اهتمت صحيفة "الجارديان" البريطانية بتسليط الضوء على الوضع فى العراق بعد الانتصار التاريخى الذى حققه الجيش العراقى فى معركة تحرير الموصل، محذرة فى الوقت نفسه من وقوع أعمال انتقامية تقوم بها المليشيات الشيعية العراقية ضد عناصر تنظيم داعش، لاسيما بعد انتشار أعداد كبيرة من الجثث فى نهر دجلة، معصوبة الأعين.
وأضافت الصحيفة أن رؤية الجثث المتحللة فى النهر ليس أمرا جديدا، إذ شاهدها العراقيون منذ الربيع الماضى، لكن مع تكثيف المعركة ضد مقاتلى داعش، زادت أعداد الجثث الطافية على الضفة الغربية من بلدة القيارة، وليس معروفا لمن تعود هذه الجثث.
ونقلت الصحيفة عن أحمد محمد، وهو سائق، قوله فى وقت سابق من العام الجارى "نرى جثثا فى المياه يوميا.. والعدد ارتفع منذ مطلع إبريل. وكانت هناك خمس جثث تطفو فى النهر مؤخرا فى يوم واحد"، لافتا إلى أن تلك الجثث كانت لشباب ربطت أيديهم خلف ظهورهم بينما عصبت أعينهم.
وأوضحت الصحيفة أنه لا يمكن تحديد هوية تلك الجثث لاسيما وإنها محللة، ولكن تحذر جماعات حقوقية، على رأسها "هيومان رايتس ووتش" من ارتفاع حالات القتل فى مدينة الموصل وحولها. وقالت إن هناك أدلة تشير إلى القوات الحكومية تقف وراء عمليات قتل عناصر من داعش ومتعاونين معهم دون محاكمة.
وكانت منظمة العفو الدولية قالت فى بيان لها فى يناير الماضى إن "الميليشيات الشيعية التى تعرف بالحشد الشعبى استخدمت أسلحة تابعة للجيش العراقى فى ارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان، مثل التعذيب والاختفاء القسرى، والإعدامات خارج إطار القانون." لكن متحدثا باسم الحشد الشعبى نفى ما ورد فى تقرير المنظمة، ووصفه بـ "أكاذيب هدفها إطالة أمد الأزمة."
وقالت المنظمة: "إن تلك الميليشيات ترتكب جرائم حرب فى العراق وتستخدم فى ذلك أسلحة تم تزويد الجيش العراقى بها، مصدرها الولايات المتحدة والدولة الأوروبية وروسيا وإيران."
وكان البرلمان العراقى صوت فى نوفمبر من العام الماضي، لصالح مشروع قانون يلحق قوات الحشد الشعبى بالقوات العراقية، لكن عددا من النواب الممثلين للمكون السنى فى العراق قاطعوا تلك الجلسة، معتبرين أن من شأن ذلك أن "يعزز دور إيران فى العراق ويزيد من سيطرة الشيعة على الحكم" حسب قولهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة