أثارت تصريحات الرئيس الإيرانى حسن روحانى، عاصفة انتقادات شنها عليه المتشددون والإعلام التابع للحرس الثورى، قال فيها إن حكومته ووزارة الدفاع هى التى صنعت الصواريخ التى أطلقها الحرس فى يونيو الماضى مستهدفا تجمعات إرهابية فى دير الزور السورية، وقال أيضا إن الأموال التى تصنع بها الصواريخ وفرها القطاع الاقتصادى فى البلاد.
وحاول روحانى ألا يجدد الصراع المستعر مع الحرس الثورى، قائلا: "نعم من أطلقوا الصواريخ قاموا بتضحيات، لكن من صنع تلك الصواريخ؟ إن الحكومة ووزارة الدفاع هي من صنعت السلاح، ومن يؤمن الأموال القطاع الاقتصادى".
مساعى روحانى لعدم الاحتكاك بالحرس الثورى بشكل مباشرة ذهبت هباء، وعقب التصريحات كثف المتشددون من هجومهم عليه، وشنت الصحف الإيرانية والمواقع الإلكترونية الموالية للحرس الثورى عاصفة انتقادات.
واعتبرت الصحف المتشددة أن تصريحات روحانى تتضمن تناقض كبير، ففى وقت سابق قال أن حكومته لا تحمل السلاح، والأن يقول أنه حكومته هى من وفرت الأموال لصناعة الصواريخ التى يطلقها الحرس الثورى.
ووصفت صحيفة جوان المتشددة روحانى بـ"شريك الصواريخ" وقالت فى تقريرها أنه سعى فى محاولات وصفتها "باليائسة" خلال كلمته أمس كى يقول أن حكومته اشتركت فى قصف الحرس الثورى الصاروخى على داعش.
وقالت الصحيفة، إن خطاب روحانى جاء لاذع من شأنه خلق ثنائية قطبية وانقسام سياسى وإعلامى فى البلاد، واعتبرت الصحيفة أن تصريحاته جائت فى طار محاولاته لإبراز دور حكومته، وانتقدت أيضا تصريحاته حول منح المال والسلاح للعراقيين فى أصعب ظروفها.
وأعادت الصحيفة تصريحات روحانى إلى الأذهان، والتى انتقاد فيها المدن الصاروخية للحرس الثورى خلال السباق الانتخابى يوليو الماضى، قائلة: "انتقد روحانى مدن الحرس الثورى الصاروخية، والآن يرى كبرياء وطنى فى قصف مقرات داعش بالعراق وتحرير الموصل بيد القوات العسكرية ومستشارى فيلق القدس التابع للحرس الثورى، من أجل محو الماضى واشراك نفسه فى هذه الانتصارات".
السجال بين روحانى والحرس الثورى لم يكن الأول، إذ اثار قرار قصف دير الزور جدل بين روحانى ومؤسسة الحرس الثورى، بعد أن قال الرئيس إن القرار لم يكن قراراً فردياً أو صادراً عن جهة عسكرية دون غيرها، وهو ما استدعى أن يصدر الحرس الثورى بيانا شدد فيه على أن عملية "ليلة القدر" الصاروخية فى سوريا، جاءت بأوامر القائد العام للقوات المسلحة على خامنئى.
وتزامن حلقات الصراع بين روحانى والحرس الثورى، سجاله مع الولى الفقيه على خامنئى، الذى ذكّره بمصير العزل الذى لحق بأول رئيس حكم إيران أبو الحسن بنى الصدر نتيجة حالة الاستقطاب الشديد التى أصابت البلاد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة