منذ أن وصل تميم بن حمد إلى حكم إمارة قطر، بعد أزاحته لوالده حمد بن خليفةوهو يتعامل بسياسة "قلب الأوراق"، التى يعتبرها الأفضل بالنسبة له، خاصة أن عقله متشبع بفكرة أن جيرانه من دول الخليج يطمعون فيه وفى قطر، رغم علمه ويقينه بأن هذه الفكرة ليس إلا من وحى خياله، وأن دول الخليج لم تفكر يوماً بنفس الطريقة التى يتعامل أو يفكر فيها تميم ولا المحيطين به، وأن دول الخليج أكثر فهماً وإدراكاً لما يحفظ الأمن القومى العربى والخليجى، عكس تميم الذى يسعى إلى خلخلة الأمن القومى العربى.
سياسة قلب الأوراق التى اعتمدها تميم أوصلته إلى طريق مسدود مع جيرانه الخليجيين، وخاصة بعدما رهن قطر ليس فقط للميليشيات والتنظيمات الإرهابية التى يرعاها ماليا وإعلامياً، بل لدول إقليمية تسعى إلى تدمير دول المنطقة وعلى رأسها إيران وتركيا.
تميم لم يكتفى بالقول أن علاقة أمارته بإيران ممتازة، بل ذهب للارتماء فى أحضان ملالى طهران، ظنا منه أنه يكيد أشقائه الخليجيين، وفتح القصر الأميرى أمام الحرس الثورى الإيرانى ليتولوا حمايته، خوفاً من أنقلاب أولاد العم عليه، فهو يدرك أنه سليل عائلة يجرى فى دمائه الأنقلاب، أنقبل الجد على شقيقه، ثم الأب على الجد، وهو تميم أتى للسلطة بانقلاب أطلقوا عليه "أبيض"، بعدما أستطاع أن ينحى والده عن السلطة، ويتمسك هو بتلابيبها، بدعم من والدته الشيخة موزة.
حقده وكره لأشقائه الخليجيين جعله يتصرف كالأعمى، فقد فتح تميم أبواب الدوحة للحرس الثورى الإيرانى، رغم علمه بأن الإيرانيين لا يدخلوا بلده الا أفسدوا فيها ودمروها، فعلوها فى العراق ولبنان وسوريا واليمن، ويحاولون الآن فى دول الخليج، وعندما وجدوا الأبواب موصدة أمامهم لم يجدوا سوى الأمير الطائش، تميم، الذى لديه أستعداد لبيع الجميع ليبقى هو حياً، لا يفكر فى شئ الا فى نفسه، حتى عائلته آل ثانى، لم تسلم منه، بعدما أعتقل منهم من عارضوه، وحرمهم من مخصصاتهم المالية، ولاحق بعضهم فى الخارج.
لم يكتفى تميم بإيران بل أنه واصل ارتمائه فى أحضان تركيا أردوغان، بعدما منحها قاعدة عسكرية على أراضى قطر، التى سيستخدمها أردوغان بطبيعة الحال فى تهديد دول الخليج، وتنفيذ حلمه القديم ببسط نفوذه وسيطرته على الدول العربية، وتكون البداية بدول الخليج بعدما فشل خطته فى السيطرة على مصر، وها هو تميم ينفذ لأردوغان حلمه ويمنحه قاعدة عسكرية فى قلب الخليج.
رهن تميم قطر وشعبه لإيران وتركيا، ظنا منه أن الدولتان كفيلتان بحمايته وإبقائه على كرسى الحكم، رغم عن إرادة القطريين الذين وصلوا الآن لقناعة أن بقاء تميم على رأس الأمارة يزيدهم عزلة، كما أنه يحول الأمارة إلى جزيرة قابلة للبيع لمن يدفع أكثر، وفى نفس الوقت يحمى أميرها.
العزلة بدأت حينما قررت مصر والسعودية والأمارات والبحرين، وتبعتهم الأردن والمغرب وجيبوتى ودولاً أخرى فى مقاطعة قطر دبلوماسياً، وغلق أجوائها ومياهها الإقليمية أمام كل شئ يحمل العلم القطرى، والسبب معروف للجميع، وهو أن قطر تدعم الإرهاب فى المنطقة، وتحاول دوماً العبث بالأمن القومى العربى والخليجى.
هذه العزلة أثرت سلبياً على القطريين الذين بدءوا فى البحث عن مخرج للأزمة التى وجدوا أنفسهم فى القلب منها، بسبب سياسات تميم ومعاونيه مستشاريه، ممن ظنوا أن سياسة قلب الأوراق والكيد ستحميهم اذا ما وصل الصدام بينهم وبين الدول العربية إلى حافة الهاوية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة