فى نوفمبر 2014 بعد أقل من عام على الإطاحة بمحمد مرسى من رأس السلطة فى مصر، فضح عاصم عبد الماجد القيادى بالجماعة الإسلامية ما كان سرا بين الإخوان والجماعة، حين أعلن فى حوار أجراه مع جريدة الشرق القطرية حيث يعيش هاربًا فى الدوحة، أنهم كانوا قد اتفقوا مع الإخوان على تشكيل تنظيم أمنى موازٍ لقوات الشرطة يتولى حماية ماسماه هو بـ"الثورة" وما كان ترجمته واقعيا لـ"استمرار مرسى فى السلطة" على نحو مشابه للحرس الثورى فى إيران.
تسارع وتيرة الأحداث فى قطر، والأنباء التى تم تداولها حول استدعاء الحرس الثورى الإيرانى لحماية عرش تميم هى التى استدعت إلى الأذهان السيناريو الذى كان مخططًا أن يحدث فى مصر، لولا عزل مرسى بعد المظاهرات الشعبية فى 30 يونيو، ولأن الأحداث كما الأفكار سمتها وصفتها التداعى فإن مانطق به عاصم عبد الماجد بعد نهاية حكم الإخوان كانت له شواهد أثناء وجودهم فى السلطة، فلا يمكن التغافل عن أن الجماعة الإسلامية كانت تسعى لتقنين عمل اللجان الشعبية، حتى يكون الحرس الثورى مفروضًا بقوة القانون وهو ما فطنت إليه القوى السياسية بل وبعض الأحزاب ذات الخلفية الإسلامية مثل حزب النور الذى أعلن آنذاك رفضه لهذا المشروع.
يدخل فى إطار محاولات تقنين عمل الحرس الثورى أيضا ما قاله صفوت حجازى حول أنه تقدم باقتراح لتشكيل ماسماه بـ"حرس وطنى" يخضع لإشراف رئاسة الجمهورية للتدخل فى حال عجز قوات الأمن عن التدخل لكنه لم ياتى له رد بحسب ما قال فى حوار سابق أجراه مع صحيفة الشرق الأوسط.
باحث أمريكى فى معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى كان سببا أيضا فى فضح جانب من محاولات الإخوان للعبث بقوات الأمن، حين كشف أن محمد البلتاجى قال له فى مقابلة أنه يتولى ملف إعادة هيكلة وزارة الداخلية، لكن البلتاجى سارع وقتها بالتكذيب وإعادة تفسير تصريحاته مرة أخرى خوفا من أن تؤدى إلى أزمة بين الجماعة وقوات الأمن.
قبل ساعات من فض اعتصامى أنصار الرئيس المعزول فى ميدان رابعة العدوية والنهضة، كان الحديث عن تشكيل حرس ثورى يتبع الإخوان أكثر وضوحا، وهو ما دعا الكاتب الصحفى أيمن الصياد العضو السابق فى الفريق الرئاسى لمحمد مرسى، لأن يصرح بهذا الأمر فى أحد مقالاته حين قال: "تهور البعض فيتحدث عن تجربة الخمينى فى إنشاء الحرس الثورى، كفصيل مواز لجيش الشاه"، مشيرًا إلى أن الفكرة لا تستحق مجرد التعليق.
ووفقا لمصادر مطلعة، فإن هذه الفكرة كانت قد طرحت على كاتب صحفى آخر من مصدر قيادى بالجماعة، عندما آثار جدلا بشأن إعادة هيكلة وزارة الداخلية فجاء الرد: "سنستبدلها بلجان شعبية" هذا الرد الصادم كان سببا فى أن يعيد الكاتب المشار إليه النظر فى دعمه لجماعة الإخوان.
العودة إلى نقطة بعيدة عن ذلك تشير إلى أن عبد المجيد الشاذلى زعيم التيار القطبى كان قد دعا لتسليح الشباب لكى يكونوا حرس الثورة الاسلامية فى مصر أثناء مشاركته فى جنازة رفاعى سرور بحضور رموز للتيار الإسلامى بينهم حازم صلاح أبو إسماعيل.
من ناحيته يؤكد هشام النجار، الخبير فى شئون الجماعات الإسلامية، على أن فكرة تشكيل حرس ثورى اقترحها عاصم عبد عاصم عبد الماجد على الإخوان، لاسيما فى محافظات الصعيد، وأن تتشكل من الإسلاميين وكانت الفكرة هى استنساخ للحرس الثورى الإيرانى الذى ساهم فى إنجاح الثورة الإيرانية عبر جهاز أمنى بديل وكان هذا الأمر يعنى ببساطة عسكرة الثورة والدخول فى حرب مسلحة.
وأشار النجار، إلى أن الإخوان تحفظوا على الفكرة قبل 30 يونيو لكنهم وافقوا عليها بعد ذلك بدليل ما قاله محمد الصغير القيادى بالجماعة الإسلامية، عندما قال فى أحد التجمعات أن الجماعة الإسلامية لديها 100 ألف مقاتل والإخوان 100 ألف آخرين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة