لعلها من المرات القليلة التى أجدنى متحمسا وأنا أطالع خبرا يخص أمر البرلمان المصرى، لكنى فى الحقيقة لا أملك سوى تحية البرلمان على هذا الاقتراح، وأتمنى أن يتم تمريره ليصبح قانونا ساريا فى أقرب فرصة، والاقتراح يشرحه النائب السيد الشريف فى تقرير نشره موقع «اليوم السابع» حيث ينوى «الشريف» الذى يشغل منصب وكيل أول مجلس النواب، تبنى مشروع قانون خلال دور الانعقاد الثالث الذى سيبدأ مطلع شهر أكتوبر المقبل، يقضى بمعاملة الشهداء من رجال القوات المسلحة والشرطة، معاملة خاصة تشمل استمرار ترقيتهم ومرتباتهم أسوة بزملائهم الأحياء حتى الوصول إلى رتبة لواء، تقديراً وتكريماً لهم، نظراً لأن الشهداء أحياء عند ربهم يرزقون.
ويتشابه هذا المقترح مع مقترح آخر تقدم به النائب محمد الكورانى، الذى ينص على منح أسر الشهداء معاشًا شهريًا مثل قيمة راتب الشهيد قبل وفاته، كما ينص مشروع القانون على أن «تمنح أسر شهداء العمليات الأمنية من الجيش والشرطة معاشًا شهريًا يساوى قيمة الراتب الذى كان يتقاضاه الشهيد قبل استشهاد»، وأن «يتم احتساب قيمة المعاش المنصوص عليه فى المادة السابقة وفقًا لمرتبات زملاء الشهيد من دفعة تخرجه وترقياتهم للراتب الأعلى».
الشكر هنا واجب للبرلمان على هذا الاقتراح الذى يرفع ظلما بينا عن أسر أطهر من فينا، فالشهيد الذى ضحى بحياته من أجل مصر لابد أن ينال من التكريم ما يستحق، الذى وهب لنا حياته لنعيش فى سلام وأمان يجب علينا أن نرد له الجميل بأن يعيش أبناؤه عيشة كريمة، فقد تحلى الشهيد فى حياته بالشجاعة والإيثار لكى يحرسنا ويرسخ أماننا وليس ذنبه أنه شجاع أو متفان فى عمله لكى يحرم أبناءه من المميزات التى يحصل عليها أبناء من هم فى مثل سنه.
أحسن الشهداء إلينا جميعا، سالت دماؤهم على أرض مصر الطاهرة دليلا على المحبة والفداء والتضحية، ودعوا أبناءهم الوداع الأخير، معظمهم فى ريعان الشباب، معظم أبنائهم فى مقتبل الحياة، وفى الحقيقة فإنى أتمنى أن يضاف إلى هذا الاقتراح إقامة حفل سنوى لترقية الشهداء لكى يشعر أبناؤهم أن آباءهم مازالوا أحياء فعلا، وأن يتلقوا بدلا منهم النياشين والرتب الجديدة، ليوقنوا من أن آباءهم أحياء عند ربهم وعندنا أيضا، وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟ فبأى آلاء ربكما تكذبان؟