قبل أن يلفظ تنظيم داعش الإرهابى أنفاسه الأخيرة فى وقت يعانى فيه خسائر متلاحقة داخل سوريا والعراق، تتكشف يوما بعد يوم أسرار هذا التنظيم وكيف أستطاع أن يجند عناصره من جميع أنحاء العالم خلال السنوات الماضية، وكيف استطاع أن يخترق العقول البشرية ويُقنعها بأفكاره المتطرفة عبر الحدود المتباعدة، حتى أنه لم يقتصر على فئة أو جنسية بعينها بل اخترق حتى القيادات العسكرية فى كبرى المؤسسات على مستوى العالم.
هذا ما كشفته التحقيقات التى جرت مع الجندى الأمريكى إيكيكا كانج، الذى تم إيقافه بعد أن أعلن ولائه للتنظيم الإرهابى، ليختار طواعية الانتقال من الفرقة 25 مشاة الأمريكية إلى أحد العناصر المؤثرة فى تنظيم داعش، والذى لم يقتصر ولائه فقط على الانضمام لصفوف التنظيم الإرهابى بل قدم وثائق عسكرية ومعلومات سرية وبلغت درجة ولائه إلى محاولته تقديم طائرة بدون طيار للدواعش كإثبات ولاء للتنظيم.
ومنذ الكشف عن سقوط "كانج" فى شباك داعش عبر تجنيده، وتمكن الاستخبارات الأمريكية من إلقاء القبض عليه، تتزايد بشكل مكثف مخاوف الأجهزة الأمنية والاستخبارات داخل واشنطن من خطورة التنظيم الإرهابى وقدرته على تجنيد المزيد من العناصر.
وفى تقرير لها اليوم ، ذكرت وكالة الأسوشيتدبرس أن محامى الدفاع الخاص بالجندى الأمريكى المتهم، قال إن موكله يعانى مشاكل عقلية تتعلق بخدمته، كانت الحكومة على علم بها ولم تعاجله.
وبدأت المحاكمة العلنية لـ"كانج" البالغ من العمر 34 عاما، والذى كان يخضع للتحقيق على يد عدد من الضباط والمخبرين السريين وأفراد من الجيش ومكتب التحقيقات الفيدرالى منذ أكثر من عام وجرى احتجازه السبت الماضى.
وأفادت دعوى جنائية أمام محكمة أمريكية فى هونولولو بأن كانج، وهو من لواء الطيران القتالى 25 التابع لفرقة المشاة 25، بايع تنظيم داعش الذى سيطر على أراضى فى سوريا والعراق وأنه سعى لمساعدة التنظيم الإرهابى للحصول على طائرة بدون طيار وخطط لقتل عدد من الأشخاص بسلاحه.
وقال مكتب التحقيقات فى بيانه، إن كانج، متهم أيضا بمحاولة تقديم وثائق عسكرية وتوفير تدريبات للتنظيم المتشدد، غير أن السلطات الاتحادية تعتقد إن كانج ليس له صلة بأحد يمكن أن يشكل تهديدا لهاواى.
فيما قال بيرنى بارفار، المحامى الذى كلفته المحكمة بالدفاع عنه، إن موكله يعانى مشكلات عقلية تتعلق بخدمته وأن السلطات الأمريكية كانت على علم بذلك وأهملت علاجه، ورفض المحامى الإدلاء بمزيد من التفاصيل، مشيرا إلى أن موكله من المحاربين فى العراق وأفغانستان.
وبحسب المذكرة التى أعدها جيمى تشن، المحقق الخاص لدى مكتب التحقيقات الفيدرالى، فإنه كانج أعتقد أنه كان يتعامل مع أشخاص يعملون فى تنظيم داعش ولكنهم كانوا فى الواقع عملاء سريين تابعين لـFBI.
وقال بول ديلاكورت، الوكيل الخاص لمكتب التحقيقات الفيدرالى المكلف هاواى، إن كانج قدم وثائق عسكرية إلى أشخاص يعتقد أنهم سيعطونهم لتنظيم داعش. وقال للصحفيين ان مكتب التحقيقات الفيدرالى يعتقد ان كانج كان يعمل بمفرده ولم ينتمى الى اى شخص يشكل تهديدا.
غير أنه تم اعتقال كانج بعد أن تعهد بالولاء لـأبو بكر البغدادى زعيم تنظيم داعش، وقال إنه يريد أن "يستخدم بنادقه وذخيرته لقتل حفنة من الناس". ووفقا لمذكرة تشن، فإن كانج والعملاء السريين قاموا معا بتصوير مقاطع فيديو للتدريب على القتال ضمن مجموعة يعتقد أنه سيتم نقلها إلى الشرق الأوسط للمساعدة فى إعداد جنود داعش لمحاربة القوات الأمريكية.
وكان كانج، تلقى أعلى مستوى من التدريب القتالى فى الجيش تضمن فنون الدفاع عن النفس، كما قام كانج، بصحبة أحد أولئك العملاء السريين بالذهاب لشراء طائرة بدون طيار لإرسالها إلى مقاتلى داعش لمساعدتهم على رؤية ساحة المعركة من أعلى للتعرف بسهولة على مواقع الدبابات وسبل الهروب من الجنود الأمريكيين.
واستخدم الجندى الأمريكى بطاقته البنكية لشراء الطائرة وكاميرا جو-برو ومعدات ذات صلة، بتكلفة 1400 دولار.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة