"واحة الغروب ولا تطفئ الشمس" فى عيون المثقفين: تساهم فى زيادة عدد القراء

الأربعاء، 07 يونيو 2017 10:00 م
"واحة الغروب ولا تطفئ الشمس" فى عيون المثقفين: تساهم فى زيادة عدد القراء مسلسل واحة الغروب
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يشهد سباق مسلسلات رمضان هذا العام، عملين دراميين تم تحويلهما من نصوص أدبية لمسلسل تليفزيونى، فى ظاهرة ليست جديدة على الدراما المصرية ولا الرواية مثل مسلسل واحة الغروب ولا تطفئ الشمس، أخذت من نصوص تحمل الاسم نفسه للكاتبين الكبيرين بهاء طاهر وإحسان عبد القدوس بالترتيب.
 
وحول مدى تأثر العمل الدرامى النص الأدبى، ومدى قابلية الجمهور لذلك استطلعنا آراء عدد من الكتاب والمثقفين فكان ردهم:
 
من جانبه قال الدكتور حسين حمودة، الناقد وأستاذ الأدب العربى بجامعة القاهرة، "بشكل عام، تحويل العمل الأدبى لمسلسل تلفيزيونى له بعض الفوائد، منها إنه يجعل دائرة تلقى هذا الأدبى أكبر وأوسع انتشارا، فهو يلفت الانتباه لهذا العمل ويقوم بتوصيل شىء منه لجمهور عريض من غير القراء، ويشجع بعض الذين لا يقرأون للوصول إلى هذا العمل مطبوعا وقراءته".
 
وتابع "حمودة"  "ربما هناك اختلاف أو اختلافات كثيرة تظل قائمة، بين العمل الأدبى الأصلى والمعالجة الدرامية، وهذا طبعا يعود لرؤية وجهد وموهبة المسئولين والمسئولات عن سيناريو وإخراج وتمثيل شخصيات هذا العمل".
 
وأوضح "رئيس سلسلة الدراسات النقدية بالهيئة العامة لقصور الثقافة "نجيب محفوظ نفسه لم يكن راضيًا عن كثير من الأعمال التليفزيونية المأخوذة عن نصوصه الأدبية، وإن كان متحمسًا لكل ما أعده السينارست محسن زايد".
 
ويتابع "حمودة" "ولا أدرى الآن شيئًا عن موقف بهاء طاهر من المسلسل المأخوذ عن "واحة الغروب"، وطبعا لا أعرف ولا يستطيع أحد أن يعرف موقف إحسان عبد القدوس رحمه الله لو كان حيا بيننا، لكن المؤكد، على أى حال، أن العمل الأدبى، يستفيد من تحويله إلى عمل تليفزيونى".
 
فيما قال الشاعر والقاص أسامة جاد ربما يجيب السؤال تجاه تحويل العمل الأدبى إلى عمل درامى على سؤال أكثر مركزية فى علاقات الفنون وتحولها من نظرية "النص" كما كرس لها أرسطو إلى نظرية "العرض" بمفهوم الحداثة وما بعدها.
وتابع جاد "فى الأولى، التى امتدت لقرون طويلة كان هناك "هاملت" واحد، لشكسبير واحد، وفى الثانية صح أن نتحدث عن عرض "عطا الله" لعبد المنتصر فؤاد (مخرج مسرحى طليعى راحل من محافظة قنا) على أنه عرض عبد المنتصر المستوحى من "عطيل" شكسبير".
 
وأضاف صاحب "الجميلة سوف تأتى"  و"المعنى أن هناك عشرات السياقات التى تحكم العرض بما أنه يستخدم أدوات توصيل محددة عوضا عن النص الذى يعتمد على قدرات اللغة الفاعلة واللغة السلبية فى إكمال عناصر الحكاية".
 
وأوضح "جاد" قائلا "فى العرض أنت ترى الديكور، وفى النص تتخيله. فى العرض تتشخص الشخصيات (أطلق على الممثل لقب "المشخصاتى" فى عقود سابقة) النص أكثر انفتاحا".
 
العرض أيضا ينسب لفريق العرض، يمكن أن نتحدث عن "أفراح القبة" نشوى زايد و"أفراح القبة" حشد النجوم فى رمضان الماضى، لكننا فى الأحوال كلها سوف نميز العرض "مسلسل أفراح القبة فى رمضان الماضى" عن "أفراح القبة نص نجيب محفوظ" الخالد، نجيب محفوظ الذى آثر ألا يقارن بين أعماله الروائية وتقديماتها السينمائية والدرامية المختلفة، وألا يتدخل فيها، ربما لأن العرض محدود، وقتى، مرتبط بلحظته، وزائل، بينما النص أكثر ديمومة، بانفتاحه على عشرات الرؤى والطرائق لعرضه دراميا، وأكثر خلودا فى حالته كنص أدبى.
 
لا شك بالتأكيد أن العروض الدرامية المختلفة المأخوذة عن أعمال أدبية تتفاوت فى مستوياتها وفى قبولها الجماهيرى والثقافى، غير أنه لا شك أن تقديم عمل درامى عن عمل أدبى هو بمثابة دفعة حقيقية لإعادة النظر فى العمل الأدبى من جديد، راجع مبيعات "ذات" قبل وبعد عرض المسلسل منذ عامين، تجد شاهدا حقيقيا على ذلك.
 
وقال الكاتب الشاب الروائى وسام جنيدى، إن المسلسلات المبنية على رواية تكون مكتوبة بشكل أفضل من المسلسلات المكتوبة سيناريو مسلسل، وذلك كون جزء من المجهود الذى يقوم به كاتب السيناريو يتم توفيره فى الروايات المحولة إلى مسلسل.
 
وأضاف صاحب رواية "نانسى وأصدقاؤها" أن ذلك يرجع لأن الحبكة تكون موجودة قبل الكتابة، فى الشخصيات الرئيسية والبدايات والتيمة الرئيسية، وأشار موضحا "نلاحظ مثلا النجاح الملحوظ لمسلسل لا تطفئ الشمس، لأن السيناريست تامر حبيب ركز مجهوده على الحوار مما أخرجه رائع، وتابع "ومسلسل واحة الغروب المبنى على رواية بهاء طاهر، على الرغم من بطء الكادرات إلا أنه جاء متميزا".
 
حديث الشاعر والقاص أسامة جاد والناقد الدكتور حسين حمودة حول تأثر المبيعات إيجابيا بعد تحويلها لأعمال درامية، يبدو متفقا تماما مع الإحصائيات والأرقام الصادرة من دور النشر، خلال الأيام الماضية، حيث تصدرت رواية واحة الغروب قائمة مبيعات مكتبة "الكتب خان" خلال شهر مايو، وظهرت فى قائمة "البيست سيلر" لأفضل 10 كتب مبيعا خلال الأسبوع المنقضى لمكتبة الشروق الناشر الأصلى للرواية، وذلك رغم مرور 9 سنوات كاملة على طبع الرواية، ولكن يبدو نجاح المسلسل وإعجاب المشاهدين به ساهم فى زيادة تلك المبيعات.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة