كانت سعدية أول قصة حب في حياة عبد الحليم حافظ، وهي فتاة ريفية لا تجيد القراءة والكتابة، وتعمل في مصنع، حليم وصفها بأنها أول قصة حب في حياته، والحب الأول والأخير في حياة سعدية، وفق ما كتبه بنفسه في مجلة "أهل الفن"، في العدد 264 بتاريخ 19 سبتمبر 1955.
وكتبت المجلة في مقدمة المقال الذي كتبه عبد الحليم أن "قلب عبد الحليم حافظ ليس سراً مغلقاً كما يعتقد الجميع، إنه قلب فنان.. أحب.. وبكى، عواطفه المتدفقة تجمعت كلها فكانت هذا الإنسان الرقيق الذي تبسم وهو ينادي: على قد الشوق.. وتبكي معه وهو يغني يا قلبي خبي".
وقال العندليب في مقاله: "ليست صناعتي الكتابة، كما أن الحب لم يكن حرفة قلبي، ومع هذا فإنني أكتب هذه السطور، وهي ليست قصة بالمعنى الذي اتفق الناس عليه، ولكنها أحاسيس عشتها، واليوم أسجلها".
بداية القصة
وأضاف عبد الحليم: "وبدأت هذه القصة – أقصد هذه الأحاسيس – ذات مساء.. مساء بعيد، منذ 5 أعوام، أي في العام 1950 كنت في هذا الوقت أتردد على معهد الموسيقى، ولم أكن قد عُرفت كمطرب أو كممثل في الوسط الفني وبين الجمهور على النطاق الذي أُعرف به الآن، وكانت هي نقطة التحول في حياتي".
وأوضح أنها "كانت جارتي في مقعد الترام (..) لم تكن عيناها الجميلتان خضراوين، ولم يكن فيها من جمال الجسد قدر ما كان فيها من جمال الروح، وكنت فناناً أعشق هذا الجمال".
ولم يكن يدري العندليب "أشعرت بي هذه الإنسانة أم لم تشعر؟ وهل حدث أن أحست بوجودي أم أن كل ما كنت أتصوره لم يكن أكثر من وهم؟ ولكن هذه الصبية استطاعت أن تعلمني كيف أبحث وكيف أنظر؟ ولكن أي انتظار وأي بحث إن مجلسنا معاً كلانا قريب من الآخر كان يهز جسدي هزًا؟ فأهيم لحظات تطول تطول، حتى أصل إلى مكان هبوطي فأغادر الترام".
مقال نشره عبد الحليم حافظ يروي فيه أول قصة حب عاشها لذلك "خشيت أن تظن بي سوءاً"
وفي المقال كتب عبدالحليم حافظ أنه خط لها رساله فيها: "آنستي: لست أدري ما هو نصيب هذه الرسالة منك، ولست أدري ما هو رأيك فيها وفي، ولكن ليس هذان وحدهما هما الشيئان اللذان لا أدري بهما، فأنا لا أدري أيضاً أين أنا منك ومن قلبك، أما أنت، فأنت أعلم أين أنت".
وقال "استطعت أن أدس هذه الرسالة في يدها وهبطت من الترام في محطتي المعتادة، فقد خشيت أن تظن الفتاة بي سوءاً، أو أن ترفض رسالتي أو أن تثير شجاراً، وجاء اليوم التالي، وجاءت بعده أيام.. ولم أرها خلالها مطلقًا".
وروى كيف قابلها مرة أخرى قائلًا: "لقد شاهدتها في نفس المكان، المقعد الذي يقف السائق أمامه (..) وقفزت إلى الترام (..) ولست أدري كيف أمد يدي فأمسك بيدها، وأربت عليها ثم همست لها: حمد الله على السلامة.. قلتها وأنا لا أعلم موقعها من الحقيقة، أكانت فعلاً على سفر أم أنها ستدرك أنه قول يُلقى، وفي جرأة المطمئن همست في أذنها، سنتين بحالهم وانتي غايبة .. كنتي فين؟.. وعجبت عندما أجابت قالت: كنت في البلد. فقلت: انتي منين. فقالت: من طنطا".
نهاية قصة غريبة
ثم مدت الفتاة، حسب المقال، يدها "فأخرجت خطابي، كانت الورقة قد بليت وكادت أن تتمزق تماماً، وكانت السطور قد انمحت أو كادت.. وكان الوفاء يشع من عيني المرأة، كما لم أره في عيني امرأة من قبل" وقالت الفتاة للعندليب "يا سيدنا الأفندي.. فين أنا وفين أنت.. أنت أفندي متعلم وبتكتب الكلام الحلو ده.. أما أنا بنت شغالة في مصنع.. أروح فين من قلبك فقلت: أنتي في قلبي يا.. سعدية".
وانتهت قصة الحب هذه بأن الفتاة استأذنته هرباً من "حبه" كما جاء في المقال الذي أعادت نشره صحيفة "المصري اليوم"، تاركة له رسالة شفوية مع من كان يقرأ لها رسالة العندليب بأنها كانت "تعيش أحلاماً وردية معه" لكنها قررت العودة لطنطا "المكان الذي ملّته" كي لا تقابل عبدالحليم، ربما لأنها رأت في القصة عدم تكافؤ بينهما، وجاء ذلم نقلا عن العربية .نت .
المقال
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة