حاولت أمس أن أجيب عن هذا السؤال المشتعل: لماذا اشتدت موجات الإرهاب فى الفترة الماضية ولماذا توزعت عملياتها على العديد من محافظات مصر ولم تعد قاصرة على رفح أو الشيخ زويد بسيناء؟ وأرجعت السبب إلى انتقام الخونة من مصر بسبب إحكامها الخناق حول قطر الداعم الأول للإرهاب والمدافع الأول عنه، وأشرت إلى نجاحات مصر المتتالية فى حربها ضد الإرهاب، لا لشىء إلا لأن أبطال مصر تعهدوا على تجفيف الإرهاب من منابعه، وللأسف هذه المنابع لم تعد قاصرة على «نجوع أو قرى أو أحياء» لكنها تخطت هذا إلى بعض الدول المجاورة التى تشهد اضطرابات أو التى ينتمى قياداتها إلى بعض التنظيمات الإسلامية الإرهابية، ما يعطى لحربنا على الإرهاب بعدا دوليا غير مسبوق.
من أجل هذا كانت سعادتى بالغة حينما قرأت هذا الخبر الذى جاء على لسان المتحدث الرسمى باسم قواتنا المسلحة الذى قال فيه إنه بناءً على معلومات استخباراتية تفيد بتجمع عدد من العناصر الإجرامية للتسلل إلى داخل الحدود المصرية باستخدام عدد من سيارات الدفع الرباعى على الاتجاه الاستراتيجى الغربى، وبأوامر من القيادة العامة للقوات المسلحة أقلعت تشكيلات من القوات الجوية لاستطلاع المنطقة الحدودية واكتشاف وتتبع الأهداف المعادية وتأكيد إحداثياتها والتعامل معها على مدى الـ24 ساعة الماضية، وقد أسفرت العملية عن استهداف وتدمير 15 سيارة دفع رباعى محملة بكميات من الأسلحة والذخائر والمواد المهربة، فيما تقوم القوات بملاحقة وضبط العناصر الإجرامية، وفى نطاق الجيش الثالث الميدانى نجحت قوات إنفاذ القانون بالتعاون مع القوات الجوية وبالتنسيق مع الأجهزة الأمنية فى إحباط مخطط لتنفيذ عمل عدائى وذلك بعد اكتشاف وتتبع بؤرة إرهابية شديدة الخطورة، وتمكنت القوات من استهداف وتدمير سيارة محملة بكميات كبيرة من المواد المتفجرة والقضاء على 6 من العناصر التكفيرية المسلحة بأحد المناطق الجبلية بوسط سيناء».
يسعدنى هنا أن أقول إن مصر بهذا التوجه أصبحت تعمل وفق إستيراتيجية دفاعية جديدة، فلم تعد قوات حماية مصر كيانا متجمدا ثقيلا لا يتحرك إلا وفق خطوات معقدة تثقل من حركته، وإنما أصبحت مثل النسر الذى لا يترك ثعبانا يمرح فى الفلاة دون أن يقتنصه، ولهذا كله أؤكد ما ذكرته أمس من أننى فى غاية التفاؤل باقتراب القضاء على الإرهاب.