين، 05 يونيو 2017 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
«سيضرب الموت بجناحيه السامين كل من يعكر صفو الملك»، هذه العبارة وجدت منقوشة على مقبرة توت عنخ آمون عند اكتشافها عام 1922، وهو الاكتشاف الذى لفت بقوة إلى ما يطلق عليه اصطلاحا «لعنة الفراعنة»، بعد سلسلة الحوادث الغريبة والمميتة التى تعرض لها كل فريق العمل المشارك فى اكتشاف المقبرة، وعجز الأطباء عن تحديد سبب الوفاة.
 
وتبين أن هناك المئات من نصوص اللعنات الفرعونية المنتشرة على كل شبر فى مصر، أو ما يطلق عليها «قوائم التحريم»، وهى نصوص كتبت بالخط «الهيراطيقى»، وتضم بعضها قوائم بأعداء الفرعون، عادة ما يكون معظمهم من أعداء الدولة المصرية أو من الجيران الأجانب المزعجين.
 
 وكانت تكتب تلك النصوص على واجهات المقابر، والتوابيت، وبعض التماثيل التى تدفن مع الموتى، وذهب بعض علماء المصريات إلى أن هذه اللعنات عبارة عن تراتيل من السحر، مسجلة على مداخل وجدران المقابر والمعابد، ومسجلة على التماثيل المدفونة، وذلك للحفاظ على المقبرة وصاحبها وكل متعلقاتها من عبث المجرمين واللصوص.
هذه اللعنات دفعت كبار علماء الآثار والطب، وغيرهم من العلماء لدراسة ما أطلق عليه اصطلاحا لعنة الفراعنة، وتعددت النظريات عن الأسباب، ولكن تبقى الوقائع من موت وكوارث ألصقت بلعنة الفراعنة عجز العلماء عن تفسيرها.
لذلك نؤكد أن لعنة الفراعنة تلاحق وتضرب بقوة وعنف شديد الخشونة، كل من خطط ودبر ونفذ المؤامرات لإسقاط مصر فى وحل الفوضى والتقسيم، ومحاولة نزعها من فوق الخريطة الجغرافية، مثلما يتم نزع سوريا وليبا واليمن والعراق.
 
وإذا كان «ألتراس التسخيف» يحشدون للتريقة والتسفيه من أن مصر محفوظة بعناية إلهية، فإننا نستدعيهم اليوم، ليفسروا لنا ماذا يحدث لكل الدول التى تآمرت ضد مصر، خاصة تركيا وقطر وبريطانيا، وهو مثلث الشر الذى تبنى كل المخططات الرامية لهدم الدولة المصرية، وباءت جميعها بالفشل، ثم كان عقاب السماء الذى حل على الدول الثلاث.
تركيا تغرق فى فوضى الانقلاب العسكرى الفاشل، وما استتبعه من نتائج خطيرة، ثم تسلل الإرهاب إلى قلب لندن، وما تعيشه قطر الآن أمر لا يصدقه عقل، حيث تتعرض لحملة إدانة وانتقادات لم تشهد لها مثيلا عبر تاريخها.
 
العجيب أن هناك عاملا مشتركا بين الدول الثلاث التى لعبت دورا محوريا فى تأجيج الأوضاع فى مصر، وهو إيواء وحماية ودعم كل رؤوس الفتنة من الإرهابيين والمجرمين الكارهين للدولة المصرية، وأصبحت لندن والدوحة وأنقرة، تعج بكل قيادات الجماعات والتنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها جماعة الإخوان الإرهابية.
 
بريطانيا، على سبيل المثال، تركت رؤوس الفتنة يقيمون على أراضيها، ووفرت لهم الحماية والشرعية فى تحركاتهم، وفتحت لهم كل أبواقها الإعلامية، وأصبحت صحيفة الجارديان، وتليفزيون الـ«بى بى سى» منبرين يدافعان فقط عن جماعة الإخوان، ويؤججان الوضع فى مصر، ويعتبران ما يحدث من عمليات إرهابية حقيرة، عملا ثوريا ومعارضة سلمية، فكان للقدر رأيا قويا ومدهشا، عندما قرر أن يسقى عاصمة الضباب من نفس كأس المرار الذى تتجرعه القاهرة.
بدأ فى مارس الماضى بحادث محاولة اقتحام مجلس العموم البريطانى وطعن شرطى، واكبه عملية دهس فوق جسر ويستمنستر بواسطة سيارة، ثم كان الحادث الذى وقع فى الساعات الأولى من يوم الثلاثاء 23 مايو، فى قاعة «مانشستر أرينا»، الذى خلف 19 قتيلا و50 مصابا، ولم تمر أيام قليلة حتى عاشت لندن مساء أمس الأول السبت يوما عصيبا، وحالة من الرعب الشديد، عندما وقع 3 حوادث متتابعة، ما بين دهس وطعن وقتل، ونتج عنه مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة العشرات.
 
وكون «إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ»، فكان الويل كل الويل للعواصم التى لعبت أدوارا مختلفة فى التخطيط والتآمر لنزع القاهرة من فوق الخريطة الجغرافية، نزعا، فضرب الإرهاب قلب لندن، وتعيش الدوحة على فوهة بركان غضب وسخط من الجيران والأشقاء والغرباء، بينما تغرق أنقرة فى وحل الانقسام والتشرذم وانتشار سرطان الكراهية وتمزق النسيج الاجتماعى، وهكذا تجنى هذه العواصم ثمار ما زرعت أيديها، وبدأت العناصر الإرهابية ورؤوس الفتنة التى تأويهم ينقلبون عليها.
 
نعم، «إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ»، وأن كل من تآمر على مصر، سواء بالتمويل أو المشاركة فى التخطيط، أو التعاطف مع الجماعات والتنظيمات الإرهابية، ارتدت عليهم أعمالهم وبسرعة لم نتخيلها نحن المصريون، ولنثق أن هذا الوطن محمى برعاية الله، منذ الفراعنة الذين دشنوا كتب اللعنات، ونثروا على كل شبر من أراضيه، «تمائم» حافظة لأمن وأمان البلاد ضد كل من تسول له نفسه المساس ولو بقبضة يد من ترابها.
 
القدر بدأ فى إنزال أدوات العقاب على قوى الشر، وأن كل من يأوى أو يدعم ويساند الإرهاب ليعبث بمقدرات الأوطان، ويقتل ويشرد شعوبها لابد له أن يسدد فاتورة الحساب باهظة الثمن، ولذلك وبعد مرور 7 سنوات من المؤامرات ضدنا، بدأنا نرى بأعيننا ونسمع بآذاننا، نفس مشاهد الدم والتخريب والتدمير التى عاشتها القاهرة، تعيشها عواصم الشر الثلاثة «أنقرة والدوحة ولندن».









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة