بعد قرابة شهرين على اندلاع الأزمة بين نظام تميم بن حمد، والدول العربية الداعية لمواجهة الإرهاب الممول من قطر، تواصل الصحافة العالمية اهتمامها بأبعاد الخلاف الذى نشأ لتمسك الدوحة بإيواء ودعم الكيانات الإرهابية.
وفى تقرير لها اليوم، قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إنه بعد أسابيع من البيانات العامة والمحادثات الهاتفية الخاصة التى لم تسفر عن شىء على يبدو، قرر وزير الخارجية الأمريكى ريكس تيلرسون، أن يتدخل بشكل شخصى فى أزمة الخليج المستمرة ، والتى اعتبرت بأنها تهدد عمليات مكافحة الإرهاب فى الشرق الأوسط.
ويصل تيلرسون الكويت اليوم الاثنين، حيث حاولت حكومتها دون نجاح التوسط بين الرباعى العربى الداعى لمحاربة الإرهاب، وبين الإمارة الصغيرة التى يوجد بها أكبر قاعدة عسكرية أمريكية فى المنطقة.
ويخطط تيلرسون لقضاء الأسبوع فى محادثات مع قادة الخليج، وإما سيستقبلهم فى الكويت، أو يسافر فى جولات مكوكية بين بعض العواصم فى المنطقة، حسبما أفاد مسئولون أمريكيون رفيعو المستوى بأنهم حذروا من أن جدل أعمال تيلرسون لم يتم وضعه بعد.
وقالت واشنطن بوست، إن الغزوة الأولى لوزير الخارجية الأمريكى فى مفاوضات الأزمة عالية المخاطر يأتى مع التشكيك فى قيادته لوزارة الخارجية من قبل الكونجرس والبيت الأبيض وداخل الإدارة الأمريكية نفسها، وقد شكا بعض كبار مسئولى البيت الأبيض من أن تيلرسون حبس نفسه خلف قلة من مساعديه الكبار، ولا يتلقى مكالماتهم الهاتفية ولا توصياتهم.
ونقلت واشنطن بوست، عن المتحدثة باسم الخارجية هيذر نويرت قولها، إنهم قلقون بشكل متزايد من أن النزاع قد وصل إلى طريق مسدود فى هذه المرحلة، مضيفة إنهم يعتقدون أن هذه الأزمة يمكن أن تستمر لأسابيع وأشهر أو أكثر.
ونقلت الصحيفة عن مسئولين بالإدارة الأمريكية، قولهم إن تهمة تمويل الإرهاب التى لفتت انتباه دونالد ترامب قد تكون الأسهل فى حلها من خلال تكثيف الرقابة الأمريكية، ويتفق المسئولون على أن موقف قطر من استضافة مسئولى الإخوان ودعمهم فى دول أخرى مزعج، إلا أنهم يعتقدون أن التوصل إلى تسوية يمكن أن ينجح لاسيما بوقف دعم قطر للإخوان فى مصر وليبيا.
كما أبرزت صحيفة "إندبندنت" زيارة وزير الخارجية البريطانى بوريس جونسون لقطر ولقائه بمسئولين قطريين وكويتيين، مشيرة إلى تصريحاته التى أكد فيها أن بلاده تدعم جهود الكويت للتوصل إلى حل للأزمة.
من ناحية أخرى، قالت صحيفة الجارديان البريطانية، إن قطر تقدم على استفزاز جديد، فى سعيها للحصول على تعويضات من الدول العربية، متناسية الدور المشبوه الذى تقوم به فى دعم الإرهاب.
وقال المدعى العام القطرى، إن بلاده ستسعى للحصول على تعويضات من السعودية ومصر والبحرين والإمارات بسبب الآثار الضارة التى لحقت بها فى أعقاب المقاطعة العربية لها بقيادة تلك الدول.
وأشارت الصحيفة، إلى أن قطر سعت إلى الضغط على الدول الأربعة بقولها إنها أسست لجنة خاصة للحصول على تعويضات بعدة مليارات من الدولارات من هذه الدول، مشيرة إلى أن المدعى العام القطرى هدد فى تجاوز لافت، بإضافة بعد قانونى أكثر تكلفة للمعركة بين الدوحة والدول العربية المقاطعة لها.
وكانت الدولة العربية الساعية لمواجهة تمويل قطر للإرهاب قد طالبت بتعويضات من الدوحة لتدخلاتها السابقة فى شئونهم الداخلية، وهذا المطلب كان واحدا ضمن قائمة شملت 13 بندا قدمها الرباعى العربى، فيما وصفته الصحيفة بصراع ثوى مزق حلفاء الغرب فى الخليج. حيث أشار المدعى العام القطرى، إلى أن مطالب التعويض ستكون باسم الشركات المتضررة من قطع العلاقات وإغلاق الحدود البرية والبحرية.
ونشرت صحيفة "سعودى جازيت" السعودية الصادرة باللغة الإنجليزية تصريحات وزير الخارجية السعودى عادل الجبير التى أدلى بها لموقع الإذاعة الألمانية عقب مشاركته فى اعمال قمة العشرين، والتى قال فيها إن أزمة قطر سببها دعم الإمارة للإرهاب وتمويلها له، ولأن قطر تأوى أفرادًا على صلة بالتطرف والإرهاب.
وأوضح الجبير، أن الازمة لها علاقة بنشر قطر للكراهية وتدخلها فى الشئون الداخلية فى المنطقة، موضحًا أن الدول العربية الأربع طالب بأن تلتزم قطر باتفاق الرياض الذى وقعته عام 2013 و2014 من أجل التغلب على الأزمة، مشيرًا إلى أنه تحدث خلال قمة العشرين التى انعقدت فى مدينة هامبورج الألمانية مع نظيره الأمريكى ريكس تيلرسون، وردا على سؤال حول ما إذا كان هذا الاجتماع قد ترك لديه انطباع بأن الولايات المتحدة تدعم موقف السعودية من قطر، قال الجبير إنه يعتقد أنه من حيث المبدأ، تحارب كل الدول فى العالم الإرهاب وتمويله، مشددًا على أن كل الدول ترفض التحريض ونشر الكراهية، وكل الدول ترفض التدخل فى الشئون الخارجية وكل الدول ترفض إيواء من لهم علاقة بالإرهاب.
وشدد وزير الخارجية السعودى، على أن الاجتماع مع تيلرسون كان مثمرا، وأضاف أنهما ناقشا أزمة قطر والتدخل الإيرانى فى المنطقة والمعركة ضد الإرهاب.
وفى مقابلة أخرى مع العربية، قال الجبير، إن بيان قمة العشرين كان واضحا وأظهر مدى أهمية المعركة ضد الإرهاب وكيفية تمويله.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة