الحرس الثورى الإيرانى الذى أنشىء عقب الثورة الإسلامية فى إيران لحمايتها، تطور دوره على المستوى الدولى ليصبح ذراع الدولة الفارسية وأعوانها فى المنطقة العربية لنشر الإرهاب، وزعزعة الأمن فى المنطقة وخاصة مصر، مما دع الولايات المتحدة وعدد من الدولة لإدراجه كمنظمة إرهابية .
دور الحرس الثورى فى نقل معلومات خاصة بالأمن القومى المصرى
ومن واقع الأوراق الرسمية وتحريات جهاز المخابرات العامة المصرية، كشفت التحقيقات دور الحرس الثورى الإيرانى فى مصر السنوات الأخيرة وقت وما بعد وجود الإخوان، وهو ما ذكره المستشار شعبان الشامى رئيس محكمة جنايات القاهرة، خلال مقدمة النطق بالحكم فى قضية التخابر مع جهات أجنبية، مشاركة حماس لجماعة الإخوان فى الأعمال الإرهابية التى طالت مصر، كما ذكر الحرس الثورى الإيرانى ودوره فى نقل معلومات خاصة بالأمن القومى للبلاد.
وقال الشامى: "المتهمون تخابروا مع من يعملون لمصلحة منظمة مقرها خارج البلاد، تنظيم الدولى اللإخوان وجناحه العسكرى حركة المقاومة الإسلامية حماس لتنفيذ أعمال إرهابية داخل مصر، واتفقوا على تنفيذ عمليات إرهابية داخل البلاد وضد ممتلكاتها ومؤسساتها وموظفيها ومواطنيها بغرض إشاعة الفوضى وإسقاط الدولة المصرية وصولاً لاستيلاء جماعة الإخوان المسلمين على الحكم، بأن فتحوا قنوات اتصال مع جهات أجنية رسمية وغير رسمية لكسب تأيديهم لذلك، وتلقوا دورات تدريبية لتفيذ الخطة المتفق عليها بإطلاق الشائعات والتحالف مع منظمات جهادية بالداخل والخارج وتسللوا بطرق غير مشروعة لغزة لتلقى تدريبات عسكرية داخل معسكرات أُعدت لذلك".
وأضاف رئيس محكمة جنايات القاهرة، خلال مقدمة النطق بالحكم فى قضية التخابر مع جهات أجنبية، أنهم تبادلوا عبر شبكة المعلومات الدولية نقل التكليفات فيما بينهم وقيادات التنظيم الدولى والبيانات المتعلقة بالمشهد السياسى والاقتصادى للبلاد، مشيرًا إلى أنه قد وقعت تلك الجرائم بدفع مجموعة من تنظيمات مسلحة داخلية وخارجية تسللت بطرق مشروعة عبر الأنفاق الحدودية الشرقية للبلاد وهاجمت المنشآت الشرطية والعسكرية والسجون المصرية، فضلا عن ترويع الآمنين وسلموا لدولة أجنبية عناصر الحرس الثورى الإيرانى العديد من تلك التقارير السرية الواردة من هيئة الأمن القومى بشأن المعلومات السرية الخاصة بنتائج نشاط عناصر إيرانية تهدف إلى زعزعة الأمن واستقراره وأفشوا إليها سرًا من أسرار الدفاع عن البلاد، فضلا عن تكوينهم جماعة على خلاف أحكام القانون.
وأكدت المحكمة، على أنه ثبت لديها أيضا، بما لا يدع مجالا للشك، أن المتهمين محمد مرسى، وعصام الحداد، ومحيى حامد، وأحمد عبدالعاطى، ومحمد رفاعه الطهطاوى وأسعد الشيخه سلموا لدولة أجنبية ومن يعملون لمصلحتها وأفشوا إليها سرا من أسرار الدفاع عن البلاد، بأن سلموا عناصر من الحرس الثورى الإيرانى العديد من التقارير السرية الواردة من هيئة الأمن القومى بجهاز المخابرات العامة، بشأن المعلومات السرية الخاصة بنتائج نشاط عناصر إيرانية تهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار بالبلاد، وأنهم بصفتهم موظفين عموميين "رئيس الجمهورية فى ذلك الوقت، ومساعد رئيس الجمهورية للعلاقات الخارجية والتعاون الدولى، ومستشار رئيس الجمهورية للتخطيط والمتابعة، ومدير مكتب رئيس الجمهورية، ورئيس ديوان رئاسة الجمهورية، ونائب رئيس ديوان رئاسة الجمهورية"، أفشوا سرا من أسرار الدفاع عن البلاد بأن أفشوا مضمون التقارير السرية أرقام (344 و416 و539 و633 و636) الصادرة من المخابرات العامة إلى رئاسة الجمهورية، دون صدور إذن كتابى من رئيس المخابرات العامة بنشر أو إذاعة التقارير.
