حرب قضائية ضد "لولا دا سيلفا" لمنعه من خوض انتخابات الرئاسة 2018.. قصة كفاح رئيس البرازيل السابق تنتهى باتهامه بالفساد و"غسيل الأموال".. ومظاهرات بالمدن البرازيلية بين مؤيد ومعارض

الخميس، 13 يوليو 2017 05:00 م
حرب قضائية ضد "لولا دا سيلفا" لمنعه من خوض انتخابات الرئاسة 2018.. قصة كفاح رئيس البرازيل السابق تنتهى باتهامه بالفساد و"غسيل الأموال".. ومظاهرات بالمدن البرازيلية بين مؤيد ومعارض مظاهرة فى البرازيل
كتبت: سارة كيره

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

إيناسيو لولا دا سيلفا، رئيس البرازيل السابق، سبق ووصفه أوباما "بأهم شخصية سياسية في التاريخ الحديث"، بدأ مشواره السياسى كنقابى فى اتحاد العمال البرازيلى ودافع باستماتة عن حقوق العمال الذى كان واحد منهم وفقد إبهامه أثناء عمله فى أحد المصانع.

صدر حكم على الرئيس البرازيلي السابق إيناسيو دا لولا سيلفا  في البرازيل بالسجن لمدة 10 سنوات تقريبا بسبب مزاعم بالفساد. وأدين دا سيلفا في قضية فساد مرتبطة بأعمال البترول وغسيل الأموال، وينكرلولا بشدة الاتهامات تلك. فيما ناشد أنصاره القضاء مصرحين بأن "الإدانة جائت دون أى حقائق أو دليل".

ولا يزال يواجه الرئيس السابق أربع قضايا أخرى متعلقة، فيما يدعى محامي الدفاع عنه أن مزاعم الفساد ضده ليس أكثر من "حرب لمنع عودته إلى السياسة مرة أخرى".

المزاعم بالفساد ضده

اتهمت النيابة العامة بالبرازيل "لولا" بقبول الرشاوى من شركة البترول الأكبر بالبرازيل "بتروبراس"، كما اتهم بالتربح على خلفية ملكية 3 شقق فاخرة في منتجع على ساحل ساو باولو.

وادعت النيابة العامة، بحسب وكالة فرانس برس (AFP)، بضرورة أن تكون تلك الاتهامات رسمية لمتابعتها من خلال القضاء، وسط نفى تام من لولا للتهم الموجهة اليه.

فيما اتهم مكتب المدعى العام لولا بإخفاء ملكية 3 شقق فاخرة "وهو ما يعتبر نوع من أنواع غسيل الأموال" ، في تصريحه لفرانس برس.

وجرى التحقيق فيما يعرف إعلامياً بـ "عملية غسيل السيارات" ومزاعم الفساد والتربح والرشوة فى قضية "بتروبراس" للبترول.

 واتهم كريستيانو مارتينز، محامى الرئيس البرازيلي السابق، النيابة بالتحيز وعدم الالتزام بالمحايدة فى التحقيق، كما اتهم النيابة أيضاً بـوجود "نية مبيتة لتشويه صورة لولا"، نقلاً عن CNN  البرازيل.

من جانبه صرح كارلوس ميلو لصحيفة الجارديان، وهو أستاذ للعلوم السياسية بجامعة ساو باولو، بأن "تلك الاتهامات لها ثقل رمزى كبيرخاصة أنها ضد الرجل الذى أنتخب مرتين بأغلبية ساحقة، وقاد نهضة إقتصادية كبيرة للبلاد".

نزاع فى المشهد السياسى بين مؤيد ومعارض:

أخذت الأحداث بمقاضاة "لولا" مجرى يؤثر على الانتخابات المقبلة للرئاسة في البرازيل في 2018، وفقاً لصحيفة بلومبرج. وتسببت في نشوب صراع سياسى بين مؤيدى لولا لترشيحه في الانتخابات المقبلة والاحزاب الأخرى. فبعد إدانة لولا، لن يكون له مكان بين مرشحى الرئاسة فى 2018، وكان هذا السبب وراء مشهد المظاهرات فى المدن البرازيلية الشهر الحالي. كما أثارت المزاعم بالفساد ضد لولا غضب اليساريين فى البلاد وخرجوا في مظاهرات مطالبين بتحقيق العدالة والتحقيق المدقق فيما يخص الادعائات ضد لولا.

تعرف على لولا دا سيلفا:

مما لا شك فيه أن إيناسيو لولا دا سيلفا، رئيس البرازيل السابق، هو واحد من الشخصيات السياسية الأكثر أهمية في هذا القرن. ترتبط أهمية لولا السياسية بالتحولات الكبرى التي قام بها في دولة البرازيل وتمثل قصته إلهاماً لكل من يتطلع الى العمل السياسى. وانتهج لولا سياسات اجتماعية لقيادة الاقتصاد البرازيلى إلى الازدهار، وانتشل عشرات الملايين من البرازيليين من الفقر المدقع خلال فترة حكمه.

بدأ لولا مشواره كفاحه كعامل "سمكرى" متواضع جداً وتلهمه حقوق العمال وقضاياهم، خاصة أنه فقد أصبع الإبهام بيده اليسرى أثناء عمله، وانتهى به المطاف رئيساً لجمهورية البرازيل.

ولد إناسيو لولا دا سيلفا في بلدة "كايتيس" البرازيلية في 27 أكتوبر 1945 في أسرة متواضعة الحال تعمل بالزراعة. كان لولا طفلاً لأسرة فقيرة جداً واضطر للعمل منذ الثانية عشرمن عمره، وعمل بمهن عديدة فى التنظيف وبائع متجول وغيرها. لكن على الرغم من فقر أسرته، كان لولا طالباً متفوقاً، واضطر لترك دراسته للعمل فى فترات دوام كامل لمساعدة اسرته.

وفى عام 1966، بدأ العمل في أحد المصانع، وبدأ مشوار كفاحه في مجال حقوق العمال والتحق بنقابة العمال واحتجز أكثر من مرة بسبب معارضته لنظام بيلشوار جولارت آنذاك.

وأصبح "لولا" عضواً فى اللجنة التنفيذية لإتحاد العمال 1972، وكان أيضا رئيسا لقسم الشئون الاجتماعية بالإتحاد، ثم أنتخب رئيساً لاتحاد العمال بأغلبية ساحقة في 1975.

وواصل لولا كفاحه السياسى حتى فاز برئاسة الجمهورية 2002 ضد خصمه خوسيه سييرا. وبدأ مشروع تحويل البرازيل الى قوى عالمية صاعدة، وأعيد انتخابه لفترة ثانية.

أما على المستوى الشخصى، توفت زوجة لولا إثر التهاب كبدى حاد، وتركت له 3 أطفال. وفى أكتوبر 2011 تم تشخيصه بأنه مصاب بسرطان الحنجرة ويتلقى العلاج حتى الآن.

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة