هل كان ممكنا أن تظهر الحركات السلفية الجهادية فى غزة والخلايا التابعة لتنظيم داعش وجماعات المرتزقة الموالية لطهران، لو لم تكن حركة حماس المسيطرة على القطاع فاسدة ومفسدة، لا تهتم إلا بالحصول على الأموال والتمسك بالسلطة التافهة على مساحة غزة، حتى لو جاء ذلك على حساب تدمير القضية الفلسطينية والتحول من المقاومة إلى الخنوع الكامل للاحتلال الإسرائيلى والاستسلام لكل مطالبه وأولها دولة غزة بدلا من الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس؟
عندما ظهرت الرايات السوداء لداعش فى غزة، تلقت حماس مئات الملايين من الدولارات من قطر لغض الطرف عنها، وسرعان ما ابتلعت رايات داعش كثيرا من الشباب المنتمين للحركة وخرجوا عن سيطرتها وكفروها، وأصبح من المعتاد أن ترى فى القطاع عربات نصف نقل محملة كالعادة بمدافع مضادة للطائرات ورشاشات ثقيلة، ترافقها على يوتيوب فيديوهات ورسائل من قيادات ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية «داعش» يبايعون من جهة أبوبكر البغدادى خليفة للمسلمين، ويعلنون تحركهم لضم حفنة تراب غزة إلى أرض الخلافة، عن طريق ارتكاب المذابح وتوجيه السلاح إلى صدور العرب المسلمين والمسيحيين فقط.
القادة الحاليون فى حماس ذاقوا نعيم السلطة وقبضوا ملايين الدولارات من مختلف أنظمة المنطقة، دخلت مباشرة فى حساباتهم السرية، هؤلاء لا يطلبون مقاومة للاحتلال ولا يتذكرون عبارة «كامل التراب الوطنى » أو مفتاح البيت فى القدس، أو حتى الأراضى المحتلة بعد 5 يونيو 1967، فضلا عن أنهم لا يريدون أى منغصات لعيشتهم الرغدة.
كل ما يطلبه أشاوس حماس الذين يحكون بالزور طوال الوقت عن بطولاتهم فى مواجهة الاحتلال، هو أطول فترة ممكنة من «السلام المذل»، أو ما يسمونه هم بالهدنة الطويلة 5 سنوات أو عشر، تتلوها هدنة أطول طالما هم متنعمون فى الليل وتجار شعارات يخادعون أبناء الشعب الفلسطينى فى النهار.
من جانبها، لا تريد أى من حكومات إسرائيل الاستعمارية المتعاقبة شريكا أفضل من ذلك، فعلى مستوى العالم هو مدموغ بالتطرف والإرهاب ومعزول، وعلى مستوى المنطقة يقدم نفسه كمنظمة من منظمات الأمن السرية يقوم بالعمليات لصالح من يدفع من الدول، وعلى مستوى العلاقات الثنائية مع تل أبيب، تلتقى المصالح لدرجة التطابق.
والحال هكذا، هل يمكن أن تستمر حماس وقادتها المتخاذلون فى السيطرة على قطاع غزة؟ هل يمكن أن يستمروا فى تدمير القضية الفلسطينية؟ هل يمكن السماح لهم بإيواء أخطر العناصر الداعشية والإرهابية التى تهدد الأمن القومى المصرى؟
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة