فى عالم موازٍ كان فيه "مشبك" رأس البر وهدايا "الكورنيش" القادمة من جمصة هى سيدة الموقف، وقبل أن تحصل الطعمية على لقب الـ"Green Burger" وحينما كانت "لدغة" قنديل البحر على شواطئ العريش لا تعرف عن الـ"Jelly Fish bite" شيئا، كان للمصايف شكلا آخر قد يكون أكثر بهجة وبساطة لمن عاشوها، ربما لأنهم لم يكونوا مضطرين لحفظ قاموس "الساحل" أو لأن "فورمة" الساحل أيضًا لم تكن ضمن اهتماماتهم، وكانت التحضيرات للمصيف أبسط كثيرًا من ذلك الذى نراه حاليًا.
وقبل أن تعتلى شواطئ وقرى الساحل الشمالى والألعاب المائية الموجودة بدهب وشرم الشيخ قائمة مصايف المصريين، كانت أماكن أخرى هى القبلة الرئيسية للمصيف، وبالرغم من إقبال الكثيرين الآن على الساحل ودهب وشرم الشيخ، إلا أن هذه القبلة القديمة مازالت موجودة حتى الآن لكن بعدما أصبحت مصايف "الغلابة".
ومن أهم أماكن المصايف التى مازالت موجودة حتى الآن:
1-جمصة:
على عكس ما يعتقد الكثيرون أن شواطئ جمصة اندثرت، مازال الكثيرون من محبى الاشتراك فى مصايف الشركات والنقابات يقصدونها ليتمتعون بطقسها المميز وطبيعة الحياة الهادئة هناك، وبساطة العيش.
2-رأس البر:
ربما يندهش البعض أن المدينة الصغيرة القريبة من محافظة دمياط التى تشتهر بحلوياتها والإكسسوارات التى يعود بها المصيفون من هناك مازالت موجودة ومازالت محتفظة بأهم معالمها مثل "اللسان" و"السوق الصغير والكبير".
رأس البر
3-العريش:
قديمًا كان الكثيرون يخشون السفر لقضاء إجازة المصيف بالعريش بسبب الخوف من القناديل، لكن يبدو أن قناديل العريش لم تكن أكثر قسوة من قناديل الساحل، خاصة أن قناديل العريش اعتاد عليها المصريين وأجادوا التعامل معها.
4-الإسماعيلية:
أما عروس القنال فكانت قبلة عاشقى الهدوء والمياه النقية، إذ تشتهر المدينة الصغيرة بطقسها المميز الذى يناسب كبار السن والشباب وغيرهم، وكانت مقصدهم للاستمتاع بأجواء الصيف خاصة لموقعها المتميز بالقرب من فايد وبورسعيد والسويس، فيتمكن المصيفون من زيارة أكثر من محافظة فى أيام قليلة.
الإسماعيلية
ولأن الشىء لزوم الشىء، فكانت المصايف السابقة قديمًا لها طقوس خاصة، يحفظها روادها عن ظهر قلب، وحكوا عنها لـ"اليوم السابع" ويمكن أن نلاحظ من خلالها كيف اختلفت طقوس المصيف كثيرًا عن الآن.
بدأت الحاجة حمدية عبد الفتاح 58 سنة حديثها لـ"اليوم السابع" عن طقوس المصيف قديمًا وقالت: "قبل أعوام قليلة كنا نذهب إلى رأس البر كل عام، ولم نكن نحمل عبء الذهاب هناك أو نحتاج إلى تغيير كلماتنا فكنا نذهب على "البلاج" ومعنا "تُرمس" الشاى والسندوتشات والتسالى مثل اللب والفول السودانى وغيرها ونشترى الفريسكا من الباعة على الشاطئ، ومعنا ألعاب البحر العادية."
أما عبير أحمد 36 سنة فقالت: "كنت أذهب مع أهلى إلى رأس البر أو جمصة أو العجمى فى الإسكندرية وكنا نجهز أغراض السفر العادية نشترى بعض الملابس الجديدة ونصطحب الكولمن والتُرمس و العلب التى تحفظ الطعام ساخن، وكانت مأكولات البحر "مكرونة وبانيه" أو سندوتشات "الكفتة والكبدة أو الجبن والفول"، لكن منذ 3 أعوام بدأت أن أذهب مع زوجى وبناتى إلى الساحل الشمالى ووجدت أن الأمر اختلف كثيرًا فبناتى يرفضون أخذ سندوتشات على البحر ويرون فيها شىء من "عدم الشياكة" وحاليًا وجدت صفحات فيس بوك ممتلئة بألقاب جديدة عن أسماء الطعام."
ومن جانبها قالت الحاجة نعمة محمد 64 سنة: "طول عمرنا بنروح البحر، ومسمعناش عن اللى بنسمعه دلوقتى، وكنا بناخد معانا الأكل عادى، ونحمر البطاطس ونفطر الصبح فول وطعمية، وناخد معانا تُرمس الشاى وأزايز العصير البيتى، لأننا بنقضى اليوم كله هناك، ونعمل الكيكة والفشار ونشترى الفريسكا، لكن اللى بنسمعه من الشباب دلوقتى مش بنفهمه."
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة