فى العراق أعلنوا نهاية داعش، وفى سوريا هناك تقارير عن هزيمة داعش فى حلب، وفرار مقاتليها، وكل هذا تزامنا مع أخبار لم تتأكد عن مقتل خليفة داعش أبوبكر البغدادى عن طريق قصف روسى. وهى أنباء لم تصدر بشأنها تأكيدات، بالرغم من نشر صور مشابهة للبغدادى على مواقع التواصل، نفس الصور سبق نشرها قبل شهور. وبالتالى هناك أنباء وليست تأكيدات.
القوات العراقية أعلنت على لسان المتحدث باسم العمليات المشتركة عن قرب إعلان «بيان النصر على تنظيم داعش فى الموصل» وقال إن القوات العراقية سيطرت على جامع النورى ومنارة الحدباء، وهو المسجد الذى فجره داعش الأسبوعين الماضيين، هناك حسب بيان العراق عشرات فقط من داعش «منهكون ومتخبطون».
المتحدث باسم التحالف الدولى رايان ديلون يقول إن الوضع فى الموصل القديمة المحاصرة من قبل القوات العراقية، لا يزال معقدا، حيث توجد بضعة مئات من مسلحى «داعش» فى المدينة القديمة والمستشفى الجمهورى»، متحدث التحالف الدولى يتفق على اقتراب هزيمة داعش، من دون أن يحدد وقتا إن كان أياما أو أسابيع، فى نفس الوقت أعلنت القوات السورية أنها ضيقت الخناق على آخر نقطة لتنظيم «داعش» فى حلب، فيما حاول مقاتلو التنظيم القتال فى دير الزور، وأعلن الجيش السورى أنه كبد التنظيم خسائر كبيرة.
الإعلان عن هزيمة داعش فى العراق وسوريا ليس الأول ويبقى هناك الكثير من الجيوب فضلا عن الانتحاريين الذين ربما يقدمون على تنفيذ عمليات انتحارية لعلمهم أن مصيرهم غامض حال القبض عليهم، فضلا عن وجود ممثلين لأجهزة دعمت داعش تريد أن تقطع أى خطوط يمكن أن تفضح هذه العلاقات. خاصة فى وقت تتقلب فيه التحالفات داخل سوريا، ومع التنظيمات الإرهابية والمسلحة، حيث تتقارب قطر من إيران وهو ما قد يحول العلاقات، حيث ترتبط قطر بالقاعدة ممثلة فى جبهة النصرة، وعلاقات أخرى مع داعش. ويتزامن هذا مع تحركات فرنسية وروسية وأمريكية نحو الحل السياسى فى سوريا، وهو ما قد يجعل تراجع داعش احتمالا كبيرا. لكنه يفتح الباب للكثير من التكهنات عن مستقبل أعضاء التنظيم والمقاتلين الذين جاءوا من دول كثيرة عربية وآسيوية وأوربية. ويمثل كل منهم قنبلة قابلة للانفجار.
كانت هناك توقعات بأن يختفى داعش فجأة مثلما ظهر فجأة وأصحاب هذا الرأى هم من يرون أن داعش يرتبط بعدد من الأنظمة والدول والأجهزة، لكن فى حال عدم حساب إمكانية التعامل مع فلول وبقايا داعش، يمكن أن يتطور ليكرر تجربة القاعدة، التى نشأت وحصلت على التمويل والتدريب من الولايات المتحدة والدول الإسلامية، لمواجهة الغزو السوفيتى لأفغانستان وتركتهم أمريكا ليتحولوا إلى أحد أكبر التنظيمات الإرهابية فى العالم بفائض المال والسلاح. فهل يصبح داعش تكرارا للقاعدة؟ وإلى أين يمكن أن يذهب الدواعش ما بعد انتهاء الحرب؟ أم أن هناك من يحرص على بقاء داعش خوفا من تسرب أعضائه لأوروبا. ربما لا أحد يعرف بالضبط من حضر عفريت داعش، ولا من يمكنه أن يصرفه من دون خسائر.