تواصلت ردود الفعل الواسعة على قرار الدول العربية الكبرى بقطع علاقتها رسميا مع قطر لاستمرار الإمارة فى دعم وتمويل الإرهاب والتنظيمات المسلحة، حيث أجمعت وسائل الإعلام الغربية على وصف الأزمة الدبلوماسية الحالية بالأكبر منذ سنوات عدة، مؤكدة أن تمسك الأمير تميم بن حمد بعلاقته مع جماعة الإخوان الإرهابية أحد أبرز الأسباب لتلك الأزمة.
ووصفت صحيفة "الجارديان" البريطانية قرار المملكة العربية السعودية والإمارات ومصر والبحرين قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر ووقف التعامل برا وبحرا وجوا بأنه أخطر أزمة دبلوماسية تواجه المنطقة منذ سنوات.
حماية للأمن القومى
ونقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية عن مصدر حكومى قوله، إن "حكومة المملكة العربية السعودية انطلاقا من ممارسة حقوقها السيادية التى كفلها القانون الدولى، وحماية لأمنها الوطنى من مخاطر الإرهاب والتطرف، فإنها قررت قطع العلاقات الدبلوماسية والقنصلية مع دولة قطر، كما قررت إغلاق كافة المنافذ البرية والبحرية والجوية، ومنع العبور فى الأراضى والأجواء والمياه الإقليمية السعودية"، لأسباب تتعلق بالأمن الوطنى السعودى.
وقال البيان "لقد اتخذت المملكة العربية السعودية قرارها الحاسم هذا نتيجة للانتهاكات الجسيمة التى تمارسها السلطات فى الدوحة، سرا وعلنا، طوال السنوات الماضية بهدف شق الصف الداخلى السعودى، والتحريض للخروج على الدولة، والمساس بسيادتها، واحتضان جماعات إرهابية وطائفية منها جماعة (الإخوان المسلمين) و (داعش) و(القاعدة) ودعم نشاطات الجماعات الإرهابية المدعومة من إيران فى محافظة القطيف من المملكة العربية السعودية".
وتأتى هذه الخطوة الدبلوماسية بعد نشر وكالة الأنباء القطرية لتصريحات لأمير قطر، الشيخ تميم بن حمد انتقد فيها بعض قادة دول الخليج ودعا لتخفيف التوتر مع إيران.
وردا على نشر هذه التصريحات، حجبت السعودية والإمارات وسائل إعلام قطرية مثل الجزيرة.
وأضافت "الجارديان" أن قاعدة "العديد" الجوية توجد فى قطر، وتستضيف مسئولى القيادة المركزية و10 آلاف جندى أمريكى، وليس واضحا كيف سيؤثر القرار على العمليات العسكرية الأمريكية.
وأوضحت "الجارديان" أن قطر لطالما واجهت انتقادات من جيرانها من العرب بسبب دعمها لجماعات مثل "الإخوان"، الجماعة الإرهابية المحظورة فى كل من السعودية والإمارات نظرا لتحديها للحكم هناك.
وتابعت بالقول إن دول الخليج بزعامة المملكة العربية السعودية اختلفت مع قطر بسبب دعمها للرئيس المعزول محمد مرسى، العضو بجماعة الإخوان، حتى أنها والإمارات والبحرين استدعوا سفرائهم من الدوحة.
وبعد ذلك بـ 8 أشهر، أعادوا سفرائهم إلى قطر بعدما أجبرت الدوحة بعض عناصر الإخوان على المغادرة بينما طالبت آخرين بالهدوء، ولكن رغم ذلك، لم تشهد أزمة 2014 حصارا بريا وبحريا مثل الآن.
وأشارت "الجارديان" إلى أن المسئولين الغربيين اتهموا قطر كذلك بالسماح وتشجيع تمويل متشددين مثل فرع تنظيم القاعدة فى سوريا، الذى يعرف بجبهة النصرة.
إبلاغ أمريكا
ويأتى هذا الخلاف عقب أسبوعين من زيارة الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط. ورغم أن السعودية ليس من غير المحتمل أن تكون اتخذت قرارها دون إعلام الولايات المتحدة، إلا أن الرئيس الأمريكى أغلب الظن لم يعط الضوء الأخضر لمثل هذه الخطوات الجذرية، بحسب الصحيفة.
وساطة أمريكية
وحاول وزير خارجية أمريكا، ريكس تيلرسون أن يقلل من خطورة مثل هذا الخلاف الدبلوماسى، وقال أثناء وجوده فى استراليا إن هذا القرار لن يؤثر على جهود مكافحة الإرهاب الحالية.
وأكد تيلرسون أن الولايات المتحدة مستعدة للتوسط للمساعدة على عقد مفاوضات بين الدول العربية.
وكانت البحرين قد أعلنت قطع علاقاتها مع قطر وقالت فى بيان نشرته الوكالة الرسمية إن "مملكة البحرين تعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة قطر حفاظا على أمنها الوطنى وسحب البعثة الدبلوماسية البحرينية من الدوحة وإمهال جميع أفراد البعثة الدبلوماسية القطرية 48 ساعة لمغادرة البلاد مع استكمال تطبيق الإجراءات اللازمة".
كما أغلقت البحرين الأجواء أمام حركة الطيران وإقفال الموانئ والمياه الإقليمية أمام الملاحة من وإلى قطر خلال 24 ساعة من إعلان البيان.
ولاحقا أفادت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية بأن الحكومة قررت "قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر ومنع دخول القطريين إلى الإمارات وأمهلت المقيمين والزائرين القطريين 14 يوما لمغادرة البلاد لأسباب أمنية".
وقالت الحكومة اليمنية فى بيان إن "ممارسات قطر بالتعامل مع مليشيات الحوثيين الإنقلابية ودعم الجماعات المتشددة أصبحت أمرا واضحا"، ثم تبعتهم ليبيا بتعليق العلاقات الدبلوماسية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة