لا تزال الصدمة تسيطر على الإيرانيين بعد مرور 24 ساعة على أكبر عمليتين إرهابيتين، تخترقا ولأول مرة قلب العاصمة طهران، وتضرب أكثر المناطق حيوية، حيث قام انتحاريون بتنفيذها هجمتين على ضريح الخمينى ومجلس الشورى الإسلامى (البرلمان) أدت إلى مقتل 13 وإصابة 42 شخصًا، وتبناها تنظيم داعش الإرهابى.
خوف المواطنين عقب العملية الارهابية
العمليات الانتحارية فى إيران، والتى تعد الأولى من نوعها منذ عام 1981، أربكت النظام فى الداخل، وهرع القناصة إلى شوارع العاصمة فى مشهد من النادر حدوثه فى الشوارع الحيوية، وطالبت وزارة الاستخبارات المواطنين بعدم استخدام المواصلات العامة.
قوات الأمن الإيرانى
اللافت أن تلك العمليات الإرهابية هزت الصورة الذى كان النظام بأعتى أركانه متمثلًا فى الحرس الثورى يرسم ملامحها على مدى السنوات الماضية، التى اجتاحت فيها العمليات الإرهابية عواصم العالم وفتكت بأمنها واستقرارها، وحطمت عمليات أمس أسطورة تفاخر المسئولون الإيرانيون بأن بلدهم بلد "الأمن والأمان" وأن داعش والتنظيمات الإرهابية لن تستطع الوصول إلى طهران. وأظهرت أن العاصمة الإيرانية كغيرها من العواصم الأوروبية ليست بمنأى عن إرهاب داعش حتى مع وجود التنسيق.
وعلى خلفية تبنى داعش للهجمات الإرهابية، فى بيان نشرته وكالة أعماق الذراع الإعلامى للتنظيم، وتهديدها بمزيد من العمليات، واصلت الأجهزة الأمنية فى طهران الاستنفار الأمنى فى شوارع العاصمة الحيوية، إثر حالة الهلع والرعب التى عاشها الإيرانيون أمس.
الشرطة الإيرانية
وامتدت حالة الارتباك التى هزت طهران، إلى مؤسسات الدولة، وتراجعت أسهم البورصة وأوراقها المالية، بواقع 535 نقطة، إلى مستوى 79758 نقطة، متأثرة بموجة بيع زادت من حجم العرض، وبلغت قيمة التداولات 1.62 تريليون ريال ( الدولار= 32440 ريال) بتداول 651.328 مليون سهم وورقة مالية، توزعت على 50.355 ألف صفقة. وضغطت على المؤشر العام أسهم شركات "خليج فارس القابضة" للبتروكيمياويات بنحو 53 نقطة، ومجموعة "مبنا" الصناعية بحوالي 31 نقطة، و" كلكهر" للصناعة والتعدين 24 نقطة.
تهديدات داعش لطهران، قد تؤثر أيضا على قطاع السياحة، الذى يطمح الرئيس المعتدل حسن روحانى فى تنشيطه لتقليل الاعتماد على العوائد النفطية فقط كمصدر أول للدخل القومى، بالإضافة إلى خلق فرص عمل للقضاء على البطالة، وقد تربك هذه الضربة حساباته، خاصة وأن هذا القطاع مختنق بتزمت الحرس الثورى الذى يضع العراقيل أمام السياح الوافدين إلى داخل إيران خشية هواجس تجسس عبر الأفواج الأجنبية الوافدة، وفرضه للقوانين الإيرانية التى تجبر السائحات على ارتداء الحجاب.
ترامب
وجاء تعليق الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، الذى قال فيه إنه صلى من أجل الضحايا، محذرا إيران من أن "الدول التى تدعم الإرهاب تخاطر بالوقوع ضحية الشر الذى تروج له"، ليغضب النظام الذى يرى نفسه ضحية الإرهاب كسائر العواصم الأخرى التى فتكت بها داعش، ورفض وزير الخارجية الإيرانى، محمد جواد ظريف، تعازى ترامب، ووصفها بالتصريحات البغيضة.
ونشر ظريف على حسابه في موقع تويتر: "بيان البيت الأبيض بغيض وعقوبات مجلس الشيوخ الأمريكى تأتى بالتزامن مع تصدى إيران للأعمال الإرهابية المدعومة من عملاء أمريكا. الشعب الإيرانى يرفض مزاعم الصداقة الأمريكية".