امتدت تداعيات الأزمة الخليجية الأخيرة بعد قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر، إلى أروقة المشهد السياسى فى إيطاليا الذى يشهد انتخابات محلية شهر يونيو الجارى، وحاول المرشحون استغلالها لكسب المزيد من الأصوات وذلك عن طريق التركيز على ملف المساجد الممولة من الدوحة فى الدولة الأوروبية.
وأصدرت مصر و السعودية والإمارات والبحرين بيانا مشتركا، أدرجوا خلاله 59 شخصا و12 كيانا مرتبطون بدولة قطر ،على قوائم الإرهاب ،فى ضوء التزامهم بمحاربة الإرهاب وتجفيف مصادر تمويله، ومكافحة الفكر المتطرف وأدوات نشره وترويجه، والعمل المشترك للقضاء عليه وتحصين المجتمعات منه
وأكد رئيس مجلس المدينة و عضو مجلس بوبولارى دى ميلانو "ماتيو فورتيه" إن "قناة الجزيرة هى محطة تليفزيونية وأداة قطر لنشر الإرهاب ، وعلى الرغم من وجود مكتب لها فى ميلانو إلا أنه يجب علينا أن لا ننسى الشكوك والجدل الدائر حولها وحول خطط بناء مساجد جديدة فى المدينة ممولة من قطر".
ووفقا لصحيفة "الجورنال" الإيطالية فإن حزب "فورزا إيطاليا" دعا رسميا وزارة الداخلية إلى رصد ومراقبة أماكن العبادة والمساجد الممولة من قطر فى إيطاليا.
وأشارت الصحيفة إلى أن كل من المرشح الثانى لرئاسة البلدية من حزب فورزا إيطاليا "روبيرتو دى ستيفانو"، و الزعيم الإقليمى للاستثمار الأجنبى المباشر "ريكاردو باسى" أكدا أن قضية المسجد الجديد الذى من المفترض أن يتم بناءه فى مقاطعة لومباردى لابد من أن يخضع للرقابة المشددة والتأكد من أن قطر لم تقم بتمويله ، "خاصة وأن أمراء قطر على وجه الخصوص يضعون مليارات اليوروهات فى أوروبا لبناء مساجد"، على حد تعبيرهم، معربين عن قلقهم فى أن يتم استغلال المسجد للدعوة إلى الإرهاب والتطرف ونشر الأفكار العنيفة فى البلاد.
ومن جانبها، قالت مرشحة يسار الوسط لانتخابات 11 يونيو "مونيكا تشيتو" إن "هناك تلاعب عل مستوى كبير، ولابد من استدعاء قادة المراكز الإسلامية فى إيطاليا، للتعرف على حقيقة تلك المساجد الممولة من قطر على وجه الخصوص"، مؤكدة "لن نقبل أى تمويل للمساجد دون بيانات وقيود وشروط من الأشخاص الذين لديهم قوائم سوداء فى الحكومة الإيطالية.
وأشار المرشح الأول "ستيفانو" إلى الداعية الإسلامى "طارق السويدان" الذى تم منعه من دخول إيطاليا لانتمائه إلى جماعة الإخوان الإرهابية، وبسبب أفكاره المتطرفة.
وقال المستشار أنطونيو لاميراندا إن "هناك مخاطر حقيقية يشكلها التطرف فى أوروبا ، وإيطاليا، وأطالب بتوضيح تفصيلى بشأن أموال المراكز الإسلامى فى البلاد، ووجود خطة محكمة للسيطرة على أى مساجد ممولة من قطر".
وكان رئيس وزراء إيطاليا، أنطونيو بلايتس، قال إن من الضرورى إغلاق جميع المساجد الممولة من قطر فى إيطاليا، وعلى الحكومة مواجهة هذه السيناريوهات الجديدة للإرهاب، إذ من غير المقبول أن تستمر روما فى التجاهل والتظاهر بأنه لا توجد مشكلة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الدول العربية من مصر والسعودية والإمارات والبحرين واليمن وليبيا، أعلنوا توقف العلاقات الدبلوماسية مع قطر بتهمة دعم وتمويل وحماية الجماعات الإرهابية العديدة، التى تهدد بزعزعة استقرار المنطقة.
وعلق "بلايتس" قائلا: "فى ميراندولا، بنى المسجد الأكثر أهمية فى المنطقة، بتمويل من أموال الصندوق السيادى لقطر، لهذا علينا توخى الحذر من أن هذه المساجد الممولة من دولة قطر تنشر الأفكار المتطرفة والإرهابيين فى البلاد".
وتابع رئيس الوزراء الإيطالى قائلا: "نواجه حقيقة أن هناك مساجد ممولة من قطر، والهدف من ذلك هو نشر الإرهاب، ولا بد من التحقق، وعلى وزارة الداخلية إغلاق جميع المساجد الممولة من قبل قطر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة