قبل أن نبدى اندهاشنا وتعجبنا مما حدث من مظهر همجى بملعب برج العرب منذ أيام قليلة مضت نرجو أن نسأل أنفسنا أولاً عما إذا كنا شاهدنا نفس هذا السيناريو يتكرر من قبل عشرات المرات أم لا؟ حتى أنه فى بعض هذه المرات لم يقتصر المشهد البغيض على مجرد تحطيم المدرجات والاعتداء على رجال الأمن فقط، بل تعداه فى بعض المرات إلى ارتكاب جناية القتل العمد وإزهاق عشرات الأرواح كما حدث فى أحداث ملعب بورسعيد وملعب الدفاع الجوى، وأرجو أن نتذكر كذلك أنه فى معظم هذه الأحداث كانت مجالس إدارات الأندية تبذل قصارى جهدها لكى يتم الإفراج عن المجرمين الذين كان يتم القبض عليهم متلبسين بالصوت والصورة بارتكاب هذه الأحداث.
تذكرنى نفس هذه المشاهد بما كان يرتكبه الجمهور الإنجليزى من أحداث عنف دموية متكررة أثناء مساندته للأندية الإنجليزية الشهيرة فى بطولات أوروبا المختلفة خارج حدود البلاد، وهو ما اضطر الاتحاد الأوروبى لكرة القدم عام 1985 أن يستبعد الأندية الإنجليزية من الاشتراك فى بطولاته لمدة 5 أعوام بعد كارثة ملعب هيسل ببلجيكا التى أزهقت أرواح 39 مشجعا، وهو ما حدا بإنجلترا إلى اتخاذ إجراءات صارمة نجحت بها فى القضاء على هذه الظاهرة الهمجية التى كانت تسىء لصورة الدولة بالخارج.
أرى أنه قد آن الأوان لكى تطبق مصر نفس المنطق، وإلا فانتظروا تكرار المشهد، لأن من أمن العقوبة أساء الأدب.