آخر نكتة بايخة سمعها العالم كله وضحك عليها، كانت مذكرة التفاهم التى وقعها رجل البترول الذى يشغل منصب وزير الخارجية الأمريكى مع نظيره القطرى حول محاربة الإرهاب ومكافحة تمويله، نكتة بايخة نعم، لكنها تكشف جانبا كبيرا من السياسات الأمريكية الحالية وعلاقتها بمشروع أوباما، هيلارى الخاص بتدمير المنطقة العربية من خلال جماعات الفوضى والإرهاب.
وفق مشروع أوباما - هيلارى، كانت قطر وتركيا هما الدولتان اللتان تقومان بالجانب القذر من المشروع، والمعنى بحشد وتدريب وتمويل الجماعات المتطرفة والإرهابية والمرتزقة الوافدين من كل مناطق العالم ونقلهم إلى مناطق الصراع وكذا استقبال الجرحى منهم وتوفير الدعم اللوجيستى والسلاح لهم من خلال عناصر استخباراتية فى مواقع الصراع.
وكان هذا الدور القطرى التركى، بمثابة ضمانة تجنب الإدارة الأمريكية وعناصر الجيش الأمريكى أى فضائح دولية أو محاكمات دولية بخصوص الجرائم ضد الإنسانية أو جرائم الحرب المرتكبة فى مناطق الفوضى والصراع بالدول العربية، ومع انقلاب الأحوال فى الشرق الأوسط بعد ثورة 30 يونيو وطرد الإخوان من مصر، وبدء التفاف دول عربية وغير عربية حول مصر لتشكيل محور مضاد للمشروع التدميرى للمنطقة، تم تعديل المشروع ليبدو العالم فى حالة حرب ومواجهة للإرهاب المتطرف، لكن الواقع على الأرض يسمح بمزيد من الاستمرار والدعم للدور القطرى التركى فى رعاية وتمويل الجماعات الإرهابية، وتوفير الحماية لهما فى مواجهة كل أشكال المحاسبة بناء على الوثائق والأدلة والمعلومات المؤكدة.
إذن، قطر وتركيا مجرد ذيل، للولايات المتحدة وحليفتها بريطانيا، الدولتان اللتان تمثلان الاستعمار الجديد فى المنطقة العربية والعالم، وأى محاسبة لقطر أو تركيا هى نوع من تضييع الوقت مادامت الدولتان تتمتعان بمظلة الحماية الأمريكية البريطانية وبالتدليس الأمريكى القطرى وبالبلطجة الأمريكية البريطانية.
وعلينا أن نتساءل ماذا يمكن أن يحمل وزير الخارجية الأمريكى فى حقيبته الضخمة التى لا تفارقه، ليعرضه على الدول الأربع المقاطعة لقطر بسبب دعمها للإرهاب؟ ماذا سيعرض تحت شعار دعم المصالحة بين قطر وأشقائها العرب؟ هل يطلب مزيدا من الوقت حتى تتمكن واشنطن من تقسيم سوريا وتكريس انقسام العراق؟ هل يطلب من الدول العربية التوقيع على بياض لتمرير المصالح الأمريكية التى تقضى بتدمير بلادنا؟ أم ماذا يريد بالضبط؟
أظن أن الدول العربية الآن على المحك، لتدافع عن استقلالها وحدودها وثرواتها ومصائر شعوبها فى مواجهة قوى الاستعمار المتوحش الجديد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة