إن الفقر مشكلة عالمية أرهقت التنمية البشرية، وحسب إحصاءات البنك الدولى لعام 2016، كان هناك 700 مليون فقير فى كل أنحاء العالم. وباعتبار الصين أكبر دولة نامية، ورغم أن عدد السكان الفقراء فى الصين قد انخفض أكثر من 82 مليون نسمة فى عام 2012 إلى 40 مليون نسمة فى عام 2016.
وتحولت فى 40 عاما من دولة فقيرة إلى ثانى أكبر اقتصاد فى العالم، منذ 4 عقود كانت دولة الصين دولة فقيرة يغلب عليها الطابع الريفيى و30% من سكانها تحت خط الفقر، وبدأت الصين فى عام 1978 فى إطلاق إصلاحات اقتصادية عظمى، منها النهضة الزراعية والاقتصادية والصناعية والتجارية.
وتهدف الحكومة إلى إخراج كل الفقراء من دائرة الفقر بحلول عام 2020. ولكسب هذه المعركة، طرح الرئيس الصينى شى جين بينج استراتيجية دقيقة للتخفيف من حدة الفقر، مؤكدا ضرورة الدقة خلال عملية التخفيف من حدة الفقر برمتها، وبعضها بحاجة إلى بذل جهود تطوير القرى الفقيرة فى كل ربوع الصين.
فى السبعينات من القرن الماضى كان يعيش 70% فى مناطق ريفية، حين سمحت لهم باستصلاح الأراضى مقابل حصة معين من الحصول يسلم للدولة، والباقى يمكنهم بيعه فى السوق، ثم تم تحرير معظم المحاصيل الزراعية من سيطرتها واقتصر دورها على حماية حقوق المزراعين والحفاظ على الأسعار فى السوق، وتسهيل شحن وبيع البضائع، أدى ذلك إلى زيادة عدد الأراضى الزراعية.
النهضة الصناعية والتجارية..
عممت الحكومة الصينية نموذج الإصلاح الزراعى الذى يجمع بين التخطيط الإلزامى والسوق الحر، بحيث تستطيع الشركات والمصانع بيع منتجاتها للسوق الحر، ثم استخدمت الشركات الصينية الفائض فى توسيع أعمالها، وانضمت إلى البنك الدولى وصندوق النقد الدولى، وأنشأت 4 مناطق عملاقة بأموال الضرائب، ليشعر كل مواطن صينى بأنه ساهم فى بناء هذه المدن، وامتلأت المدن بالبضائع، من خلال عرضها فى المعارض. وبدأت المدن الجديدة باستقطاب الشركات العالمية لبناء المصانع واستغلال اليد العاملة الرخيصة.
وبعد افتتاح السوق الصينية فى البورصة يخرج أكثر من 500 مليون مواطن صينى من تحت خط الفقر، وفى السنوات التالية تجاوز الناتج المحلى الإجمالى 11 تريليون دولار، وزاد احتياطها من النقد الأجنبى إلى 11.9 مليار دولار فى عام 1985 إلى 3.5 تريليون دولار عام 2016، وأصبحت أكبر مصدر وثانى أكبر مستورد فى العالم.
وتعمل الصين على بناء أكبر مدينة عملاقة فى العالم تدمج 3 مدن ومركزها العاصمة بكين، لتضم أكثر من 130 مليون نسمة.
وننشر بعض النماذج التى اعتمدت عليها الحكومة الصينية فى تطوير قطاع الزراعة.
ومن خلال الزراعة تعتبر مزرعة "بينج هاو" لزراعة الفراولة فى قرية جيانج وسط الصين نموذجا لمساعدة الفقراء وإخراجهم من تحت خط الفقر. وقد باعت هذه المزرعة حوالى 250 ألف كيلو جرام من الفراولة خلال الفترة ما بين نوفمبر عام 2015 حتى مايو عام 2016، ما حقق دخلا إجماليا بقيمة أكثر من 6 ملايين يوان. وبما أن 33 أسرة فقيرة من القرية شاركت فى زراعة الفراولة، فتجاوز الدخل لكل أسرة 10 آلاف يوان.
وبدأت الحكومة الصينية فى تطوير القرى الفقيرة أولا لدعم اقتصاد الدولة والقضاء على الفقر بشكل عام، حيث أعلنت حكومة بلدة تونج رن شمال غربى الصين، أنها تعمل لتدريب الأطفال الأيتام والشباب العاطلين وتدريسهم مجانا مهارة الرسوم بأساليب تقليدية بسيطة فضلا عن تقديم بدل المعيشة، وذلك ما ساهم فى الحد من الفقر، وسنسرد بعد الاساليب التى نجحت فيها الصين بالقضاء على الفقر فى المحافظات والمناطق الأشد فقرا.
وفرت حكومة بلدة ماشتن فى منطقة التبت ذاتية الحكم، للعمال الذين فقدوا أعمالهم فى شركة الألبان المملوكة للدولة عام 2004، ظروفاً اقتصادية مناسبة، ومنحتها قرضاً بمبلغ 200 ألف يوان، لمساعدتها على تأسيس مصنع الألبان الخاص بهم، ما ساهم فى تحولها من عاطلة عن العمل إلى رئيس مجلس إدارة شركة خاصة.
وقدمت حكومة بلدة "شى خه" الفقيرة فى شمال غربى الصين أيضا للسكان المحليين، حزمة من السياسات الاقتصادية التفضيلية، من حيث تخفيف القيود القانونية لحصول الفلاحين على قروض مصرفية عبر رهن حق إدارة الأراضى، ما يسمح لهم بزراعة الأعشاب الطبية وتصنيعها وتسويقها، وهو ما يساهم فى تخلصهم من الفقر.
وهكذا يعمل الرئيس الصينى وفريقه للحد من الفقر فى المناطق المهمشة، بدعم الأسر البسطية، وجعلها تظهر على السطح برؤوس أموال جديدة من زراعة وقروض مصرفية رهن حق الأرض فقط، لحين بدء الانتاج لذلك نجحت الصين والحكومة الصينية فى القضاء على نسبة كبيرة من نسبة الفقر فى البلاد.
تجدر الإشارة إلى أن الصين قدمت مساهمة ضخمة لقضية تخفيف الفقر العالمية حيث ساعدت أكثر من 600 مليون شخص على التخلص من براثن الفقر فى العقود الثلاثة الماضية، فيما تواصل مساعيها الدءوبة لمساعدة ما يزيد عن 50 مليون شخص آخرين على التخلص من الفقر بحلول العام 2020 وبذلك سيتم القضاء على الفقر بشكل شامل فى الصين.
وتمر الصين بمرحلة حاسمة لبناء مجتمع رغيد الحياة بشكل معتدل حاليا، ومن شأن إدارة الحزب بصرامة المساهمة فى وفاء الحزب بوعوده لتحقيق قدر أكبر من الازدهار للبلاد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة