يوماً بعد الآخر، تتزايد الدعوات المطالبة بسحب ملف تنظيم مونديال 2022 من قطر لدعمها وتمويلها الإرهاب والكيانات المتطرفة، ولاستحالة تنظيم البطولة فى ظل فرض الحظر الجوى العربى على طيران الإمارة.
وفى تقرير لها اليوم، دعت صحيفة نيويورك بوست الأمريكية، إلى التحرك حيال منح كل من روسيا وقطر حق تنظيم بطولات كأس العالم لكرة القدم لعامى 2018 و2022، وهو الأمر الذى شابه الفساد نظرا لحصول أعضاء من الاتحاد الدولى لكرة القدم "فيفا" على رشاوى من البلدين لمنحهم أصواتهم.
وفى مقال للسياسية الجمهورية "ليز ماير" على الموقع الإلكترونى للصحيفة الأربعاء، قالت إن الاتحاد الدولى لكرة القدم يكافئ الفاعلين الأشرار فى العالم من خلال السماح لهم بإستضافة بطولة كأس العالم. وسلطت الكاتبة الضوء على الممارسات القطرية، مشيرة إلى الغضب المتزايد تجاهها من قبل جيرانها فى الشرق الأوسط بسبب صداقتها مع إيران ورعايتها الإرهاب.
وأشارت إلى التدخل الروسى فى الانتخابات الأمريكية 2016، فضلا عن الانتخابات الرئاسية الفرنسية هذا العام، وقمع حقوق الإنسان والحريات المدنية فى روسيا نفسها. وتساءلت لماذا تقوم منظمة دولية كبرى بمكافأة البلدين من خلال السماح لهما بالظهور كلاعب شرعى على الساحة العالمية، ومباركتهم بالحصول على مزيد من الأموال التى سيتم استخدمها فى أمور شائنة عاجلا وليس آجلا.
وباختصار، هذا لأن المنظمة الدولية المعنية هى الاتحاد الدولى لكرة القدم - فيفا – الذى رفضت إعادة النظر فى قراراته لاستضافة كأس العالم لكرة القدم المقبلين فى روسيا وقطر. ويقول فيفا "إن كرة القدم لا يمكن أن تحل المشاكل السياسية وإن فيفا ليس فى وضع يسمح له بالتدخل فى القضايا السيادية ولكنه يمكن أن يسهم فى بناء الجسور وتعزيز التبادل الثقافى وتوحيد الأشخاص" فى الوقت نفسه وتعزيز الحوار والتفاهم والسلام بين الشعوب. "
وترى الكاتبة، الأمريكية البريطانية، أن هذا الأمر كوميدى، نظرا إلى سعى هذه البلدان إلى استضافة الأحداث الرياضية الكبرى لإضفاء الشرعية على أنظمتها السياسية. وتشير إلى أن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين سعى لاستضافة أحداث ومؤتمرات كبرى مثل الأولمبياد وقمة العشرين ومؤتمر هيئة الصحة العالمية لمكافحة التبغ، لالتقاط الصور مع المشاهير والمنتخبين ديمقراطيا والقادة الليبراليين وغيرهم، حيث يستغل هذه الأحداث واللقاءات كفوة ناعمة لممارسة نفوذه فى الخارج.
وتضيف أن بالنسبة لقطر حيث ستقام بطولة كأس العالم لكرة القدم بعد 4 سنوات، فسيكون الأمر مدهش إذا استطاعت كرة القدم إحلال السلام فى أى جزء من الشرق الأوسط بما فى ذلك تلك الأركان الفوضوية التى تحتلها قطر. لكن بالطبع الكثير من الناس استثمروا بشكل كبير لجلب البطولات لبلدانهم وينتظرون كسب الكثير من المال، كما لو كانت الأمور كلها طبيعية.
وإذا كان الوقت لم يعد يسمح بسحب تنظيم البطولة من روسيا نظرا إلى أنه يتبقى نحو عام فقط على انطلاقها، تقول الكاتبة أنه لا يزال يتعين على الفيفا إعادة النظر، فى استضافة قطر للبطولة، حيث لا يزال هناك وقت لوضع ترتيبات بديلة والعقبات العملية لإيجاد مضيف مختلف هى ببساطة أقل وأكثر قابلية للإدارة.
وخلصت ماير مقالها بالقول أنه يجب على فيفا أن يتصرف، ويجب أن يتصرف الآن. مضيفة أن من المؤكد أن كأس العالم فى خلاف ينطوى على التعاون مع أنظمة بغيضة، ما من شأنه أن يؤدى إلى مزيد من التشوه لمنظمة معروفة أصلا لفضائحها، ولن يؤدى إلا إلى تعزيز أيدى تلك الأنظمة من منظور جيوسياسى، بغض النظر عما يقوله فيفا أن كرة القدم يجب أن تكون بعيدة عن السياسة أو "القضايا السيادية".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة