طارق الخولى

تخاذل العالم أمام حاضنات الإرهاب

الإثنين، 10 يوليو 2017 11:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
سيظل أبناء الجيش المصرى يسطرون بحروف من نور البطولات فى سجل ووجدان هذا الوطن، حيث سيبقى جيشنا هو حائط الصد المنيع فى حماية ليس مصرنا فحسب، وإنما الإنسانية كلها ففى زمن انقلبت فيه معانى البطولة والتضحية باتت تتوارى المفاهيم العقيمة فى مواجهة دماء الرجال التى تنزف على أرض الفيروز المباركة، ليحيا الوطن فما زالت سيناء تعانى من إرهاب المرتزقة الذين ظنوا أنهم يستطيعون فى ظل حكم مرسى أن يسلموا سيناء وطناً بديلاً لحماس غافلين أن لمصر جيشاً يحميها وأن أبناءها الأبرار صنعوا ثورات عظيمة استلهموها، مما فعل أجدادهم من بطولات فى حرب أكتوبر المجيدة وأن أرواح الآلاف منا لهى أرخص بكثير من شبر واحد من الأرض التى رُويت وما زالت تُروى بدماء أنبل، بل أعظم من أنجبت مصرنا الغالية
 
الجيش المصرى يعد من أقوى جيوش العالم وأكثرها قدرة على الجاهزية للقتال فى وقت قياسى، حيث تصفه إسرائيل بأنه الجيش الوحيد فى المنطقة القادر على مواجهة الجيش الإسرائيلى فى ميادين القتال، وأن تنظيم الجيش المصرى وقدراته تشكل تهديداً حقيقياً على وجود إسرائيل فعاش الجيش المصرى درع الوطن وسيفه، فمصر قد خلقها المولى وكل المقومات تفرض عليها أن تكون كبيرة، فعندما يحكمها خائن كالمعزول «محمد مرسى» يحاول أن يجعلها فى حجمه حتى يستطيع أن يسطو عليها فيبيع مصر وأهلها بأبخس الأثمان إلى أحقر الدول مادامت تمتلك سطوة المال فتصير مصر من قائد للمنطقة إلى تابع لدويلة صغيرة تمول الجماعة بمليارات الدولارات.
 
فعندما ثورنا على هذا المصير الأسود صرنا اليوم ندفع ثمن إزاحة جماعة فاشية، حيث نواجه شراذم من البلطجية والجهلاء الذين يخادعون ويكذبون ويقتلون ويبطشون باسم الدين فيكبرون ويهللون عند نشوة ارتكاب المعاصى فيمنحون صكوك الإيمان لمن والاهم، ويكفرون من عاداهم لقد تعرض الكثير من البسطاء قبل ثورة 30 يونيو لعملية خداع كبرى من قبل الإخوان ومرسى الذى تحدث فى أثناء دعايته الانتخابية عن أنه سيخضع للدستور والقانون وفى حالة مخالفته، لذلك فإن للشعب الحق فى أن يثور ضده وعندما حنث مرسى بيمينه ووضع نفسه فوق القانون فثار الشعب ضده صنع لنفسه شعباً بديلاً من جماعته وعشيرته ليحولوه إلى حاكم بأمر الله.
 
جماعة الإخوان لم يكن لديها أجندة وطنية لبناء دولة المؤسسات وتطوير مصر اقتصادياً وسياسياً، وإنما كان لديها أجندة خاصة بتمكين الجماعة من مفاصل وأعمدة الدولة بنشر عناصرها فى سلطات ومؤسسات الدولة المختلفة واختيار القيادات التنفيذية والإدارية ليس لاعتبارات الكفاءة وإنما لمدى الانتماء والولاء للجماعة.
 
ليفشل الإخوان على مدى عام فى تطوير مصر سياسياً واقتصادياً لسببين الأول أن الجماعة ليس لديها الكوادر ذات الكفاءة القادرة على تولى المناصب الإدارية والتنفيذية فى الدولة، وأن كل ما يجيده تنظيم الإخوان هو السمع والطاعة فقط، أما السبب الثانى فهو أن الجماعة مستفيدة من الفقر والأمية المتفشيين فى مصر، لأن العوز والجهل اللذين تغلب عليهما المصريون بالوعى والإدراك كانا السبيل الوحيد لبقاء الإخوان فى سدة حكم مصر.
 
وبعد كل ما فعله الإخوان مازالوا يسعون للعودة إلى السلطة ولو على أنقاض مصر فبات منتهى أمانيهم لو قامت حرب أهلية بين المصريين على غرار سوريا فهم أهل النطاعة ليست السياسية فقط وإنما البشرية أيضاً، حيث تتركز بشكل كبير فى قيادات الإخوان التى تتحكم فى المئات من المخدرين المنساقين الذين لا يعرفوا سوى التلقين والسمع والطاعة دون أن يتركوا لعقولهم الحق فى التفكير وتأمل الحقائق.
 
مصر مازالت تتعرض لمحاولة احتلال غاشم من جماعة لم تعرف لمصلحة البلاد سبيلاً ولا تدرك معانى حب الوطن وأهله فلم يبق لنا سوى معركة أخيرة لإنقاذ بلدنا من يد هؤلاء المحتلين، لنتحول جميعاً الآن إلى جنود فى معركة الوجود ليخرج من بين صفوف أبناء مصر أبطال يسطرون ملحمة عظيمة لجيش لا يعرف الهزيمة وشعب لا يقبل الانكسار، حيث مازال يقدم ورود الوطن من ضباط وجنود الجيش أرواحهم فداءً لنا جميعا بمشاهد ملحمية لا يجسده سوى أبناء المحروسة ألا يعلموا بأن ضريبة الدماء توقد إصرار هذه الأمة فى دفع الباغى الثمن فتذقه جحيم الدنيا وفما هذا الشعب إلا سلسلة من التضحيات عبر الزمان من جيل إلى جيل منذ أحمس وحتى أحمد منسى.
 
أما المجتمع الدولى فسيلعنه لرعونته وتخاذله فى مواجهة الدول الداعمة للإرهاب، وعلى رأسهما تركيا وقطر حاضنات الإرهاب ومستقرة فإن الإدانات التى صدرت من السفارات المقيمة فى القاهرة أو حتى من الأنظمة والحكومات فى الخارج شىء محمود، ولكن الإدانات وحدها لا تكفى لأن تشدق المجتمع الدولى بمكافحة الإرهاب مازال كلاما وليس أفعالا فبعض الدول مازالت تعول على الإرهاب لإحداث متغيرات سياسية على الأرض فى بعض الدول ومصر حذرت مرارا وتكرارا بأن ذلك لعب بالنار وهذه الدول ستكتوى بنار الإرهاب وهو ما حدث بالفعل حيث ضرب الإرهاب وسط أوروبا والعالم شرقا وغربا، فمن غير المقبول منطقيا أن التحالف الدولى بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية المشكل من أكبر وأقوى جيوش العالم غير قادر على القضاء على بضع الأنف من الدواعش. 
 
فقد تحركت مصر وعدد من الدول الخليجية مؤخرا لمواجهة الممارسات القطرية فى دعم الإرهاب، ولكن العالم مازال يتفرج دونما أن يملك الإرادة الحقيقية فى وقف دول دعم الشيطان فقد باتت المصالح الاقتصادية غالبه على دماء الإنسانية، كما أن الربط منطقى ومشروع بين رفض قطر لشروط الرباعية العربية وبين الحادث الإرهابى الأخير فى سيناء فمنذ هذه اللحظة لم يبقَ أمامنا سوى المواجهة، وإما النصر أو الشهادة.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة