فى اعتراف مدوٍ، وفى تأكيدٍ على تورط بريطانيا فى دعم وتمويل جماعة الإخوان الإرهابية، قالت صحيفة "التايمز" البريطانية الشهيرة، إن العاصمة لندن تُعد بمثابة قاعدة التنظيم التى يمارس من خلالها أنشطته فى مصر وغزة ودول الخليج.
وفى تقرير لها اليوم، قالت الصحيفة البريطانية، إنه لو أراد الغرب أن يفهموا الجذور الروحية للإرهاب الذى يشهده فى مدنه، فعليه أن يبدأ فى مواجهة تحدى الإخوان.
وأضافت الصحيفة، أن تلك كانت واحدة من الرسائل التى نُقلت إلى الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فى زيارته مؤخرًا للشرق الأوسط. ولو اتبع ترامب النصيحة السعودية وفرض عقوبات اقتصادية على قطر، وهناك بالفعل تشريع أمريكى يجرى العمل عليه يعاقب الدول التى تدعم العناصر الإرهابية للإخوان المسلمين، فسيكون على بريطانيا أيضًا أن تنظر مجددًا فى تلك الأخوة الشريرة، ويجب أن تستعد لحظر التنظيم.
وتحدث تقرير التايمز عن الأزمة الأخيرة بين قطر والدول العربية ومقاطعتها دبلوماسيًا، وقال إن السعودية مقتنعة أن قطر وقعت تمامًا تحت تهديد الإخوان، ويتطلب هذا أن تقوم بطرد كل مسئولى التنظيم وتسحب دعمها لمحطة تليفزيونية فى تركيا تمنح صوتًا لأعضاء التنظيم المصريين، وتتوقف عن منح جنسيتها لمعارضين من كافة أنحاء المنطقة.
ويقول المحرر الدبلوماسى للتايمز، إن كان يتشكك من قبل فى موقف مصر والسعودية من الإخوان، حيث بدا أن التنظيم ليس له طموح سياسى فى بريطانيا، فلماذا لا يتم السماح لها بالعمل ما لم تكن تنتهك القانون. ويشير إلى أنه غير رأيه بسبب حادثت مانشستر وصلة أحد منفذى الحادث بليبيا، ونشأته بين متعاطفين مع جماعات إسلامية ليبية لها، وأن خلفيتهم لها جذور فى نشطاء الإخوان الذين فروا إلى أوروبا والولايات المتحدة بعدما بدأ القذافى فى ملاحقتهم.
وتشير التايمز، إلى أن تنظيم الإخوان يستغرق ثلاث سنوات أو أكثر لمراقبة المجندين، فى بريطانيا كثير منهم محامون وأطباء ومهندسون. بعضهم يقترب لكن يرفض أن ينخرط تمامًا ويصبح مؤيدًا بدلاً من أن يكون عضوًا، ويقوم بجمع التمويلات لبناء مساجد ورعاية أنشطة دينية. ويستخدم الإخوان لندن كقاعدة لنشاطهم فى الخليج وغزة ومصر.
وذهبت لصحيفة إلى القول بأن الكثير من الإخوان فى المنفى يبقون ملتزمين بالكتابات الأولى التى تقبل العنف السياسة كجزء من السعى لبناء دولة إسلامية. وقد ألهمت كتابات سيد قطب كثيرًا من الفروع الإرهابية وحفزت على اغتيال الرئيس أنور السادات.
وتقول تايمز، إن حظر الإخوان يظل أمرًا معقدًا كما يكتشف الرئيس ترامب. فيمكن أن يضرب من يحمونهم فى قطر، لكن أميرها قد ينتقم بإغلاق القاعدة العسكرية الأمريكية.. ويمكن أن يحظر الإخوان لو أنها تنظيم واحد، وسيكون من الصعب للغاية التغلب على هذه العقبة. كما سيتعين على ترامب أن يثبت أيضًا وجود صلة مباشرة بين الإخوان والتحديات الإرهابية ضد الولايات المتحدة، وهذا أيضًا أمر معقد للغاية، فهم ينفقون كثيرًا على المحامين.
وتشير الصحيفة إلى أن بريطانيا ستواجه مشكلة مشابهة فى إدراج الإخوان على قوائم الإرهاب. وترى التايمز أن الحل يبدأ فى تحديد حقيقة بسيطة عن الإخوان، وهى أنها تشكل مبعث قلق من الناحية المالية، حيث تحظى بدعم من مساهمات منتظمة من أعضاء ورعاة، فالأموال تختلط عبر العالم، وتستطيع أمريكا وبريطانيا وإسرائيل أن تبنى صورة متماسكة عن تمويل الإرهاب.. وعند هذه المرحلة يستطيعون أن يبدأوا فى إنهاء التنظيم، ثقة فى معرفة أن الحظر لن يصمد أمام التحديات القضائية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة