كيف نفهم تفجيرات الأربعاء فى إيران؟ 3 سيناريوهات حول الاختراق الأمنى الكبير.. تنسيق الحرس الثورى مع داعش.. صراع بين المؤسسات الأمنية والسياسية.. انقلاب قيادات داعش على مدرائهم فى المخابرات الإيرانية

الخميس، 08 يونيو 2017 09:00 ص
كيف نفهم تفجيرات الأربعاء فى إيران؟ 3 سيناريوهات حول الاختراق الأمنى الكبير.. تنسيق الحرس الثورى مع داعش.. صراع بين المؤسسات الأمنية والسياسية.. انقلاب قيادات داعش على مدرائهم فى المخابرات الإيرانية جانب من عمليات إرهابية فى البرلمان الإيرانى صباح الأربعاء
محمد محسن أبو النور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لم تنته العمليات الإرهابية فى قلب العاصمة الإيرانية طهران، إلا وأعلن تنظيم الدولة "داعش" مسؤوليته عن العملية، التى تمت فى أروقة مبنى مجلس الشورى الإيرانى (البرلمان)، وعلى مقربة من ضريح مؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، آية الله الخميني، ونظرا للأجواء الغريبة التى تمت بها العملية، يمكن طرح هذه السيناريوهات الثلاثة، وترك مجريات الأمور لترجيح أى منها.

أفراد أمن يهرعون إلى موقع الحادث
أفراد أمن يهرعون إلى موقع الحادث
 

السيناريو الأول.. تنسيق الحرس الثورى مع داعش

السيناريو الأول والمرجح بشدة أن تكون العمليات قد تمت بالتنسيق بين قيادات مؤسسة الحرس الثورى والإطلاعات (المخابرات) الإيرانية، مع قيادات وكوادر تنظيم الدولة "داعش"، وفى هذا السياق تبرز عدة معطيات ترجح هذا السيناريو وهي:

· إصدار التنظيم بيانا عن تبنيه العملية وبثه مقاطع فيديو وصورا من داخل الطابق الرابع للبرلمان الإيرانى قبل انتهاء العمليات رسميا.

· إعلان السلطات الإيرانية انتهاء العمليات، وخروج مراسل صحيفة "شرق" الإيرانية مكذبا الخبر، معلنا استمرار إطلاق النار، من خلال تدوينة ـ تم حذفها فيما بعد ـ على موقع التغريدات المصغرة "تويتر".

تديونة صحيفة شرق
تديونة صحيفة شرق

 

· قيام التنظيم بأول عملية نوعية له داخل مؤسسة رسمية حكومية، المفترض أنها محصنة أمنيا، وهو أمر يعنى أن هناك جهات سهلت له المهمة، خاصة أن مقر البرلمان يحظى بإجراءات أمنية مشددة.

· وجود تنظيم الدولة بكثافة فى محافظة ديالى العراقية على الحدود مع إيران وعدم لجوئه إلى شن أى عملية عسكرية قبل ذلك داخل الأراضى الإيراني.

· وجود تنظيم تابع عضويا لداعش على الحدود الشمالية مع إيران، وهو التنظيم المتمثل فى داعش خراسان والذى لم يقم أيضا بأى عمليات عسكرية داخل إيران.

الصحفيون يتمركزون لتغطية الحادث
الصحفيون يتمركزون لتغطية الحادث

 

السيناريو الثانى.. صراع داخل مؤسسات الدولة

لا يتعارض هذا السيناريو مع السيناريو السابق، بل يكمله، وفى كل الأحوال فإنه من المؤكد أن هناك تضاربا فى المصالح والتوجهات السياسية والاقتصادية داخل مؤسسات الدولة الإيراني، لا سيما الصراع المعلن والعداء الشديد بين المؤسسات السياسية (الرئاسة + الخارجية + المجموعة الاقتصادية) والمؤسسات الأمنية (الحرس الثورى + الباسيج + الإطلاعات)، ويمكن قراءة العمليات الإرهابية صباح اليوم فى ضوء عدد من الاعتبارات والعوامل التالية:

· التقارير الإعلامية التى أكدت إرسال الحرس الثورى مجموعات مسلحة من عناصره لحماية قصر الأمير تميم بن حمد فى العاصمة القطرية الدوحة والذى يعنى فى المحصلة النهائية خلافا فى وجهات النظر بين روحانى والحرس الثورى حول هذا السلوك، خاصة أن حسن روحانى لا يميل إلى إنخراط إيران فى العقاب العربى لقطر.

· رغبة الحرس الثورى فى إحراج الرئيس حسن روحانى وإضعاف مركزه داخليا وإشغاله بحدث كبير عن مسألة إرسال قوات للدوحة، خاصة بعد أن كشفت مصادر مصرية، المسألة مع توقعات بأن يخرج روحانى وينتقد سلوك الحرس الثورى تجاه الأزمة برمتها.

· ضعف المرشد الأعلى على خامنئى وعدم قدرته على ضبط معادلات التوازن الداخلى بين مؤسسات الدولة، وظهر ذلك مؤخرا من خلال عدم تمسكه بمبدئه إزاء بث المناظرات الرئاسية على الهواء، واكتفائه فقط بانتقاد حسن روحانى الذى شن هجوما موسعا على الحرس الثورى والباسيج، بعد أن اتهم المؤسسة الأمنية بمحاولة التلاعب بنتائج الانتخابات.

قوات الامن تحاصر منفذي العملية
قوات الامن تحاصر منفذي العملية
 

السيناريو الثالث.. انقلاب قيادات داعش على الإطلاعات

من المعلوم فى الاستراتيجية السياسية الإيرانية أنها قائمة وفق أحد أصولها على التنسيق مع الأطراف المتضاربة والمتصارعة، ومن ذلك تنسيقها وعلاقاتها المعلنة مع تنظيمى القاعدة وطالبان، وباعتبار أن تنظيم داعش هو أحد روافد تنظيم القاعدة ومنشق عنه فى الأساس بعد الربيع العربي، فإن كوادر داعش وقياداته القديمة التى كانت فيما مضى تابعة لتنظيم القاعدة على علاقة بإيران.

هذا من حيث المبدأ ومن حيث الهدف والغرض فإن المرجح بشدة انتقال ولاءات القيادات الجهادية من القاعدة إلى داعش واستمرار تعاونها مع إيران، وليس من المعقول أن لا يكون لوزارة مخابرات بحجم جهاز الإطلاعات الإيرانى صلات مع قادة داعش، وعليه فإن هذا السيناريو يقوم على أن إثبات (بشكل نظري) أن قادة داعش على علاقة وطيدة بالمخابرات الإيرانية لكنهم انقلبوا على مدرائهم فى صباح الأربعاء ويمكن التوصل إلى ترجيح هذا السيناريو من خلال:

· اللهجة الإعلامية المتصاعدة التى تبنتها وسائل إعلام إيرانية تابعة للحرس الثورى فى الأسابيع الأخيرة والتى هاجمت سلوك داعش فى منطقة بادية الشام.

· القيام بإجراء عقابى ضد قادة الإطلاعات وإقناع القيادة (مؤسسة المرشد الأعلى على خامنئي) بضرورة تغييرها على خلفية صراع بين قادة التنظيم (العقيد حجى بكر) وقادة الإطلاعات على تجارة السلاح والمخدرات المنتشرة فى المناطق الحدودية.

مسلح يظهر من الدور الرابع لمبنى البرلمان الإيراني
مسلح يظهر من الدور الرابع لمبنى البرلمان الإيراني

 

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة