أخيراً وبعد طول انتظار لعودة الأوضاع إلى نصابها الصحيح قد اتحد عدد من الدول العربية الكبرى على موقف واحد فى مواجهة عدو مكشوف الوجه متبجح لا تشغل باله مجموعة السلوكيات التى تفرضها أصول الجيرة !
أما بعد :
فقد طفح الكيل من تطاول الإمارة الصغيرة عن طريق نظامها الحاكم الداعم الممول لكل أجيال المتطرفين والإرهابيين المنتمين عقائدياً وفكريا لرأس الأفعى المسماة بالإخوان المسلمين !
وقد كان النصيب الأكبر من التطاول والتدخل السافر والأذى البين من نصيب مصر التى ظلت سنوات تناضل بمفردها أمام هذا الجرز الخبيث صاحب الأموال الطائلة والمنتج المنفذ لخطط الغرب والصهاينة وغيرهم ممن أرادوا بمصر السوء، فظل هذا الصغير الدنئ يتلاعب كيفما شاء طالما ظل مسنودا مدعوما من أسياده ومن يحمونه و يجعلون منه شيئا من لا شئ !
أما بعد أن امتد التطاول والإساءة ليطال أمن و استقرار دولاً شقيقة كالسعودية و الإمارات و البحرين، و لاحت بالأفق إشارات تنبئ عن سخط داخلى على هذا النظام القطرى الفاجر و احتمالات انقلاب قادم وكذلك تغير موقف الإدارة الأمريكية الحليفة صاحبة المخطط وحامية الجرز الصغير وأعوانه بعد فوز دونالد ترامب و الإطاحة برأس الأفعى المسماة بكلينتون، فقد تشجعت الدول العربية واستجمعت كافة قواها الكامنة خلف غبار الفرقة والسياسات المنعزلة التى تحيط بها كل دولة نفسها بمنأى عن جيرانها و أشقائها، اللهم إلا ظاهرياً فحسب .
مدة سنوات بل عقود نسيت خلالها الأمة العربية أهمية الاتفاق على موقف واحد ضد عدو واحد وهذه قوةً ليس بعدها قوة .
فقد غضت الأمة العربية بصرها عن ضرورة الاتحاد الذى يضمن لها البقاء والاستمرار والاستقرار أمام هذه القوى المتربصة بها والتى لا هدف لها سوى استنزاف خيرات هذه المنطقة والتلاعب بمقدراتها ثم اجتمعت تلك القوى مؤخراً على ضرورة تدميرها وخرابها وضربها بالتطرف والإرهاب كى لا تقوم لها أبداً قائمة فتظل تابعة خانعة لسياسات الكبار ومصالحهم وتطلعاتهم !
وما زالت صدورنا تملأها آمال وأحلام عريضة بعد أن تستقيم الأمور ويعود المتمرد القطرى الشارد لحضن الأمة لتستفيق الأمة العربية من غفلتها وتتخلى عن أنانيتها، فقد ظهرت بوادر طيبة تشير إلى إمكانية تحقق الحلم وإدراك العرب أنه لا بديل غير الوحدة التى إن صحت وتحققت ستخرج بأمة واحدة ذات لسان واحد تفوق قوتها كل الأمم .
أعزائى دول العرب: لعلكم تدركون يوماً ليس ببعيد أنه (فى الاتحاد قوة).