الاتفاق الشيطانى للاستيلاء على السلطة فى مصر
وأشارت المحكمة، إلى أن التنظيم الدولى الإخوانى كلف خالد مشعل رئيس المكتب السياسى لحركة حماس ومسئول الجناح الإخوانى بفلسطين، بلقاء على أكبر ولايتى مستشار المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية فى نوفمبر 2010 بالعاصمة السورية دمشق، حيث اتفقا على استثمار الأوضاع القائمة داخل مصر والغضب من النظام القائم آنذاك، والدفع بالعناصر السابق تدريبها بقطاع غزة عبر الأنفاق غير المشروعة المتواجدة بالحدود الشرقية للبلاد، للقيام بعمليات عدائية داخل البلاد واقتحام السجون وتهريب المساجين، على أن يتزامن ذلك مع قيام جماعة الإخوان بالداخل بإثارة الجماهير من خلال شبكات التواصل الاجتماعى، وفتح قنوات اتصال مع النظام القائم آنذاك لإيهامه بعدم مشاركة الجماعة فى المخطط التآمرى.
وأوضحت التحريات، أن التنظيم الدولى بالاتفاق مع الجماعة داخل مصر، قام بصياغة بنود ذلك التحرك العدائى بلوغا لأهداف المخطط، والمتمثلة فى التحالف والتنسيق بين جماعة الإخوان وغيرها من المنظمات الأجنبية خارج البلاد مثل حركة حماس وحزب الله اللبنانى والمرتبط بالحرس الثورى الإيرانى، وتنظيمات أخرى بالداخل والخارج تعتنق الأفكار الجهادية والتكفيرية المتطرفة، فتح قنوات اتصال بين قيادات جماعة الإخوان مع الغرب، والمتمثل فى عدد من المسئولين بالجهات الأمريكية والأوروبية الرسمية وغير الرسمية، من خلال وسطاء نافذين بدولتى تركيا وقطر والاتفاق فيما بينهم على تنفيذ مخططات الجماعة بالاستيلاء على السلطة فى مصر وبث رسائل طمأنة للخارج بفكر الحركة الإسلامية، والتأهيل الإعلامى لعناصر من شباب جماعة الإخوان بغرض تأهيلهم لتنفيذ خطة الحرب النفسية وتوجيه الرأى العام لخدمة أهداف ومخططات الجماعة، وتأمين وسائل اتصال وتراسل عبر الأقمار الصناعية باستخدام هواتف الثريا وهواتف بشرائح دولية على شبكتى محمول فلسطينية ولبنانية، وكذا عناوين البريد الإلكترونى ومواقع التواصل الاجتماعى، يتم من خلالها نقل المعلومات والتكليفات لتنفيذ المهام الموكولة إليهم والمتصلة بهذا المخطط العدائى.
تحريات المخابرات تكشف الدعم اللوجسيتى للحرس الثورى
وأوضحت المحكمة، أن تحريات جهاز المخابرات العامة، كشفت عن قيام المتهمين عصام الحداد ومحيى حامد وأحمد عبدالعاطى ومحمد رفاعة الطهطاوى وأسعد الشيخه، آبان فترة عملهم برئاسة الجمهورية وبعلم المتهم محمد مرسى، بتسريب العديد من التقارير والمعلومات الأمنية والمتعلقة بموضوعات من شأنها الإضرار بالأمن القومى إلى دولة إيران، وتحديدا إلى الحرس الثورى الإيرانى، وحركة حماس وحزب الله اللبنانى، كمساعدات لوجيستية لتلك المنظمات وعناصرها على سبيل المكافأة نظير ما قدمته لجماعة الإخوان منذ أحداث 25 يناير 2011 وصولا إلى تولى مقاليد السلطة بالبلاد، وأنه على إثر تسريب المعلومات قام الجانب الإيرانى وحزب الله اللبنانى بإبلاغ كل من أحمد راسم النفيس ومحمود جابر سليمان وخالد عبدالمعطى سيد، وهم من معتنقى المذهب الشيعى ويهدفون لنشره بمصر، بضرورة الحذر أثناء مباشرة نشاطهم الهادف إلى نشر ذلك المذهب، والحد من نشاطهم العلنى لقيام أجهزة المخابرات المصرية برصدهم وتقديم تقارير أمنية بهذا الصدد إلى رئاسة الجمهورية.
وأشارت المحكمة، إلى رصد لقاء خلال نوفمبر عام 2010 بدولة سوريا، جمع بين قيادات من حركة حماس والحرس الثورى الإيرانى وعناصر إخوانية وأخرى من التنظيم الدولى، وتم خلاله خلاله الاتفاق على تجهيز وتدريب عناصر مسلحة من قبل مدربين من الحرس الثورى الإيرانى، على أن يتم الدفع بتلك العناصر من قطاع غزة إلى مصر لإحداث الفوضى، كما أن المتهمين محمد بديع ومحمد سعد الكتاتنى عقدا لقاء فى مايو 2011 بدولة لبنان، ضم عناصر قيادية أخرى من جماعة الإخوان، بمشاركة من العناصر القيادية بالجماعة الإسلامية، واتفقوا على قيام الجماعة الإسلامية بليبيا بتقديم كافة أشكال الدعم العسكرى لجماعة الإخوان بالبلاد، من خلال تهريب السلاح وغيره من الأعمال غير المشروعة، بهدف تنفيذ مخططاتهم وتمكينهم من بسط سيطرتهم على مقاليد السلطة.
المخطط الشيطانى لــ"الشاطر" لإنشاء جيش مواز
وفى السياق تم الكشف عن المخطط الشيطانى لرجل الجماعة خيرت الشاطر الذى أراد إنشاء كلية الدفاع الوطنى تحت إشراف وزارة الدفاع شكلاً ولكنها تتبع التنظيم الدولى بالتنسيق مع القاعدة عن طريق محمد الظواهرى شقيق أيمن الظواهرى وابن خالة رفاعة الطهطاوى رئيس الديوان السابق، وأن هذه الكلية كان مخططاً لها تخريج 50 ألف شاب كل 6 أشهر منهم 30 ألف شاب مصرى من الإخوان وحلفائهم من التيارات الإسلامية الأخرى و20 ألفاً من المجاهدين بدول العالم عن طريق تمويل من الشاطر للظواهرى لإحضار هؤلاء الشباب المجاهدين، ليشبه الحرس الثورى الإيرانى شيئًا فشيئًا حتى يصل عدد الخريجين إلى مليون و200 ألفًا ليصبحوا بديلا عن الجيش المصرى.
وهذا ما أكده المسئول السابق بالمخابرات الحربية المصرية، اللواء تامر الشهاوى، على أن عناصر من الحرس الثورى الإيرانى زارت مصر خلال فترة حكم الرئيس الأسبق محمد مرسى، لتدريب عناصر من الإخوان على إنشاء أجهزة أمنية موازية بديلة، بعد فشل مرسى فى السيطرة على الأجهزة الأمنية المصرية وإخضاعها لصالح الجماعة.
مرسى طلب من الحكومة دخول 200 ألف سائح إيرانى إلى مصر
وقال الشهاوى، إن الرئيس الأسبق محمد مرسى طلب من الحكومة دخول 200 ألف سائح إيرانى إلى مصر، بزعم تنشيط السياحة وتوفير موارد للدولة، ورفصت المخابرات الحربية ذلك وحذرته لعلمها بخطورة التقارب المصرى الإيرانى، ولمعرفتها بالنوايا غير الطيبة لإيران تجاه مصر، مضيفا: "قدمنا له تقريرا كاملا بالموقف ولكنه أصر على رأيه".
وأضاف المسئول السابق بالمخابرات الحربية المصرية، أن الوفد السياحى زار مصر بالفعل، وكان من بينه أعضاء فى الحرس الثورى الإيرانى جاءوا لدراسة الأوضاع على الأرض قبل تنفيذ مخططاتهم ومخطط الإخوان، ولكن الأجهزة الأمنية المصرية تدخلت وحسمت الموقف ورفضت تماما السياحة الإيرانية لمصر، ومنعت دخول عناصر الحرس الثورى مرة أخرى.
وقال الشهاوى، إن المخابرات رصدت بعد ثورة 25 يناير تحركات مريبة للقائم بالأعمال الإيرانى، وطلبت منه الالتزام بدوره الدبلوماسى، إذ كان يعتقد أن مصر أصبحت مهيئة للتمدد الإيرانى، ونبهناه وحذرناه بحسم من مغبة الخروج عن مقتضيات واجبه الدبلوماسى.
وفى هذا الشأن، قال محمد قدرى سعيد مدير وحدة الشؤون العسكرية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن إيران لديها خطط طويلة الأجل ضد الدول العربية ومصر بشكل خاص، لأنها القوى الإقليمية التى تقف عائقا أمام التمدد الإيرانى فى المنطقة، ولذلك سعَت طهران لاستغلال صعود الإخوان إلى الحكم من أجل تكرار نموذج الحرس الثورى الإيرانى مع جماعة الإخوان المسلمين، ويؤكد سعيد، أن الإخوان كان هدفها استنساخ التجربة وتشكيل حرس ثورى إخوانى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة