سيظل اليوم الإثنين 5 يونيو 2017 تاريخا أسودا فى ذاكرة الأمير المراهق تميم بن حمد حاكم قطر، الذى دفع بدولته إلى التهلكة، وأفقدها كل علاقاتها الدبلوماسية والاقتصادية مع الدول العربية الشقيقة، بعد أن أعلنت مصر والسعودية والإمارات والبحرين قطع علاقاتهم الدبلوماسية والاقتصادية مع قطر، وتبعهم فى القرار ليبيا واليمن.
الخطر الذى يدركه تميم من هذا اليوم لا يقف عند حد القرارات التى تم اتخاذها والعزلة التى أحاطت بدولته الصغيرة، لكنه يدرك تماما أن تبعات ذلك القرار ستصل به إلى المصير الحتمى بالعزل والانقلاب عليه وفقدان شرعيته التى سرقها بالانقلاب على والده قبل 4 سنوات من الآن.
مراقبة المشهد القطرى تطرح أربعة سيناريوهات على المصير القطرى للإطاحة بتميم فى محاولة لاستعادة الشعب القطرى وقياداته لدولتهم وانقاذها من الهلاك الذى جلبه الأمير المراهق للدولة ومواطنيها وأمرائها.
عودة حمد الأب لتصحيح خطاياه وخطايا الإبن العاق
أول السيناريوهات المطروحة وفق تواترات الأحداث داخل وخارج الحدود القطرية، هو عودة الأمير حمد بن خليفة والد الأمير تميم، وتسلم حكم البلاد من جديد بعدما أجبره نجله على التخلى عن الحكم عام 2003 فى انقلاب تم بتخطيط الأم الشيخة موزة، ويعزز ذلك الاحتمال التقارير التى تؤكد أن حمد لازال متحكما من خلال أعوانه فى بعض مراكز القوى فى الدولة كالجيش والأمن الداخلى، وأن احتمال عودة حمد قد يصحبها محاولات لفتح صفحة جديدة مع الدول العربية وتحميل نجله تميم كافة الفواتير باعتباره صغيرا وتصرف بمراهقة وأن الأب ليس راضيا عما وصلت إليه قطر فى علاقتها مع الدول العربية.
تنصيب أحد الأبناء لضخ دماء جديدة
السيناريو الثانى المتوقع هو أن يتوارى تميم إلى جوار أبيه حمد، محاولين إخفاء وجوهمم خلف الستار وترك سفينة قطر لقيادة جديدة تضخ دماءا غير ملوثة فى شريان العلاقة مع الدول العربية، وفتح صفحة بيضاء غير محملة بخلفيات أو ذكريات سيئة كالتى تحملها صفحة الأب حمد ونجله تميم، وقد تدعم العائلة ذلك السيناريو الذى قد يأتى بأحد الأخوين "مشعل أو جاسم" أبناء حمد الأكبر سنا من تميم، لأنه سيظل أفضل للعائلة من السيناريو الثالث، الذى ستفقد فيه العائلة مقعد الحكم بلا عودة.
دخول عائلة "أحمد بن على" معركة استعادة حقوق الأجداد
والسيناريو الثالث هو دخول أسرة "أحمد بن على" الفرع الثانى لعائلة "آل ثانى" التى سرق منهم خليفة جد تميم الحكم عام 1972، والذى كان وقتها وزيرا للدفاع، وانقلب على ابن عمه أحمد بن على وسرق منه الحكم بعد عام من استقلال قطر عن بريطانيا.
وقد يكون ذلك السيناريو هو المفضل للدول العربية التى ذاقت الأمرين من سياسات عائلة خليفة بن حمد ونسله حمد وتميم، ليكون تولى أبناء أحمد بن على الحكم بمثابة عهد جديد لدولة قطر، يسترد فيه أصحاب الحكم حقهم، وتسترد فيها دولة قطر عروبتها ومكانتها كشقيقة صغرى للدول العربية الكبرى التى أعطت للأمير المراهق تميم وأعوانه درسا لن ينساه، ولن يأمن من نتائجه التى سيكون أقلها العزل والسقوط فى مزبلة التاريخ العربى.