انتهى مونديال كأس العالم للسلة للشباب بالقاهرة بكل سلبياته وإيجابياته، وأغلب الظن أن المصريين لم يعلموا عنه شيئا، حتى مشاركة منتخب مصر لم تكن بالشكل المأمول فنيا ولا جماهيريا، والسبب أن البطولة لم يتم الترويج لها بالشكل الذى يتناسب مع الحدث الذى كنا فى انتظاره.
كنت أتمنى أن يكون لدينا إستراتيجية أفضل للاستفادة من هذا الحدث الرياضى المهم، سواء فى الترويج لمصر سياحيا واقتصاديا أيضا، أو فى الترويج للعبة نفسها بين الشباب، وتكرار ما حدث من قبل، حينما استضافت مصر بطولة كأس العالم لشباب اليد قبل عدة سنوات، ومنافسات دولية فى ألعاب مختلفة، خرجنا منها بالكثير من الاستفادات والنجاحات افتقدناها فى بطولة كأس العالم للسلة للشباب، التى انتهت كما بدأت، وكأنها بطولة أقيمت فى السر، نخشى أن يعرف أحد تفاصيلها.
كنت أتمنى أن يكون لدى اللجنة المنظمة للبطولة إستراتيجية إعلامية للترويج للبطولة بشكل أفضل، فكما سبق وقلت إن غالبية المصريين، إن لم يكن كلهم، لم يعلموا أن القاهرة كانت تستضيف البطولة، وربما علموا بها من خلال تركيز الإعلام على مشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسى فى افتتاح البطولة، لكن بخلاف ذلك غابت البطولة عن الجميع، فالدعاية لها سواء فى الإعلام أو الشوارع أو حتى وسائل التواصل الاجتماعى كانت غائبة تماما، فانتهت البطولة كما بدأت.
كنت أتمنى أن يكون لدى اللجنة المنظمة تفكير أفضل فى توزيع مجموعات البطولة على المحافظات الساحلية، بدلا من تركيزها فى مكان واحد، وهو مجمع الصالات المغطاة باستاذ القاهرة، وحرمان بقية المدن الساحلية منها، قد تبرر اللجنة المنظمة موقفها بأن الإجراءات الأمنية فرضت عليهم ذلك، وهذا عذر أقبح من ذنب، فأى رسالة أرادوا توصيلها للعالم، ألم يدركوا أن بفعلتهم هذه أساءوا لمصر، وأن توزيع البطولة على أكثر من مكان هو أفضل رسالة إيجابية يمكن إظهارها للخارج عن الوضع الأمنى فى مصر، كما أن وزارة الداخلية لم تكن لتعترض على إقامة مباريات البطولة فى الأسكندرية وشرم الشيخ والغردقة وأسوان والأقصر، فقوات الأمن لديها القدرة والمقدرة على تأمين هذا الحدث، خاصة فى المدن الساحلية التى تستضيف سياحة أجنبية، أتت لمصر لكى تستمتع.
ما حدث فى بطولة كأس العالم للسلة يجب أن يكون درسا لنا، خاصة ونحن نستعد لاستضافة بطولة العالم تحت 23 سنة للكرة الطائرة، فى الفترة من 16 وحتى 26 أغسطس المقبل، فعلى وزارة الشباب والرياضة أن تدرس جيدا الكوارث التى حدثت فى بطولة السلة لمنع تكرارها مرة أخرى فى بطولة الطائرة.
على وزارة الرياضة أن تدرس الوضع جيدا، حتى لا يتكرر ما حدث فى حفل افتتاح بطولة السلة الذى ظهر بشكل لا يليق أبدا بدولة لها تاريخ وحضارة وفن مثل مصر، وعليها أن تعتمد أيضا على الجانب الإعلامى بشكل كبير كخطوة مهمة لإنجاح البطولة، فضلا عن وضع برنامج سياحى قوى للمنتخبات المشاركة يشمل زيارة المعالم السياحية التاريخية فى القاهرة، مثل الأهرامات والمتحف المصرى، والمناطق السياحية فى أرجاء المعمورة، حتى تتحقق الاستفادة الكاملة.
على وزارة الشباب والرياضة أن تراجع اللجنة المنظمة لبطولة الطائرة، فى كل التفاصيل، سواء أماكن إقامة البطولة أو برامج الزيارات والرحلات للمنتخبات المشاركة، فمن العيب أن نكرر فى الطائرة نفس خطأ السلة، وأن نقيم البطولة بالكامل فى مكان واحد، وهو مجمع الصالات باستاد القاهرة، ونحرم المحافظات الأخرى من مشاهدة ومتابعة البطولة، ونحرم المنتخبات العالمية من التعرف على تاريخ وحضارة الأماكن التى تمتاز بها مصر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة