"اللعب على كل الحبال".. هذا هو عنوان البيانات الرسمية الصادرة عن جماعة الإخوان الإرهابية، تجاه أزمة قطع العلاقات مع قطر، فلم تعلن موقفًا رسميًا مساندًا لطرفا بعينه بخلاف تصريحات قيادات الجماعة والمتحالفين معهم التى إنحازت إلى قطر منذ اللحظة الأولى كما كان متوقعًا.
رصد المواقف الرسمية لجماعة الإخوان فى الأزمة الحالية كشف عن عدة حقائق، أهمها أن كلا الطرفين المتنازعين على قيادة الجماعة إحتمى بالصمت لمدة 48 ساعة بعد وصول الأزمة إلى ذروتها بإعلان نحو 5 دول قطع علاقاتها مع قطر، فأصبح الـ "لا موقف" هو الموقف الرسمى لجماعة الإخوان، التى هى أحد المسببات الرئيسية للأزمة، بحسب ماورد فى بيانات رسمية صادرة عن وزارات الخارجية فى مصر والسعودية.
الصمت الرسمى للإخوان جاء متوازيًا مع سيل من تصريحات مؤيدة للجانب القطرى صادرة عن قيادات بالجماعة، لكن وفقًا للأعراف السياسية فأن هذه التصريحات ليست هى الموقف الرسمى، ثم نطقت الجماعة "رسميًا" أخيراعبر بيان، صادرعن جبهة المكتب العام تعليقًا على تصريحات وزير الخارجية السعودى، عادل الجبير، التى وصم الجماعة فيها بالإرهاب، ولمن لا يعرف فإن هذه الجبهة هى التابعة لمحمد كمال، عضو مكتب الإرشاد، الذى لقى مصرعه أكتوبر الماضى فى تبادل لإطلاق النار مع قوات الأمن، وفقا لبيان صادر عن وزارة الداخلية أنذاك، وهى أيضا الجبهة المتهمة دائما بدعم العنف واللجان النوعية، وحسم ،ولواء الثورة، فجاء البيان على طريقة "يكاد المريب أن يقول خذونى".
المثير للدهشة أن البيان خلا من لغة الاتهامات، وحاولت الجماعة فيه استرضاء واستعطاف النظم السياسية فى المملكة العربية السعودية، ودول الخليج التى تقف فى موقف الخصومة من النظام القطرى، كما حاولت الدفاع عن نفسها ضد تهمة الإرهاب.
ووصف البيان، أهل الخليج بأنهم "أصحاب الفضل" على الإخوان، متابعا: "لايُعقَل أن يردّ الإخوان المسلمون الجميل بإيذاء أصحاب الفَضلِ من أهل الخليج"، واصفة المملكة العربية السعودية بأنها ترفع راية التوحيد، ويستمدون شرعيتهم ووجودهم من القرآن والسنة "، وزعم أيضا أن الجماعة تتمتع بما قالت إنه "أواصر محبة" مع شعوب الخليج العربى وحكامها، وزعم أيضا أن وصمهم بالإرهاب وانتهاج العنف باطل، بحسب زعم البيان.
ومما يضفى على مواقف الجماعة مزيد من التناقض فأنه فى الوقت الذى كان يتحدث فيه هذا البيان عن "أواصر المحبة" بين الإخوان ودول الخليج ، كان حمزة زوبع يهاجم المملكة العربية السعودية، والإمارات، فى مقال منشور على موقع مقرب من الجماعة، هذا بخلاف سيل أخر من التصريحات على نفس الدرب على صفحات قيادات الجماعة بوسائل التواصل الاجتماعى ووسائل الإعلام .
بعد البيان المشار إليه بساعات قليلة، كان بيانا أخر، قد صدر عن جبهة محمود عزت، القائم بأعمال المرشد العام للجماعة، فى صيغة ماسموه بـ"نداء لرأب الصدع والحفاظ على وحدة الصف"، حاولت فيه الجماعة أن تبقى فى المنتصف دون موقف واضح وإن كانت بعض الإشارات أكدت على أن تركيا وقطر– بطبيعة الحال- هما الأقرب للجماعة .
هذه الحالة يرجعها هشام النجار، الخبير فى شئون الجماعات الإسلامية، إلى أن الجماعة بدأت تستشعر الأخطار المحدقة بقطر، وبالتالى لم ترد أن تقول فى بيان رسمى أنها تساندها .
النجار قال لـ"اليوم السابع": تصريحات القيادات لا تعبر عن موقف والإخوان معروف عنها أنها سريعة فى إصدار بيانات فى مناسبات أقل بكثير من هذه ، لكن يبدو أن بوصلة الجماعة استشعرت الأخطار المحدقة بقطر فى الأزمة الحالية، بعد ان توحدت الدول العربية على قرار قطع العلاقات مع قطر، وأصبحت هناك مؤشرات على تحركات أكبر ضدها".
وتابع:" الواضح أن الإخوان صارت لعنة على قطر، كما كان تنظيم القاعدة لعنة على طالبان، والجماعة الأن تتوخى ألآ تكون فى الصورة وتجهز لبدائل مناسبة للمرحلة القادمة ".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة