استطاع مسلسل لأعلى سعر الذى ينتمى لنوعية الدراما الاجتماعية أن يشغل حيزا كبيرا من تفكير الجمهور فى موسم دراما رمضان 2017، محققا نسب مشاهدة مرتفعة، لما به من صراع اجتماعى بين جميلة وتجسدها نيللى كريم، وبين ليلى وتجسدها زينة، وهى الحرب الدائرة بينهما حتى الحلقات الأخيرة، حيث أصبح لهما متابعون يشجعون اللعبة الحلوة مع كل جول تسجله ليلى فى جميلة والعكس.. «اليوم السابع» التقت الدكتور مدحت العدل للحديث معه عن سيناريو لأعلى سعر واعتماده على إيقاع مختلف وجديد على الدراما العربية.
فى البداية كيف وجدت ردود الأفعال على المسلسل أثناء العرض؟
- الحمد لله سعدت الأفعال القوية جدا على المسلسل، والعمل لمس الجمهور بشكل كبير وكأننا تحدثنا بلسان كل البشر، ولم أكن أتخيل أن كل امرأة ستجد فى نفسها جميلة «نيللى كريم» وفى زوجها دكتور هشام «أحمد فهمى» وتتمنى أن يكون والدها مخلوف «نبيل الحلفاوى»، وحقيقة كل ردود الأفعال أسعدتنى.
كيف استطعت أن تقدم مسلسلا دراميا بهذه الحبكة التى شغلت الجميع وجعلت جميلة وليلى شخصيات من لحم ودم ينتظر الجمهور تصرفاتهم مع كل حلقة؟
- حاولت أن أواكب الدراما العالمية، ورغم سنى إلا أننى أشعر دوما أننى أصغر سنا من الكتاب الشباب، فحاولت أن أقدم شيئا مختلفا وحاولت أراعى الإيقاع، وأبعد عن أى شىء ممكن أن يدفع المشاهد للمل، خاصة أن إيقاع الحياة اختلف عن آخر 5 سنوات مضت فمواقع التواصل الاجتماع لا تعطى فرصة للمشاهدة على التليفزيون، وبالتالى راعيت ذلك ووضعت خطوط دراميا مختلفة ومتوازية مع الخطوط الدرامية للأبطال الأساسين، حتى لا يمل المشاهد، وسعيد أن الجمهور شعر بسرعة الإيقاع لأننى وضعت ذلك هدفا أثناء التحضير، لأن المشاهد التى تصل إلى 5 دقائق انتهت من العالم كله، وقدمت البالية مستغلا نيللى كريم وأنها راقصة بالية لأوصل رسالة للجميع أن فن البالية فن محترم وراقٍ ويجب احترامه واحترام الموسيقى، لأننا وصلنا لمرحلة سخيفة من الأخلاقيات وأصبحنا نبيع بعضنا البعض، وكل إنسان وله ثمن يباع به حتى الشريف له سعر، أيضا، وسيباع ولكن لأعلى سعر، وهذا ما شهدناه فى الحياة فهناك أشخاص كنا نظن أنهم مناضلون واكتشفنا العكس وفعلا ملعون أبو الناس العزاز اللى لما احتاجنا ليهم طلعوا أندال بامتياز.
مدحت العدل
ولذلك حرصت على تقديم الشخصيات بحقيقتها المتناقضة بين الخير والشر والطيب والخبيث؟
- حرصت على ذلك، لأن الشخصيات بالعمل ليست ملائكة حتى نيللى كريم هى ليست ملاك طيبة ولكنها عندما تجد أنها فى حرب تتبدل، ولذلك أيضا حرصت أن أظهر الصراع خلف خشبة مسرح البالية فإذا كان الجمهور يرى المسرح والرقصات بشكل جميل لكن وراء كل هذا هناك خلف المسرح نفوس مريضة وشر وصراعات.
ألا ترى أن الحفاظ على الإيقاع السريع بالعمل شىء مرهق بالنسبة لك؟
- أنا من جيل قديم وأحب أن أشاهد الفيلم فى السينما، لأنها لها سحر خاص ولكن ذلك لن يستمر كثيرا فالجيل الجديد السينما بالنسبة له هو الموبايل، فالمستقبل لشبكات Netflix وHBO والتى تقدم مسلسلات حصرية لديهم on line ولذلك نجد كبار المخرجين مثل مارتن سكورسيزى وغيره يقدمون مسلسلات على تلك الشبكات مع كبار النجوم لأن المسلسل أصبح أكثر من فيلم فى بعض.
علا الشافعى ومدحت العدل وعلى الكشوطى
ولكن ألا ترى ذلك مرهقا إنتاجيا بالنسبة لشركة العدل؟
- أكيد أقل حلقة فى المسلسل بها 30 مشهدا وهناك حلقات تصل إلى 40 و45 مشهدا، وفى البداية المنتج جمال العدل تفاجئ بذلك ولكنه ذكى ومتابع لما يدور حولنا فى العالم وعندما شاهد الحلقات الأولى وجد أن ذلك «ستايل» مختلف ولا يزيد المشهد عن اللازم إلا إذا كان المشهد به حالة تأمل، وحقا استفدت كثيرا من مشاهدتى للمسلسلات العالمية وأنا بطبيعتى إيقاعى سريع «بعمل مليون حاجة فى اليوم وده انعكس على أسلوب كتابتى».
وهل أثناء كاتبتك للمسلسل كان فى خيالك نيللى كريم؟
- المسلسل مكتوب خصيصا لنيللى كريم وأنا أحبها جدا ومسلسل لأعلى سعر أول تعاون بينى وبينها وأنا على وعى كامل بإمكانيات نيللى كممثلة محترفة وخفيفة الظل وتأدى آداء عظيما بنظرة عين، وأنا بطبعى أحب الدراما الاجتماعية والمسلسلات التى تتناول الطبقة المتوسطة التى انتمى اليها وأنا دكتور والمسلسل يدور داخل مستشفى تجميل وهذا النوع من المستشفيات لدى معلومات كثيرة عنه.
ومن من أبطال العمل فأجأك بأداء دوره فى المسلسل؟
- زينة كانت مفاجأة كبيرة بالنسبة لى أنا أعرف بالطبع أنها ممثلة جيدة ولكنها أبدعت فى تجسيد شخصية ليلى فى المسلسل، نيللى كريم شديدة التمكن ولها مشاهد عالمية بالمسلسل مثل مشهد خلع النقاب وصفع أحمد فهمى بالقلم على وجهه، ولا أستطيع أن أقول أن أداء نبيل الحلفاوى فاجئنى، لأنه ممثل مخضرم ولكن الدور جديد عليه وقدمه بشكل متميز جدا.
من هو صاحب اختيار صوت نوال الزغبى لتقديم أغنية تتر المسلسل؟
- الاختيار فى البداية كان لعمرو مصطفى وحبذناه جدا وبمجرد التواصل معها أظهرت حماسا شديدا للعمل، وبالفعل التتر حقق نجاحا كبيرا.
العدل يتحدث لليوم السابع
وما حقيقة أن هناك خلافات حدثت بين نيللى كريم وزينة فى المسلسل؟
- شركة العدل شركة محترمة وسبق وتعاونا مع محمود عبد العزيز وأحمد زكى ومحمد سعد ومعروف عنا أننا نعطى كل فنان حقه وبالتالى الفنان يعطينا حقنا وحقيقة لم يحدث بينهم أى خلافات، لأن كل شىء كان متفقا عليه قبل التصوير.
وما السر وراء حرص الشركة على تقديم دراما متنوعة كل عام؟
- نشارك هذا العام بمسلسلات الحساب يجمع وواحة الغروب ولأعلى سعر، والعام الماضى قدمنا حارة اليهود وتحت السيطرة وبين السرايات وهو فكر الشركة بأن نقدم تنوع فى الأعمال التى نعمل عليها فى الموسم الواحد، وعلى سبيل المثال فمسلسل الحساب يجمع، حالة مختلفة على يسرا ونقلة جديد لها، تظهر محجبة وتعمل مخدماتية وكانت مرعوبة، ولكن المسلسل يتعرض لطبقة كاملة بأحلامها وطموحتها ويتعرض للبيوت التى تخدم بها الفتيات التى تعمل مع يسرا، وحرصنا بناء حارة عشوائية على النيل فى الوراق لنبتعد عن القبح المعتاد فى الدراما، ومسلسل واحة الغروب فهو يتحدث عن نفسه فهو رواية لبهاء طاهر ونعمل عليه منذ 3 سنوات وتكلفته تصل إلى 80 مليون جنيه.
وهل نجاح المسلسل قد يشجعك لتقديم أعمال تنتج خصيصا للعرض on line؟
- المستقبل فى الإنتاج للعرض on line، كما أن العالم كله تخلص من فكرة تقديم المسلسلات فى 30 حلقة ولابد من التغير حتى لا يمل المشاهد.
وكيف ترى فكرة ورش السيناريو التى يعتمد عليها الكثير من المسلسلات؟
- الفكرة جيدة وأمريكا تطبق هذا النظام ولكن العيب الوحيد هنا فى مصر، أن كل سيناريست قدم مسلسلا وحقق نجاحا يفتح فصلا لورشة سيناريو، وهذا أمر غريب، نفس فكرة الشاب الذى يفتتح مشروع عربة كبده وينجح، نجد الباقى بدأ فى فتح عربات كبده حوله.
وما هو آخر المستجدات فى عودة النجمة شريهان من جديد؟
- شريهان قامت بتسجيل أغانى المسرحيات التى ستقدمها فى المفترة المقبلة، وبدأ الراقصون فى التمرين على الاستعراضات، مستمرين فى العمل على المشروع ومعنا كبار المخرجين فى مصر منهم هادى الباجورى وطارق العريان وشريف عرفة.
السيناريست مدحت العدل
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة