فى محاولة جديدة لقلب الحقائق، وفى تقرير مشبوه ينضم لقائمة مفتوحة من الأكاذيب التى اعتاد نشرها منذ اندلاع ثورة 30 يونيو، واختيارها الانحياز لجماعة الإخوان الإرهابية، دافعت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية فى تقرير لها اليوم عن الجماعة الإرهابية، وحاولت تقديمها فى صورة "الضحية الثورية"، فى إنكار لافت وتغاضى مبهم لجرائم الجماعة ضد الشعب المصرى، بخلاف دورها التخريبى فى العديد من الدول العربية.
التقرير الذى كتبه مراسل الصحيفة فى تركيا، حاول تقديم الجماعة فى صورة التنظيم الثورى الذى تخشاه الحكومات العربية خاصة الملكيات الخليجية، والتى تحاول الإيهام ـ حسب مزاعم الصحيفة ـ بأن موقفها المعادى لإمارة قطر لارتباطها بجماعة الإخوان، ينبع من مخاوف تلك الممالك على عروشها، رغم أن نظام الحكم فى الدوحة نظام أميرى، وينطبق عليه الأمر نفسه.
وفى سقطة مهنية واضحة، اقتصر تقرير الصحيفة على آراء قيادات الجماعة الإرهابية ورموزها والباحثين المحسوبين على الجماعة عما سواهم، حيث نقلت "نيويورك تايمز" عن مجدى شلش القيادى الهارب الذى يعيش فى تركيا، مزاعمه أن جماعة الإخوان جماعة ديمقراطية لكنها تعانى الانقسام فى الوقت الحالى.
ورغم كل التحريض الذى تبثه عناصر الجماعة الهاربة فى أنقرة والدوحة عبر قنواتهم الفضائية والهجمات العنيفة التى تنفذها عناصر الجماعة داخل مصر، وعلى رأسها حركة حسم الإرهابية، إلا أن شلش سعى للظهور كضحية ضعيفة، قائلاً: "نجلس هنا ولا نستطيع فعل أى شئ"، فى محاولة لتقديم صورة مغايرة للقارئ الغربى عن الجماعة.
وواصل تقرير نيويورك تايمز نشر أكاذيب عناصر الجماعة، حيث نقل عن أيمن عبد الغنى المتحدث باسم الجناح السياسى للإخوان وصهر القيادى بالجماعة خيرت الشاطر، قوله إن الاتصالات على المستوى البشرى والمستوى السياسى مستحيلة نوعا ما لأن الناس هناك يختبئون، فى إشارة لعناصرهم فى مصر، مضيفًا: "حتى لو كان لديك أحد أفراد العائلة هناك، فمن الصعب الوصول إليهم".
وفى إنكار لافت لأحكام القضاء الصادرة بحق قيادات التنظيم الإرهابى بالتحفظ على أموالهم التى طالما تم استخدامها فى تمويل العمليات الإرهابية، نقل التقرير عن البرلمانى السابق، والقيادى بالجماعة أحمد جاد زعمه أن الحكومة المصرية استولت على مدخرات أفراد الجماعة، معترفًا بتلقى التنظيم دعم من مؤسسات قطرية وتركية وعدد من رجال الأعمال فى البلدين وقال: "نفس الحكومات التى تدعم حريتنا تدعم حياتنا هنا"، دون أن يدلى بأسماء .
تقرير نيويورك تايمز يتفق مع تفسير الخبير الأمريكى، جوناثان شانزر، نائب مدير مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، الذى ألتقاه اليوم السابع فى يونيو الماضى، والذى قال إن الإعلام الأمريكى لا يقدم صورة دقيقة للإخوان، وأن فترة إدارة الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما شهدت محاولات لرسم صورة مغايرة للواقع بشأن الجماعة، والزعم بأن قياداتها تعرضوا لانتهاكات ومعاملة سيئة .
وقال شانزر حينها: "أعتقد أن الإعلام الأمريكى والأمريكيين لا يعرفون الكثير عن الإخوان وعن دورهم فى مصر والخطر الذى مثلوه على مدار التاريخ وخلال الانتفاضة الثانية كانت أزرع الإخوان المسلمين فى أمريكا نشطة للغاية ورأينا تصنيف الكثير من الجمعيات الخيرية التى على صلة بالإخوان المسلمين مثل مؤسسة الأرض المقدسة التى أرسلت نحو 12 مليون دولار لحركة حماس المصنفة إرهابية لدى الولايات المتحدة، وقد أغلقتها الحكومة الأمريكية بالفعل وهناك جمعيات أخرى مثل "كير" مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية الذى يمثل متآمر غير مباشر."
وبخلاف سلسلة الأكاذيب التى تضمنها التقرير، حرصت "نيويورك تايمز" على التحريض على العنف ونقلت عن "شلش" قوله: "إذا خرج الثوار ـ فى إشارة إلى الإخوان ـ إلى الشارع، ينبغى أن يكونوا قادرين على حماية أنفسهم".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة